بعد هروب (ملك ملوك افريقيا)...ما هو المطلوب من المجلس الوطني الانتقالي

اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

[email protected]

وأخيرا تحررت العاصمة الحبيبة طرابلس من قبضة ألقذافي وهرب ( ملك ملوك أفريقيا) وأفراد عائلته وبطانته وإذنابه فارين من وجه العدالة تطاردهم لعنة الله والشعب والتاريخ . لا اشك أبدا إن ألقذافي إذا ما أتيحت له الفرصة سيسلم نفسه فالطغاة غالبا ما يتصرفوا كجبناء أذلاء اخساء عندما يتعلق الأمر بحياتهم الشخصية ، وكطغاة جبابرة وكذئاب بشرية دنيئة عندما يتعلق الأمر بنحر رقاب شعوبهم . ولا اشك أيضا إن ألقذافي سيشتم بلغته القذرة جدا وبأسلوبه الهابط دائما الشعب الليبي أولا ثم ساركوزي ثانيا وحلف الناتو ودولة قطر وكل أحرار العالم ثالثا في جلسات المحاكمة العادلة التي ستجرى له سواء في ليبيا أو في المحكمة الجنائية الدولية ، لأني لا اشك في إن ألقذافي حريص على تكرار كل ما فعله زميله صدام ، ابتداء من المجازر التي ارتكبها ضد شعبه وتبديد ثروته وحماقاته وحروبه وهروبه واستسلامه ومن ثم شتائمه في جلسات محاكمته.
والآن ما هو المطلوب من المجلس الوطني الانتقالي أن يفعله في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ الشعب الليبي .
1- المحافظة على وحدة ليبيا أرضا وشعبا .
2- الاستمرار بملاحقة ألقذافي وأعوانه من الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب الليبي والقبض عليهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة وتطهير بقية مناطق ليبيا من بقاياهم.
3- المحافظة على وحدة الإرادة السياسية للمجلس الوطني الانتقالي لحين انجاز الدستور ومباشرة الحكومة المنتخبة أعمالها .
4- المحافظة على مؤسسات الدولة والبني التحتية من أعمال النهب والسلب والحرق والتدمير والإسراع في إصلاح وتسيير المرافق العامة للدولة لتباشر بتقديم خدماتها للمواطنين والإسراع في إصلاح المنشات النفطية واستئناف تصدير النفط لإعادة اعمار ليبيا والتحرك الدبلوماسي السريع للافراج عن الارصدة الليبية الموجودة في الدول الغربية وتحويلها الى المجلس الانتقالي.
5- نبذ أسلوب الثار والانتقام واعتماد أسلوب التسامح مع الخصوم وإصدار عفو عنهم إذا ما القوا سلاحهم حقنا لدماء ليبية عزيزة قد تسفك من خلال استمرار دورة جديدة من العنف والعنف المضاد وهذا ما لا نتمناه لشعبنا الليبي .
6- تشكيل حكومة وطنية مؤقتة لإدارة البلاد تضم وزراء مهنيين كفوئين نزيهين.
7- المباشرة بإعادة هيكلة قوات الجيش والشرطة على أسس وطنية سليمة وعدم استبعاد أفراد الجيش والشرطة السابقين إلا تلك العناصر المعادية للوضع الديمقراطي الجديد وبأضيق نطاق على أن يتم منحهم حقوقهم التقاعدية ووضع ضوابط لدمج الراغبين من الثوار بوحدات الجيش الوطني أو الشرطة .
8- بعد إتمام سيطرة الثوار على كامل التراب الوطني وزوال الأخطار التي تهدد الشعب يجري وضع ضوابط تحدد تداول السلاح في ايدي الشعب .
9- وضع دستور ليبي دائم يعتمد النظام الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة على أساس نتائج الانتخابات ومبدأ الفصل بين السلطات ومبادئ حقوق الإنسان والحرية والعدالة والمساواة وبناء دولة القانون والمؤسسات .
وهناك أسلوبين لانجاز هذا الدستور وهما :ـ
أولا- تشكيل لجنة من متخصصين بالشأن الدستوري وممثلين عن الثوار لإعداد دستور مؤقت لإدارة البلاد خلال المرحلة الانتقالية يوافق عليه المجلس الانتقالي بالتشاور مع كبار أعضاء المجلس الوطني الانتقالي والقوى السياسية الأخرى غير الممثلة بالمجلس الانتقالي يضع جدولا زمنيا لانجاز الانتخابات العامة لاختيار جمعية وطنية انتقالية تختار بدورها حكومة وطنية انتقالية وتضع دستورا جديدا دائما للشعب الليبي يضمن التداول السلمي للسلطة على ضوء نتائج الانتخابات ويعتمد مبدأ الفصل بين السلطات ، ويختار احد أشكال الأنظمة السياسية الديمقراطية المتبعة في العالم ومن ثم يعرض مشروع الدستور بعد موافقة الجمعية الوطنية عليه للاستفتاء الشعبي العام وبعدها يحدد موعد إجراء انتخابات جديدة بموجب الدستور الدائم لانتخاب أعضاء مجلس النواب. ويحل المجلس الوطني الانتقالي نفسه حال انتخاب الجمعية الوطنية ومباشرة الحكومة الانتقالية لأعمالها .وتحل الجمعية الوطنية والحكومة الانتقالية حال مباشرة مجلس النواب المنتخب بموجب الدستور الدائم والحكومة المنبثقة عنه لإعمالهما . وهذا الأسلوب تم إتباعه في العراق بعد سقوط الطاغية صدام .

ثانيا :ـ يشكل المجلس الوطني الانتقالي هيئة وطنية تضم كافة القوى السياسية وعدد من المتخصصين بالشأن الدستوري تتولى كتابة مشروع الدستور الدائم خلال فترة ستة أشهر يعرض بعدها للاستفتاء العام ليصبح دستورا دائما لليبيا في حالة نجاح الاستفتاء . ثم يتم في ضوء هذا الدستور إجراء انتخابات جديدة بعد شهرين من اقرار الدستور الدائم لانتخاب رئيس الجمهورية أو مجلس النواب حسب طبيعة النظام السياسي الذي يعتمده الدستور فإذا كان نظاما رئاسيا يتم انتخاب رئيس الجمهورية ومجلس النواب أما إذا كان نظاما برلمانيا فيتم انتخاب مجلس النواب ليقوم بدوره انتخاب رئيس الحكومة .
أفضل اعتماد الأسلوب الثاني لأنه يختصر الوقت .وانأ هنا أعرب عن استعدادي للحضور إلى ليبيا وتقديم أية مشورة إلى أي لجنة تتولى كتابة الدستور.
10-بناء سلطة قضائية مستقلة من خلال تشكيل مجلس قضاء أعلى مستقل لا يخضع إلا للقانون .
11-الشروع بوضع إستراتيجية تنمية عشرية (لمدة عشر سنوات ) للنهوض بليبيا الجديدة .

#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات