أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - انتفاضات شمال افريقيا ضد الاستبداد المشرقي














المزيد.....


انتفاضات شمال افريقيا ضد الاستبداد المشرقي


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قدم الشاب الامازيغي البوعزيزي جسده قربانا للحرية الموعودة , الحرية المكبلة باغلال طلاسيم القروسطوية وشعارات البعثوية العابرة للعقول الجامدة المقدسة للذات الاحادية , شرارة البوعزيزي لم تحرق جسد الشاب المرهق بهموم الاقصاء والتهميش والتمييز العنصري , بل احرقت كذلك طلاسيم الاحادية الوهمية المفروضة بميثاق خارجي . شرارة الجنوب التونسي نددت بالسلطة الاستبدادية للحاكم البعثي العربي , نددت بالحكم المطلق الابدي وسياسة الحكرة و اغناء الاغنياء وافقار الفقراء , سياسة التمييز العنصري التي اكتوت شعوب شمال افريقيا بنارها منذ ما يزيد من نصف قرن من سيادة الايديولوجية البعثية الاجرامية على القرارات السلطوية .
قامت الانتفاضة وقدمت شهداء لا من اجل الوحدة العربية ولا من اجل الثقافة العربية ولا الهم العربي , بل اندلعت ضد الاستبداد العربي , ضد التهميش والاقصاء والحرمان ومن اجل تلبية حقوق المواطن بدون تمييز, من اجل الديموقراطية و الحرية .
الظروف الموضوعية المتشابهة في شمال افريقيا , الناتجة عن ثقافة الاستبداد والتخلف , استعجلت بانتقال بركان تونس الى ضياعات ال مبارك واخوه في الاستبداد ال قدافي المهووس بالفكر الشوفيني الناصري - البعثي , من عزل الشعب الليبي على العالم الخارجي واوهمه بالنسب المميزالواحد الاوحد وجعله مادة للتجارب في اساليب التقتيل والتعذيب والممارسات اللانسانية , حقل لتربية البشر على الطاعة العمياء لاوامرالطاغية المستبد .
لم تمهل اللحظة التاريخية للنظام الديكتاتوري الوقت لارجاع ّ القطيع ّ الى الحظيرة كما توهم بالقمع والاعتقالات العشوائية والتنكيل الدموي , بل حسمت المقاومة الشعبية خيار فوهات البنادق للاطاحة برسول العروبة وامام المسلمين وتغيير مفاهيم , الامة والوحدة والخيار الثالث واحادية اللغة والهوية والدين .
الثورة الليبية في طورها الاخير , فساعة سقوط الطاغية ونظامه الديكتاتوري اقتربت مع احراز ثوار ليبيا لانتصارات تلو الانتصارات في كل اطراف البلد واهمها تحرير شباب نفوسا لبلداتهم من سيطرة كتائب ومرتزقة الطاغية ال قدافي , وزحف النفوسيين على المعقل الاخير للشوفينية الناصرية - البعثية ومحاصرته وقطع الامدادات عنه , اصوات الحرية مدوية في سماء البلدات المحررة وعلى طول الدرب المؤدي الى المعقل الاخيرلشيخ الاستبداد العربي في ارض الليبو , تعلن عن سقوط الاحادية والشوفينية العروبية.
شباب نفوسا من ذاق مرارة اربع عقود من الاستبداد والتهميش والاقصاء والعنصرية عقد العزم على القتال حتى النفس الاخير في سبيل التحرر من النظام الفاشيستي وثقافة نكران الاخر , هذا النظام الذي لم يدرك بعد ان ارادة الشعوب لن تقهر , لا بالحديد والنار ولا بالمساومات ولا بالاساليب الملتوية .
ثورات وانتفاضات واحتجاجات شعوب شمال افريقيا اكدت للعالم مرجعيتها المحلية وفلسفتها الحقوقية البديلة لايديولوجية الاستبداد البعثية التي فرضتها سلطة الحركة القومية العروبية بالوكالة ليس بالتضليل الايديولوجي فحسب بل كذلك بقوة القانون الكولونيالي وقوة الاجهزة القمعية , كل ادوات التوظيف الابادية متشابهة , وجهان لعملة واحدة .
