أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهان غليون - حول وحدة المعارضة في الدوحة واستنبول















المزيد.....

حول وحدة المعارضة في الدوحة واستنبول


برهان غليون

الحوار المتمدن-العدد: 3492 - 2011 / 9 / 20 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف الجميع أنني بدأت أدعو منذ الشهر الأول للانتفاضة إلى تكوين جبهة عريضة للمعارضة تقف إلى جانب شباب الثورة وتقدم لهم الغطاء أو المظلة السياسية التي يحتاجونها لاتقاء ضربات الداخل السياسية من جميع الأطراف خاصة تلك التي تتهمهم بالسلفية أو بانهم لا يمثلون إلا شرائح فقيرة جاهلة، وتلك الصامتة التي لم تفهم ماذا يجري، وبشكل خاص نصال شبيحة الاعلام والسياسة الذين عبأهم النظام. ومن جهة أخرى كان من الضروري أيضا ايجاد مظلة موحدة للدفاع عن الثورة في الخارج وتأكيد طابعها الديمقراطي والوطني التحرري أمام المتشككين من الدول والأحزاب والقوى الأجنبية التي كونت خلال السنوات الماضية صورة شبه ايجابية عن نظام البعث "العلماني" الذي يقف في وجه المد الاسلامي كما يقولون.

وقد ساهمت في أكثر من مبادرة لدفع الأطراف السياسية السورية المختلفة إلى الاتفاق في مابينها على العمل داخل إطار جامع، مع علمي بالخلافات والاختلافات العميقة التي تفرقها. لكن كنت أعتقد أن من الأفضل أن تواجه هذه الخلافات داخل إطار واحد وتحت مظلة الوحدة لعدم ترك أحد يفرط بالمباديء الأساسية وكي نحد من قدرة السلطة على التلاعب داخل صفوف المعارضة أو اختراقها والتشويش عليها.

وأنا لا أشك بأن أحد الأسباب الرئيسية لعرقلة جهودنا نحو التوافق هو ما تقوم به الأجهزة الأمنية من تشويش وتشويه لصورة الأطراف المختلفة بهدف وضعها واحدتها ضد الأخرى. وهذا ما أضعف جميع المبادرات أو أحبطها. ومع تعثر العمل في الداخل من أجل تكوين قوة معارضة قادرة على التأثير والفعل السياسي والدولي لمساعدة الثوار، زاد الاتجاه نحو توحيد القوى في الخارج على أمل أن يساعد ذلك على توحيد الداخل وربطه بحركة التوافق الوطني في ما بعد. وهكذا تم الاتفاق مع مجموعة استنبول على العمل المشترك من أجل تشكيل مجلس وطني يقوم بالمهام التي كان من المنتظر من جبهة المعارضة الموحدة أن تقوم بها، أي أن يدافع عن الثورة في الداخل والخارج ويعرض قضية تحرر الشعب السوري من وباء الطغيان على الساحة الدولية ويطمئن قطاعات الرأي المترددة في الانخراط في حركة التحرر العظيمة الجارية. وقد نشرت في هذا السياق خريطة الطريق لتشكيل المجلس الوطني التي كان من المفروض أن توجه عملنا للأيام التالية وشكلنا فرق العمل للاتصال بالمجموعات الثلاث التي سيضمها المجلس وهي ممثلي الأحزاب وممثلي قوى الثورة الميدانية والشخصيات المستقلة السياسية أو العاملة في حقل المجتمع المدني.

وبعد أيام قليلة وقبل أن تجتمع فرق العمل وجهت لي كما وجهت لبعض الشخصيات السياسية من المعارضة والثورة معا دعوة للمشاركة في لقاء تشاوري في المركز العربي للدراسات الذي يرأسه عزمي بشارة. وذهبت إلى الدوحة وفي ذهني توسيع دائرة المشاورات لتشكيل المجلس الوطني واللقاء مع القادمين من سورية. لكن النقاش سرعان ما تفتح على آفاق جديدة وبرزت نية من جميع المشاركين في تكوين إئتلاف وطني يجمع قوى المعارضة الكبرى المعروفة. وانتهى النقاش في اليوم الأول بتشكيل لجنة لتحرير بيان الإئتلاف النهائي وكان من بين أعضائها اثنان أو ثلاثة مما سيسمى في ما بعد بجماعة استنبول.

