فلاح كاظم حسين الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 14:44
المحور:
الادب والفن
التحول: Mutation
The Trans Forms
Transformation
يعرّف التحول في اللغة العربية بأنه: " حول / تحول: وتحول عن الشيء زال عنه إلى غيره، يحول مثل تحول من موضع حال إلى مكان آخر أي تحول. وحال الشيء نفسه يحول حولاً بمعنيين يكون تغييراً ويكون تحولاً"( ). ويكون كتحول اللون إلى لون آخر، بينما التحول في القاموس العربي" تغير وتبدل وانشقاق الشيء وهو الانقلاب والتبدل الجوهري في الشيء إلى الثبات"( ). الرجوع إلى أصل الألوان كـ(قوس قزح) في "حالة القوس أي اعوجاجه بعد ضغطة"( ).
ويراه الخوارزمي" انه استحالة الشيء إلى شيء جديد غير قابل للرد والاستعادة"( ). بتغيّر نظام الدال من دواله إلى تفاصيل المدلول، أي انه "انتقال من حال إلى حال. تحول الأجناس: تحول الطاقة... يجري بوساطتها استبدال..... أو هو عملية استبدال حدود منظومة أولى، بحدود منظومة ثابتة تتطابق معها بكيفية تواطؤية وعكسية.....، واستخلاص خاصية الشكل الآخر الذي يكون ترجمة له بنحو ما"( ). في شكل لغة الضوء الملون وانعكاسه على كتل المكان وزمان الحدث من الشكل إلى المضمون، كما جاء في نظرية الانعكاس انه" عَكَسَ ـ عكْسا الكلام: ونحوه: قلبه ـ الشيء ردّ على أوّله.الانعكاس: تحول في اتجاه الشعاع الضوئي الواقع على بعض السطوح"( ). وهي في تحول شدة الظل إلى كثافة الضوء و تغيّر من "حال الشيء تحول إلى حال، وحال إلى مكان آخر تحول والشخص تحرك"( ). انتقال الممثل لشخصنة الأداء المعروض.
وجاء أل (تحول) اكتشاف المخرج بدقائق النص وتحويله إلى عرض في "تنقل من موضع إلى موضع، أو من حال إلى حال. وعن الشيء: انصرف عنه إلى غيره، وفلاناُ بالنصيحة والوصية والموعظة، توخي الحال التي ينشط فيها لقبول ذلك منه"( ). في تحول المتلقي بالرفض والقبول و "كان الرسول ينحو لنا بالموعظة(استحال): الشيء: تحول واعوج بعد استواء وتغير والكلام: عدل به عن وجهة– والشيء صار محالاً"( ). بعد البحث والدراسة بين (المخرج والمصمم)" (حول) الشيء: غيره أو نقله من مكان إلى آخر وفلان الشيء إلى غيره- أحاله"( ).
ويأتي تعريفه اصطلاحياً بصفة "التحول المفاجئ Periphery وهو انعطاف مباغت للأحداث"( ). واتفق العلماء إن المتحول "هو نظام متغير في نسيجه حسب عناصر وأسس وعلاقة هذا النسيج وبالتالي هو حركة فاعلة فيها مخاض وتؤسس بعمليات Process"( ). وعرف السيميائيون التحول بأنه " الانتقال من رموز أو دلالات في الوعي إلى مخاضات فاعلة بعمليات تؤدي إلى تحقيق متغير في نظام الدلالة"( ). و يؤكده جان بياجيه " أنها نظام من التحولات يتضمن قواعد خاصة كنظام، وتتم المحافظة عليه أو إثراؤه من خلال لعبة التحولات نفسها التي لا تتجاوز حدود النظام ولا تلجأ لعناصر خارجية عنه"( ).
التعريف الإجرائي:
التحول هو عملية تداخل وتصارع الألوان مع نسيج المعنى لتتحول عبر نظام المرجع الفكري إلى عملية تحليل وتفسير وإنتاج صورة رمزية جديدة قادرة على التأثير في المتلقي.
2: الدلالة:
في المصطلح فقد، عرفها (الجرجاني) بقوله " هي كون الشيء بحاله يلزم به بشيء آخر، والشيء الأول هو الدال و الثاني هو المدلول"( ). وعرفها (بنكراد)" بأنها صيرورة في الوجود و الاشتغال، وليس معطى جاهزاً يوجد خارج العقل الإنساني"( ).
كما عّرفت عند (غيرو) بقوله" القضية التي يتم خلالها ربط الشيء والكائن والمفهوم و الحدث بعلاقة قابلة لأن توحي بها "( ).
وعرفتها (اديث كيرزويل) بقولها "العلاقة التي تربط بين الصورة الحركية ( الدال ) و المفهوم الذهني (المدلول) و تعتمد هذه الرابطة على وجود(علامة) تكسب الدال والمدلول صفة تحيلها إلى حقائق معينة مرتبطة بذهن المتلقي"( ).
