رياض خليل
الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 19:41
المحور:
الادب والفن
قصائد قديمة :
قصيدة: لماذا رجعت إلى الحزن : المنشورة في العدد(4082) من صحيفة البعث ، تاريخ 17/6/1976/الصفحة السادسة
تذكرت:
أيام كنت أفتّش عنك ،
وأيام كنت أظنك غائبة .
كنت طفلا يحبك ..
مفتقرا لعطائك .
أشعر أن ثمارك فوق النجوم ،
وأن ذراعي قصيرة ,
وأشعر أني يتيم ..
ينام على الخوف ..
والحزن ..
والجوع ..
والقلق المر ..
أنّي كغصن بلا شجرة .
وكان غيابك يعني اضطرابي وحزني وخوفي
هزيمة وجهي ..
تغرّب صوتي ..
تقهقر حلمي ،
غداة طويت الدروب ..
عبرت المضائق ..
جبت الجزائر كالسندباد ..
أفتش عن أرضك الطيّبة .
وكان الذي كان بيني وبينك !
ثمّ اكتشفتك ..
شاهدت وجهك يسكن في البرّ والبحر والجوّ..
في داخلي .
وسمعتك ..
أطربني صوتك الشجريّ ..
يذوب مع الورد والماء .
حاضرة أنت .
إن حضورك ليس يحدّ .
الحضور هو اسمك في لغة العشق .
تأكدت أن ثمارك أقرب منّي إليّ ،
وأن اسمك الحب والأرض والعقل ..
أن اسمك النهر في ظمأ الصيف ،
والجمر في زمهرير الشتاء ..
الندى يوقظ الورد حين الصباح ..
الهديل ..
الأمومة..
والشمس والبدر ..
ترنيمة في عيون الحبيبة ،
وفرحت كثيرا .. طويلا ..
ولكنني فجأة صرت أشعر بالحزن !
كيف رجفت إلى الحزن؟
تعالي أكاشفك ..
ما السرّ؟
أجئت إلىّ بخوف وحزن جديدين ؟
ماذا أقول؟
تعودت قربك ..
طعمك ..
رائحة الجسد الشجريّ
وهاأنذا لاأميّز بين اسمك الحلو واسمي،
ولاأستطيع أميّز مابين حبّي وبيني وبينك .
بيني وبينك سرّ وكون ..
أأخشى عليك؟
عليّ؟
على حبّنا الاغتراب؟
أبعد حضورك أخشى التيتّم والاغتراب؟
ترى مالذي جدّ بيني وبينك حتى رجعت إلى الحزن .
كيف أكاشفك الآن؟
أشعر أنك في خطر .
سأقول: مهددة أنت .. نحن
أو هكذا صرت أشعر ..
كيف سأحميك من كيمياء الزمان الممعدن؟
كيف سأبقيك في غيبة العصر حاضرة؟
لست أدري
ولكنني ... ليتني ..
ثم ماذا أقول؟
انتهت القصيدة الإثنين في 22/8/2011
#رياض_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