في اليوم الثاني الذي كان من المفروض أن نناقش النص النهائي للبيان ونوقع عليه، طرح الأخوة في جماعة استنبول ملاحظات حول الاسم وكان التحالف الوطني السوري وقالوا إنه يذكر بالتحالف الوطني لتحرير سورية الذي ارتبط بنظام صدام، فاقترحنا تغييره إلى الإئتلاف. لكن طرحت بعد ذلك أفكار أخرى وقال بعضهم إنهم لم يأتوا للتوقيع على ائتلاف وإنما لانتاج مجلس وطني. وقلت إن تكوين الإئتلاف لا ينبغي أن يكون عائقا أمام تشكيل مجلس وطني بل بالعكس إنه يسهل ذلك بمقدار ما يدفع المعارضة إلى التوافق. واعتبرنا في البيان أن الإئتلاف هو أحد مكونات المجلس الذي ينبغي أن يستكمل مع توحيد قوى الثورة من الهيئة العامة ولجان التنسيق المحلية والمجلس الأعلى. واستمر النقاش في الموضوع حتى اليوم الثالث. وانتهينا في الأخير على أن نتوقف ونترك الجميع يفكر في موقفه النهائي. وقال لي الأخوة في جماعة استنبول رجاءا لا تذع أننا رفضنا التوقيع على بيان الإئتلاف. ونحن لم نرفض لكننا نريد فرصة للتفكير وربما سنوقع غدا.

هكذا انتهى الاجتماع. وفي اليوم التالي جاء الأخوان المسلمون الذين لم تتم دعوتهم من قبل. وخلال ساعات تم الاتفاق معهم على التوقيع. وشكلت لجنة للمتابعة واتفق علي أن يتم الاعلان الرسمي عن ولادة الائتلاف يوم الأحد في 11 ايلول وتعلن أسماء الهيئة القيادية بعد أسبوع. لم تناقش أي مبادرة عربية ولم يكن هناك أي خلاف على هدف آسقاط النظام أبدا. لا قبل قدوم الأخوان ولا بعده. كان الخلاف على تكوين مجلس وطني قبل الائتلاف أم نكون إئتلافا أصبح جاهزا قبل المجلس الوطني أو مقدمة له.

يوم الاثنين، وكان موعد الإعلان عن ولادة الإئتلاف قد تأخر لأن الأطراف أرادت أن تطرح الموضوع على الهيئات القيادية في منظماتها، أعلنت جماعة استنبول دون أي إعلام مسبق لي أو لأي طرف آخر عن ولادة المجلس الوطني على أن يتم الاعلان عن أسماء أعضائه بعد يومين في الوقت الذي لم نكن قد قمنا بعد بتشكيل أي قائمة أسماء ولا استشارة أي شخص.

لم يتقدم وضع الإئتلاف بعد العودة إلى الداخل وبالمقابل اتصل شباب التنسيقيات مستفسرين عن مشكلة المجلس الوطني، وقلت لهم إنني مستعد للمشاركة لكن في مجلس متوازن. وجاءني وفد من استنبول يطلب مني الحضور إلى المجلس فقلت لهم إن المسألة لا تتعلق بموقعي في المجلس أو غيره وإنما بايجاد مجلس متوازن يمثل جميع أو معظم الأطياف السياسية ولا يقتصر على لون واحد. وينبغي أن يشارك فيه ممثلو الأحزاب والتنسيقيات والشخصيات الوطنية.

وافق أعضاء الوفد على اقتراحي الذي ينص على أن نعلن المجلس يوم الخميس، لكن نؤجل قائمة الأعضاء لاسبوع تال نقوم خلاله بالمشاورات والاتصالات الضرورية لاستكمال قائمة المشاركين في المجلس . ثم ندعو لعقد مؤتمر المجلس الأول بكامل أعضائه في القاهرة حتى نضع أنفسنا في مناخ الثورة العربية الديمقراطية وإطارها، وسيكون مؤتمر القاهرة أيضا مناسبة لانتخاب مكتب المجلس التنفيذي.

