أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - هذا البيت مطلوب دم














المزيد.....

هذا البيت مطلوب دم


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ظاهرة ملفته للنظر انتشرت بعد سقوط النظام واحتلال العراق من قبل القوات الامريكيه وهي كثرة كتابة جملة ( هذا البيت مطلوب دم ) هذه المفردات التي ارعبت العوائل العراقيه ، فالبعض منها تركت بيوتها وغادرت العراق الى دول الجوار وعوائل أخرى لجأت الى اقاربها خوفا من التصفيه الجسديه ، قد تكون هذه الجمله عباره عن مزحه او محاوله لزرع القلق في نفوس بعض العوائل غير المرغوب بها ، او من اجل افراغ البيوت من سكانها والاستيلاء عليها ، ولكن كل شئ في العراق اصبح خارج نطاق السيطره ، بل خارج منطق المزاح وتتعامل معها العوائل العراقيه بكل جديه .. وربما تعود بعض الاطفال على كتابتها على الحيطان ، اي انها تصرفات طفوليه تقليدا لكتابات الكبار او استنادا الى مبدأ الثارات التي باتت تنتشر سريعا ، فمن اجل دجاجه او حمامة او معزه بين شخصين تحتدم المعارك بين العشائر ويقتل العشرات وتشرد العوائل وتنتهك الحرمات .. وليت الامر يقتصر على خلافات ومشاجرات وتلاسنات كلاميه وانما تستخدم انواع الاسلحة المتوسطه والثقيلة والخفيفه وكأن هناك حرب كونيه اندلعت بين الاخوه – الاعداء ..
اكثر من صديق اشتكى من هذه الحاله ، والبعض حاول ان يقلل من شأن تلك الكتابات الا اني كنت انصحهم بان يتعاملوا معها بكل جديه لان لامزاح في العراق ، وحتى المزاح دائما مايكون ثقيل جدا بمستوى الاسلحة الثقيله ...
هذا البيت مطلوب دم ، بل العراق كله مطلوب دم ، من زمن الخلافة الاسلاميه وحتى يومنا هذا ، دم عثمان ودم علي بن ابي طالب ودم الحسين ودماء الضحايا ... دماء تاريخيه ودماء حداثويه ، وها نحن نعيش بين نارين ، نار الامس ونار اليوم ومابينهما تنتعش الحروب السياسيه والفتاوى التكفيريه التي تصب الزيت على النار ....
دول الجوار لها ثارات معنا ايضا ، لادوله على ود مع العراق ، الكل يكتب على حيطاننا ( هذا العراق مطلوب دم ) فمنذ زمن حكم الطاغيه الذي ادخلنا في حروب عبثيه ، ابتدأت الثارات ، فكل دول الجوار تطالبنا بالثأر ، وهذا الثأر تتعد صوره والوانه ، مطالبات بتعويضات عن خسائر ماديه وبشريه ونفسيه واقتطاع اجزاء كبيره من اراضينا التي باتت عرضه للتآكل بسبب كثرة المطالبات بها وكأنها تقتطع من اجسادنا ، وبتنا ندفع ثمن اخطاء النظام الصدامي وراحت الدول الصغيره تستفزنا وتلعب بمشاعرنا مستغلة ضعف موقفنا السياسي والعسكري ، فخلافات الساسه العراقيين باتت مصدر قوه للدول الاخرى وضعف قواتنا العسكريه جعل جيوش دول صغيره اقوى من جيشنا صاحب التاريخ العريق بفضل سئ الصيت بول بريمر الذي حل الجيش العراقي من اجل عيون اللقيطة اسرائيل كي لايشكل هذا الجيش تهديدا لها في المستقبل ..
كثرة هذه الكتابات على الحيطان يدل على ضعف هيبة الدوله وضعف الاجهزه الامنيه والاستخباراتيه ، فلو كان هناك جهاز امني قوي وسلطه قويه لماتجرأ احد على تهديد اية عائله وللجأت تلك العوائل الى الاجهزة الامنيه لحمايتها ولكنهم يعرفون ان الاخيرة عاجزه عن اتخاذ اي اجراء لانها غير قادره على حماية نفسها اصلا ، بل ان سئ الصيت بول بريمر لم يترك لنا حتى جهاز شرطه ليتولى حفظ الامن الوطني بعد السقوط وانما اقدم ايضا على حله وبات العراق مسرحا للجريمه المنظمه والارهاب الدولي ..
اننا نعيش اليوم في زمن الفوضى العارمه ، فوضى الاداء السياسي والتخبط الامني وتراجع هيبة الدوله وسيادة منطق العشيره وشيوع ظاهرة الثارات ، ما ان نخرج من ازمة حتى ندخل في ازمة اشد وقعا من سابقتها وهذه الازمات تساعد في نمو الجريمة وازدهارها وتصبح دماؤنا مباحة واجسادنا لوحات تصويب لمن يهوى تعلم فن الرمايه في زمن الهواية السياسيه الكل يهوى التسديد على رؤوسنا ، الساسة وقوات الاحتلال الامريكي ومرتزقة الشركات الامنيه الخاصه والقتله والمجرمين ومخابرات الدول التي بات العراق مسرحا لها تلعب فيه كيفما تشاء ، اي ان دماءنا باتت موزعة بين القبائل لانعرف من هو القاتل الرئيس ، وحده الله يعرف من تآمر علينا ومن ساهم في قتلنا ومن اباح دماءنا ولكن لن يضيع دم العراقي لان التاريخ حتما سيكشف الخونه الذين باعوا ضمائرهم سواء للاجنبي او للمال السياسي..



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتم الصوت .. ثقافه سياسيه بامتياز
- بين المالكي وعلاوي ضاعت لحانا
- صيف الله واكبر
- سكوت الساسة يعادل جرائم الاحتلال
- حبكِ يُراقصُ حدود قافيتي
- لنا انبياء يتلعثمون بالقافية
- حبك .... علمني السحر
- * علمني حبك أن أرقص
- سيناريوهات من زمن الخيبه
- بطش الحكام ... جرائم حرب لاتغتفر
- لاتستهينوا بمطالب الشعب ..
- تنازلات ترقيعيه لامتصاص الغضب الشعبي
- ارادة الشعوب اقوى من الزعامات كارتونيه
- كفرتُ بالسياسة وعهرها
- من نصب الحريه نستعيد حريتنا
- أنثى نزلت على كف ملاكٍ
- أنثى ... إستفزت المخيلة ... فأنطقتها
- * ليت قلبك مثل قلبي
- وأخيراً نطقت عيناكِ
- أيس .... ياعبيس ..!!


المزيد.....




- -فريق تقييم الحوادث- يفنّد 3 تقارير تتهم -التحالف- بقيادة ال ...
- ترامب: إيران تقف وراء اختراق حملتي الانتخابية لأنها -لم تكن ...
- في ليلة مبابي.. الريال ينتزع كأس السوبر على حساب أتلانتا
- وسائل إعلام: الهجوم الأوكراني على كورسك أحرج إدارة بايدن
- طالبان تنظم عرضا عسكريا ضخما للغنائم الأمريكية في قاعدة باغر ...
- عبد الفتاح السيسي يستقبل رئيس جمهورية الصومال
- إعلام: قد تهاجم القوات الموالية لإيران البنية التحتية الإسرا ...
- السجن لمغني راب تونسي سعى للترشح لانتخابات الرئاسة
- الأخبار الزائفة تهدد الجميع.. كيف ننتصر عليها؟
- هل تنجح الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل؟


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - هذا البيت مطلوب دم