|
قوى -وطنية وقومية ودمقراطية- تشن هجومًا تافهًا على الحزب الشيوعي
محمد نفاع
الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 08:49
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
بين حين وآخر، نقرأ، ونسمع، أو نشاهد ونقرأ ونسمع معًا هجومًا مستمرًا على الحزب الشيوعي مثل موضوع "الاسرلة"!! وكأن المتفوّهة أو المتفوّه بهذا الكلام نواب في مجلس الامة في قَطر الثورية، أو مجلس الشورى والنواب في المملكة العربية السعودية الدمقراطية، أو المغرب والاردن والسودان، أو مجلس الشعب السوري قبل ان يغيروا موقفهم منه بـ 180 درجة. الذين يدمغوننا بالاسرلة هم اعضاء ليس في كنيست الكويت، ولا الامارات العربية جدًا، بل في كنيست اسرائيل، أقسموا اليمين هناك، ومعاشهم من الدولة الصهيونية، ومخصصات أحزابهم من كنيست داخل الخط الاخضر، او كنيست الداخل، أو كنيست الأرض المحتلة، لكن في الحقيقة اسمها كنيست اسرائيل. وأحدهم رشح نفسه لمنصب رئيس حكومة اسرائيل قبل ان تصبح اسرائيل عضوًا في حزبه، وهذا الأحدهم مفكّر جدًا في فضائية قطر، وقَطَر قُطْر عربي قومي دمقراطي جدًا، مثل الشقيقة الكبرى السعودية، والشقيقة الامارات والشقيقة الكويت. ومن منطلق الاخوة أنذرُ نذرًا أن يتفوه هذا الاخ واخوانه واخواته بكلمة جريئة ضد القواعد العسكرية الامريكية الامبريالية الموجودة في قَطر القومية الحرة الدمقراطية، ولم يفت الاوان وكلنا آذان صاغية، والنائبة في كنيست العروبة تتهم الشيوعيين بالاسرلة. لا اريد سرد دور الشيوعيين في معركة البقاء والانتماء والحفاظ على اللسان العربي، وأدب المقاومة وبلورة الانتماء القومي لهذه الاقلية القومية العربية الفلسطينية الباقية في وطنها حتى قبل أن يشبّ هؤلاء الشباب، من شابات وشبان نتمنى لهم ولهن كل خير. أحد الاخوان ينظر إلى الاسلام وكأنه ملكية خاصة له. ولولا فرية السلاح التشيكي لهذه الدولة، أو لهذا الكيان، لما قامت لها أو له قائمة، أنا لست متدينًا، أنا ملحد باعتزاز، ولكن باعتزاز احترم الاديان والمتدينين والمقدسات. الضلع الثالث في المثلث الاجرامي الذي صنع النكبة ولا يزال، بالاضافة إلى الاستعمار والصهيونية، كان ملوك العرب الاقحاح، هم عرب جيدون جدًا، ومسلمون جدًا، تماما مثل اليوم. كوبا "الصليبية" وفنزويلا "الصليبية" تقف موقفا مشرفًا أشرف من الكثيرين من قادة الامتين العربية والاسلامية مثل السعودية وقَطَر والكويت وغيرها، أي تقسيم هذا!! في شبابي المبكر اقنعتني والدتي أن أصبح متدينًا، ففعلت، وفي احدى الامسيات في المعبد – الخلوة – جاء احد الشيوخ من خارج القرية وقال بالحرف الواحد: "سلطان باشا الاطرش اكبر كافر لأن في ذمته الكثير من الضحايا"!! هذا عندما حارب الاستعمار الفرنسي، والذي أثارني ليس ما قاله ذلك الشيخ المستورد العميل التافه المأجور الحقير الرّخيص، الذي أقلقني سكوت المصلين عنه، فقلت لمكان الصلاة والمصلين: الوداع، والى غير لقاء، كنت اكبر من طفل بقليل. الاسلام ليس ملكية خاصة، لا إقطاعة ولا لاتيفونديا لهذا الشيخ او ذاك، هذا جزء من حضارتنا، من تاريخنا، من لغتنا، من مقدساتنا، على الاقل بالنسبة لي انا الملحد. ومع ذلك رفاقي ورفيقاتي في الحزب والجبهة من اليهود والعرب وأنا منهم ندافع عن الاقصى وعن كل فلسطين، ندافع عن كل المقدّسات!! وعن القضية المقدسة. أمر سخيف وتافه عندما نقرأ في صحفهم "الحزب الشيوعي [الاسرائيلي!!]" نعم لا تنسوا هذه الشتيمة، وأنتم!! هل انتم أكثر عروبة مني ومن رفاقي العرب!! عندما دعت الجبهة الشاعر الرّاحل محمود درويش إلى حيفا كالوا له الاتهامات، له وللحزب والجبهة. وعندما توفي الشاعر وقفوا على رأس المعزين وكالوا له المديح، في مجيئه إلى حيفا والبروة وجديدة وكفرياسيف لم يكن قوميًا، وعند وفاته أصبح عندهم قوميًا مثلهم!! لبعض الناس قدرة رائعة في التلون: بالامس القريب كان هؤلاء الاخوة يزاودون علينا في تقديس النظام السوري والذي وزع عليهم من نعمه ومنها الالقاب والزيارات، واليوم هم أكثر المحرضين عليه من "الجزيرة والعربية"، وهاتان الفضائيتان رائعتان جدًا في خدمة العروبة والاسلام، في ايران وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق وليبيا، هما اطلسيتان جدًا، وأمريكيتان فوق ما يتصوره العقل، وعربيتان إلى أقصى حدّ، وهما بمواقفهما ثائرتان جدًا ضد الاحتلال الاسرائيلي