وتركت الوفد المكون من ملهم الدروبي ووائل ميرزا الذين قبلا الاقتراح وراؤ فيه مخرجا للازمة يفاوض هو نفسه استنبول عني، وانتظرت جواب جماعة استنبول وكان الجواب أن قائمة الأسماء لا بد أن تعلن أو على الأقل قسما كبيرا منها لأنهم وعدوا بذلك. وأمام هذا المأزق وتحت ضغط الوفد الذي وقف معي في المفاوضات وإعلانا عن حسن النية قبلت بالذهاب إلي استطنبول لمتابعة الحوار. واتصلت في مطار اسطنبول من هاتف ملهم الدروبي نفسه، بمسؤول في الأخوان خبرته عما حصل، ثم بأعضاء في جماعة استنبول لأعرف الموقف النهائي. وعندما علمت أنه ليس هناك تغيير ولن يكون هناك تغيير وأن جماعة استنبول مصرة على رفض أي اقتراح لإعطاء فرصة لإعادة النظر في القوائم أو التفكير في توسيع الاستشارات والاتصالات، اعتذرت من أعضاء الوفد وأخبرتهم بأنني عائد إلى باريس حتى لاازيد في تشويش الموقف.

في اليوم التالي لعودتي من استطنبول اتصلت بشباب الثورة وهيئاتها وشرحت الموقف ووضعت الأمر بين يديهم واقترحت عليهم أن يقودوا هم مبادرة لإعادة هيكلة المجلس إذا كانت هناك إمكانية. وإذا توصلوا إلى نتيجة مرضية فأنا سأظل في خدمة الثورة وتحت تصرفها.

ولا يزال الأمر في يد التشكيلات الرئيسية لقوى الثورة من هيئة عامة ومجلس أعلى ولجان. والمشاروات ما تزال مستمرة معها من أجل التوصل إلى صيغة تسمح بإعادة هيكلة المجلس بما يجعله معبرا بشكل أكبر عن اهداف الشعب وأطيافه وقواه الحية معا، وفي مقدمها ممثلي الثوار في المدن السورية الثائرة.

وقد اقترحت من طرفي تشكيل لجنة متابعة تضم ممثلين للقوى الشبابية والتشكيلات السياسية وبعض الشخصيات المستقلة ذات المصداقية الوطنية لتقود عملية إعادة هيكلة المجلس، بما يضمن أمرين أساسيين: التزام القوى السياسية بالعمل الجاد داخل المجلس وبناء مجلس متوازن من حيث التوجهات والأطياف الفكرية والسياسية.

وأنا متمسك بموقفي من ضرورة أن يكون المجلس الوطني السوري مجلسا وطنيا بالفعل، يمثل معظم القوى والأطياف السياسية والاجتماعية السورية ولا يقصي أحدا منها، مادام الجميع يتفق على الهدف الأكبر والأول وهو إسقاط النظام القائم بكل أركانه وإقامة نظام ديمقراطي تعددي. وأن يستثنى أعضاء قيادة المجلس من حق الترشيح لأول دورة انتخابات دستورية، وأن ينص المجلس على حله التلقائي فور بدء المرحلة الانتقالية وانتخاب الهيئة التمثيلية الجديدة التي ستصبح مصدر السلطة في البلاد بعد التحرير.

ومهما كان الحال لن يغير تشكيل المجلس من التزامي بالعمل الي جانب الثوار حتي سقوط النظام. وسأستمر كما بدأت في خدمة الثورة وتحت تصرف هيئاتها متحدثا بقضيتها من دون أن أدعي أي لقب أو منصب.

.



#برهان_غليون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريطة طريق للمجلس الوطني السوري
- على طريق القذافي وطريقته
- حول إعلان وقف العمليات العسكرية من قبل النظام
- الأزمة السورية: حوار النظام مع ذاته
- عن هيئة التنسيق الوطني
- حول لقاء ناشطين ومثقفين في فندق سميراميس يوم 27 يونيو 11
- رسالة مفتوحة إلى قادة الثورة والمعارضة السورية
- خطاب الأسد: ما الذي يمنع سورية من الانتقال فورا نحو الديمقرا ...
- نظام الحرب والغنيمة
- كلمة في جمعة البشائر
- المعارضة السورية أمام تحدي إسقاط النظام
- سورية: فراغ السلطة ومولد المعارضة
- لنتحد حول انتفاضة جميع السوريين
- شهران على انتفاضة الكرامة السورية: الخيار الوحيد هو النصر
- الخصوصية السورية
- الأزمة السورية والمخرَج السياسي
- كلمة مابعد الجمعة العظيمة
- المعجزة السورية
- نداء إلى شعوب الأمة العربية
- قنبلة الفتنة الطائفية أو إجهاض المواطنية


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهان غليون - حول وحدة المعارضة في الدوحة واستنبول