عرّفت الدلالة تعريفات كثيرة من قبل العلماء،فقد خصها (ابوهلال العسكري) وميّزها بين الشبه والتماثل لغاية اشتغالها داخل العلاقات السيميائية، فيقول:
"لئن أشبهتها في أمر إنها لتختلف معها في أمور، وهو ما يسمى التعريف السلبي أو التعريف بالخلف، وغايته أن يحصر مجال التقاطعات بين الدلالة (وتحولاتها) من بعض الوجوه: كالدليل والشبه هو الإمارة والعلامة والاستدلال. فعلى أية منزلة تتعاطى الدلالة روابطها مع هذه المصطلحات"
وعرّف" بأنه علم أو نظرية الدلالات"( ). وعرّف "انه فرع اللسانيات الذي يدرس معنى الوحدات اللسانية وتغيراتها"( ).
وقد عرَّفَ (كير إيلام) السيمياء هي "علم مكرس لدراسة إنتاج المعنى في المجتمع بعمليات الدلالة SIGNIFICATION،وعمليات الاتصال COMMUNICATIO، أي الوسائل التي بواسطتها تتوالد المعاني ويجري تبادلها معا وتشمل( شتى انساق SYSTEMS العلامة والكودات CODES، الرسائل MESSAGES)"( ).
التعريف الإجرائي:
يتبنى الباحث تعريف (كير إيلام) للدلالة بوصفه الأقرب والأدق في تناول مفهوم الدلالة ، ولقربه من موضوع وعنوان الرسالة الذي يقول إن كل شيء في الحياة هي علامة متحولة إلى إشارة لونية معينة تعطي كود يستقبلها المتلقي بعد التحليل في مقاربتها وثقافة المتلقي للمعنى المنتج، لتكون انعكاسٍ نفسيٍ داخليٍ خارجيٍ أو العكس، ليضعها المخرج في منظور عين المشاهد ليقبلها أو يرفضها. أو يفهمها أو لا يفهمها.
- في الفرنسية- MUTATION - في الانكليزية- -MUTATIONفي اللاتينية- MUTATIO
( ) ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم الانصاري: لسان العرب، الجزء الثاني، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر، (ب,ت)ص 432.
( ) البعلبكي، منير: مصطلحات معرفية، بيروت: ط1,دار العلم للجميع للطباعة والنشر والتوزيع، 2005 ص 50.
1) - ابن عربي : كتاب الاصول الجامعة، القاهرة، دار النيل للطباعة والترجمة المحدودة ، ج2 ,ط1،1978, ص 67.
2) - ابن عربي: كتاب الاصول، المصدر نفسه، ص 77 .
3) - لالاند، اندريه: الموسوعة الفلسفية، تر: خليل احمد خليل، تعهدها واشرف عليها: احمد عويدات، منشورات عويدات، ج3, ط2، بيروت، 2000، ص 148.
4) - المعجم الفلسفي، تصدير إبراهيم مدكور، مجمع اللغة العربية، الهيئة لشؤون المطابع، القاهرة، 1979، ص289.
5) - البستاني، بطرس: محيط المحيط، المجلد الثاني، الناشر، مكتبة لبنان، بيروت، د.ت، ص 40.
1) - البستاني، المصدر نفسه، ص40.
2) - إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط،ج1, دار الدعوة ، مؤسسة ثقافية للتأليف والطباعة والنشر والتوزيع ، تركيا، 1989، ص 209.
3) - البستاني،المصدر السابق،ص40.
4) - فتحي، إبراهيم، معجم المصطلحات الأدبية، المؤسسة العربية للناشرين، تونس , د.ت ، ص 80.
5) - روزنتال.م، وب. يودين، الموسوعة الفلسفية المعاصرة، دار الطليعة للطباعة والنشر،بيروت،1980، ص117.
6) - فرمان البديري,عاصم:المتحول في الفن العراقي المعاصر, أطروحة دكتوراه غير منشورة, جامعة بغداد ,كلية الفنون الجميلة,1999.
، ص 96.
1) -صلاح، فضل، نظرية البنائية في النقد الأدبي,مصر,مكتبة الانجلو,1980 ، ص 33.
2) - الجرجاني، علي بن عمر الشريف :التعريفات، بيروت، مكتبة لبنان ،ص109.
3) - بنكراد ، سعيد : المؤول و العلامة و التأويل، في مجلة فكر و نقد، الرباط : ع -16 ، السنة الثانية ، فبراير، 1999 ،ص48.
4) - غيرو، بيار: علم الدلالة، تر: أنطوان أبو زيد، بيروت : ط1 , منشورات عديدا، 1986، ص19.
1) - كيرزويل، اديث، عصر البنيوية، ترجمة، جابر عصفور ، بغداد: دار الشؤون الثقافية العامة، مطبعة آفاق عربية، 1985، ص87.
2) ينظر: CEORGES MOUNIN،CLFS POUR LA SEMANGIQUE،P;8 .
3) ينظر:ROUSSE،GRAND DICLIONNAIRE ENCYCLPEDIQUE،TOME;9،P;9496ET،ANDRE MARTINET، POUR ENSELGNER LE FRANCAIS،P;105.
1) - إيلام،كير: سيمياء المسرح والدراما، تر:رئيف كرم، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1992، ص6.
#فلاح_كاظم_حسين_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