والامريكي والاطلسي. قبل ردحٍ من الزّمن تآمر هؤلاء الاخوان على لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، واليوم هم اكبر المدافعين عن الخطأ ونقاط الضعف. يأخذون علينا المشاركة النشيطة في مظاهرات تل أبيب وحيفا وغيرها، مع مئات الوف اليهود، فقط لان هذا يضرب أطناب تقوقعهم، وكأن المشاركة هناك تتناقض مع نضال حزبنا وجبهتنا في قضايا الاقلية العربية، وكأننا ثيران ندير ظهورنا لآلام الناس، كل الناس، كما قال كارل ماركس الملحد. أية شخصية قيادية عربية تطرح قضايا الجماهير العربية أكثر من اعضاء الكتلة في الكنيست مثلا!! ومعهم طبعًا الشيوعي اليهودي!! هذا مع الاحترام والتقدير لكل من يعمل بغض النظر عن انتمائه الحزبي. ومن الجدير بالذكر ان كل الاحزاب الشيوعية والعمالية التقدمية في العالم تتضامن وتعمل وتنشط من اجل قضية فلسطين ولبنان، بالرغم من انها ليست كلها مسلمة!! بينما هنالك أحزاب مسلمة ونظم مسلمة جدًا كانت ولا تزال جزءًا من النكبة، وموالية للاحتلال، نقول هذا الكلام ليس للمناكفة، وليس على اساس شخصي، فنحن نتمنى لكل المزاودين والمنافسين والمهاجمين الصحة والعافية والسعادة، نحن نناقش مواقف من اجل اكثر القضايا جوهرية على النطاق المحلي والمنطقي والعالمي. فلو كانت اتهامات الاخوة والاخوات للشيوعيين موجهة إلى اعدائنا من محتلين واستعماريين ورجعيين عرب أقحاح ومتدينين جدًا، كان ذلك افضل بكثير، لكننا نعلم طبعا أن لأمريكا لا يوجد حق التصويت لانتخابات الكنيست والمجالس المحلية، ولا لقَطَر ولا للسعودية، لذلك هذا الهجوم على الشيوعيين من منطلق التنافس في الانتخابات وليس من منطلق خدمة القضايا الجوهرية، وهذا طبعا مجرّب، هكذا كان في الماضي وهكذا هو الآن، أما نحن فنقول بتواضع وموضوعية نعتز بانتمائنا، نعتز بمواقفنا، نعتز بتاريخنا، وثقتنا كبيرة جدًا بشعبنا وبانفسنا وبكل من يدافع عن قضايانا بغض النظر عن قوميته وطائفته. وهذا الحزب يتوجه بثقة ومسؤولية إلى مؤتمره السادس والعشرين، ويبذل المزيد من الجهود للتغلب على الكثير من نقاط الضعف وهي موجودة، ويستعد منذ العام الماضي، للاحتفال بمئة عام على تأسيسه، ونفتخر بمنابرنا الكفاحية وعلى رأسها جريدة "الاتحاد" والتي هي منبر جبار فكري واجتماعي وطبقي وثقافي، مدافع عن المقدسات ومن على صفحاتها نشأ أدب المقاومة للشعراء والادباء، وهي سجل شرف وعطاء ونضال وُلدت هنا وستظل، تمامًا مثلنا نحن، هنا باقون ولا في أي مكان آخر، فهنا السّهلة والميدان.
#محمد_نفاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الامتحان الحقيقي هو في مدى النضال ضد الاستعمار، والرأسمالية،
...
-
الحرب العدوانية القادمة
-
احترام ارادة الشعب!!
-
انهيار حجج المنافسين للحزب الشيوعي
-
الانتماء الفكري هو الأساس لكل موقف
-
الانتداب الغربي يعود الى العالم العربي
-
ذكرى النكبة
-
حول مقالي المتواضع عن سوريا - الرفيقة العزيزة دنيا عباس
-
سوريا .. -إذا صاحت الدجاجة كالديك فالوضع لا يبشر بالخير-
-
مستوى التنظيم في حزبنا الشيوعي اليوم - الحلقة الثانية
-
واقع التنظيم في حزبنا الشيوعي اليوم (1)
-
مقاومة الاحتلال هي الاساس المتين للوحدة الفلسطينية
-
بين التسلّح بالفكر الشيوعي وخرق التنظيم الحزبي
-
يجب الانتقال حالا من مقولة ان 99% من الاوراق في يد امريكا، ا
...
-
المقياس الأساسي
-
رياح ثورية تهبّ على العالم العربي
-
الجواب عند الشعوب
-
وسط خنوع عربي ذليل: أمريكا تقسّم السودان
-
النضال ضد الصهيونية جزء من النضال ضد الاستعمار
-
يهودية الدولة - بين عنصرية النظام والحقيقة الغامرة
المزيد.....
-
الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على
...
-
روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر
...
-
هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
-
الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو
...
-
دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
-
الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل
...
-
عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية
...
-
إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج
...
-
ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر
...
-
خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|