أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الأيديولوجيا : المواقف والمعارف














المزيد.....

الأيديولوجيا : المواقف والمعارف


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 07:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة مشكلة برزت في النصف الثاني من القرن العشرين، وهي ما زالت حاضرة حتى مرحلتنا هذه من القرن الحادي والعشرين، فاعلة مؤثرة على الصعيد السياسي الاستراتيجي وكذلك الأخلاقي الإنساني، نعني مشكلة فلسطين. فهذه الأخيرة، التي عاصرت الاستعمار والإمبريالية وهي تعاصر الآن العهد العولمي، ما زالت مشتعلة وستبقى كذلك إلى زمن قادم. ونحن نفهم أن تبقى هذه المشكلة مفتوحة، طالما أنها ما تزال تعيش مفاعيل قانون التبعية، الذي انفتح على العالم مع هيمنة الغرب الاستعماري على بلدان التخلف ضمن العالم الثالث وما وازاه واقترب منه وتداخل فيه، خصوصاً في إطار شروط الهيمنة التي أنتجتها العولمة بثورتي المعلومات والاتصالات. ومعروف أن بونابرت في فرنسا الثورة ردَّ على اليهود الذين كانوا يطمحون إلي كيان يهودي خاص ضمن الشعب الفرنسي، قال: لليهود في فرنسا كلُ ما للفرنسيين من حقوق وواجبات، ولكن لا شيء لهم أبداً من حيث هم، أي كمجموعة متميزة عن غيرها.

فلقد جاء المجتمع الرأسمالي الجديد لِيوجد افتراضاً يقوم على أن المسألة اليهودية ستجد حلها مع اندماج اليهود في المجتمع الجديد. لكن اتضح أن هذا المجتمع، خصوصاً في مرحلته الاستعمارية وما وسّعها وعمقها، هو الذي سيُنتج حلاً لليهود الذين اضُطهدوا في المرحلة النازية، على حساب بلد عامر بأهله، نعني فلسطين.

ومنذ نشأة العصر الاستعماري، ستبرز المشكلة الفلسطينية بمثابتها أحد حمّالات ما ينتجه هذا العصر. فصارت الدولة الإسرائيلية العتيدة قطبي الرحى في "الشرق الأوسط" إذ ستُناط بهذه الدولة مهمة إعادة بناء هذا الشرق الذي عاش "خارج التاريخ"، بإدخاله في حقل الحضارة والتمدّن. كانت هذه العملية واحدة من أخطر المثالب، التي أنتجتها العلاقات الدولية الجديدة. حدث ذلك على طريقة أن الساحر (الغرب الاستعماري) راح يُقضم ويُلتَهم من السِّحر نفسه. ها هنا، نجد أن وليد الغرب الاستعماري، إسرائيل، ربما راح في أحوال محددة يتحول إلى عبء عليه. وهذا ما نعيش الآن أحد مظاهر ذلك التحول، نعم، لقد اعتُرف بـ"دولة إسرائيل" عام 1948، وتمت عملية توسُّع هذه بعد حرب 1967، التي مارس فيها عربٌ دور العرّاب، حتى اتضح ذلك في نتائج هذه الحرب التي فقد فيها، مثلاً، السوريون أرض الجولان. وما تاريخ هذه المنطقة منذ ذلك الحين، إلا سلسلة من محاولات تدمير إرادة الفلسطينيين للتحرر ولتأسيس دولة فلسطينية حسب نتائج 1967 وما تلاها.

أما ما يثير الانتباه والاستفزاز، معاً، أن الرئيس الأميركي أعلن منذ أيام أن الفلسطينيين إن أصروا على تقديم مشروعهم في تأسيس دولتهم الشرعية إلى الأمم المتحدة، فإن أميركا ستعلن "الفيتو" حيال ذلك. كيف يمكن أن يكون على رأس دولة عظمى هي الولايات المتحدة، رجل وقَّعت دولته على بيان حقوق الإنسان من عام 1948؟ فإذا كان اليهود قد أسسوا دولتهم التي يعملون على تقديمها بصفتها يهودية (صافية)، فكيف يحاربون فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة؟ إن تعريف الأيديولوجيا بأنها نمط من فهم وتأويل المواقف والمعارف بمقتضى المصالح المباشرة، يُطيح هنا، بالحدّ الأدنى والأقصى بمفهوم "الحق التاريخي والأخلاقي القيمي". والسؤال هنا المحتمل -في ضوء الرؤية السياسية للعلاقات بين الدول، كما طرحه الفيلسوف الألماني (كانْط)، هو التالي: كيف لمجموعة أن تدخل بلداً غريباً، وتزعم أنه بلدها؟ أليس حرياً بنا أن ننظر إلى هؤلاء على أنهم آتون من أدغال التوحش والهمجية. المصالح هنا، في حالة أوباما، مدخل إلى أفول الحضارة والإنسان والكرامة!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب والمنظومات الأخلاقية
- الدولة المدنية والإسلاميون
- المسار التاريخي العربي
- الإصلاح والسلاح
- الاستبداد والوعي التاريخي
- كلمات في عمل جدير بالقراءة


المزيد.....




- تعاني من -ألم شديد-.. أنغام تثير قلق محبيها حول حالتها الصحّ ...
- الكويت.. شجون الهاجري تعلّم حروف الإنجليزية مع -شقلوب-
- الرئيس المصري يستنكر -حرب تجويع وإبادة وتصفية للقضية الفلسطي ...
- الأردن: تعديل وزاري موسّع في حكومة جعفر حسان يُعلن الأربعاء ...
- -ليس إرهابيًا-.. ما صحة التصريحات المنسوبة إلى ترامب عن الحش ...
- في ختام جلسة استثنائية.. الحكومة اللبنانية توكِل إلى الجيش م ...
- خلال قضاء عطلته.. انطلاق عملية بحث واسعة في النرويج عن صحفي ...
- ملف تدخل روسيا بالانتخابات.. القضاء الأمريكي يعيد فتح التحقي ...
- بعد إعلان تركي آل الشيخ الاعتماد الكامل على السعوديين والخلي ...
- عراقي يخسر سباقا كاد يفوز به.. ما القصة وكيف تفاعل مواطنوه؟ ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الأيديولوجيا : المواقف والمعارف