الفلسفة الحقوقية البديلة في ليبيا وضعت حد للشعارات الفضفاضة الشوفينية , الامة الواحدة واللغة الواحدة والدين الواحد , فالشباب الامازيغي قدم الغالي والنفيس من اجل اسقاط الشوفينية والاستبداد وتغيير نمط التفكير السائد المعادي للتعدد والديموقراطية والحقوق المدنية , هذا النمط الذي رسخته الثقافة الرجعية العربية عبر الكتاتيب والمدرسة والاعلام والمؤسسات المتعددة ,الثورة الليبية وضعت النقاط على الحروف , بكونها ثورة محلية ومن اجل الشعب المحلي بكل مكوناته .
احتجاجات الشعب اموروكي اعاد للواجهة صراع ثقافة المقاومة ضد ثقافة الخيانة والتبعية , ثقافة المقاومة التي جسدتها المقاومة المسلحة في الريف والاطلس , مقاومة موحا اوحمو الزياني , المضادة لثقافة الخيانة والتبعية التي جسدتها الحركة اللطيفية وعلى رئسها علال الفاسي , الحركة المتعاونة مع الاستعمار الخارجي والمسؤولة على مجزرة الريف الامازيغي 1958-1959 .
المكتسبات النسبية لصالح الامازيغية فرضتها الاحتجاجات والنضال المستمر , رغم الاصوات الشادة المعادية للشعب المحلي المعبرة عن ثقافة الاستبداد ورفض الاخر .
انتفضات شمال افريقيا عبرت عن التضاد للاغتراب الذاتي للعقل المحلي , عبرت عن الارادة في تحرير الثقافة المحلية من التبعية الثقافية والتأثير السلبي ,عبرت عن الطموح في بناء كيان متحرر , مستقل عن الايديولوجيات الاستبدادية والشوفينية المشرقية .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكذوبة الاصل العربي لامازيغن
- نفوسا الصامدة في وجه الة التغريب
- اهمية العامل الايديولوجي في النضال التحرري
- القوانين الكولونيالية لا تخدم الا مصالح السلطة الكولونيالية
- حراس الهيكل المقدس
- صبية الجامعة والعماء الشوفيني
- الاسلام من التوحيد الى التوسع
- دلالات الدعوة للانضمام للمجلس التعاون الخليجي
- تلاميذة خشيم في الموقع النقيض
- انهاء النظام الكولونيالي وليس اصلاحه
- تحية للمرأة الامازيغية في يومها الاممي
- اقترب يوم الحساب
- ارحل يا طاغية
- سيكولوجية الخنوع والخوف سقطت في ليبيا
- متى تبدئ الثورة الامازيغية
- الضرورة الموضوعية لبروز حزب من طراز جديد
- التنظيم الشيوعي الامازيغي
- عشرية الوريث بين الاستبداد وشعار الثقافة الحقوقية
- من الجائزة الى الفضائية
- الشغيلة بين سندان الراْس مال ومطرقة المافيوية


المزيد.....




- العراق يعلن مقتل -أبو خديجة- والي داعش ويعتبره -أحد أخطر الإ ...
- فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة و ...
- البحرية الملكية البريطانية تضبط مخدرات في بحر العرب
- غوتيريش: خفض واشنطن وعواصم أوروبية المساعدات الإنسانية جريمة ...
- مستوطنون إسرائيليون يخربون ممتلكات سكان قرية فلسطينية في الض ...
- نتنياهو يعلن قبوله خطة المبعوث ويتكوف ويتهم -حماس- برفضها
- الشرطة الألمانية تحقق في احتراق أربع سيارات تسلا في برلين (ص ...
- ترامب: الخبيث جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- إعلام: -الناتو- يخطط لزيادة قدراته العسكرية بنسبة 30%
- تجارب الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - انتفاضات شمال افريقيا ضد الاستبداد المشرقي