أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وديع السرغيني - ذكرى شهيد، تستحق التذكير والاحتفاء














المزيد.....

ذكرى شهيد، تستحق التذكير والاحتفاء


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 23:23
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ذكرى شهيد، تستحق التذكير والاحتفاء..

19 غشت 1989، فقدنا مناضلا من العيار الثقيل، فقدنا الشهيد عبد الحق شباضة الذي فضٌل الاستشهاد على الإذلال والمهانة، في أحد سجون النظام الدموي القائم بالمغرب، سجن لعلو بالرباط، السيئ الذكر، الذي أوى العديد من الشرفاء المعتقلين والمعتقلات منذ عهد الاستعمار الفرنسي حتى استلام ورثته لدفة الحكم.
وإذا كان هذا السجن الرهيب قد اشتهر بعدد السجناء والمعتقلين السياسيين الذين لفظوا أنفاسهم بين جدرانه ـ الزايدي، المسكيني، شباضة..ـ فيمكن اعتبار أن شهرته زادت بعد الإضرابات البطولية التي خاضها المعتقلون السياسيون دفاعا عن حقوقهم ومطالبهم وتحصينا لمكتسباتهم التي تطاول عليها الجلاد المدير المعروف حينها باسم الكومندار.
خلال سلسلة طويلة من الإضرابات المحدودة واللامحدودة عن الطعام التي خاضها المعتقلون السياسيون سنة 89، سقط الشهيد عبد الحق شباضة بعد مدة إضراب فاقت الستين يوما إلى جانب رفاقه المعتقلين، وأغلبهم ما زال يعاني لحد الآن من مضاعفات هذه الإضرابات ـ حالة العلمي مثلا ـ دون اهتمام يذكر.
الرفيق عبد الحق، لمن لا يعرفه من القراء والمناضلين العرب، تربى في الأحياء الشعبية بمدينة البيضاء، بروليتاري من أصول بروليتارية، حملته رياح الانتفاضة الشعبية والعمالية لسنة 81، 20 يونيو، إلى صفوف "الطلبة القاعديين" بالمدينة الجامعية الرباط، حيث مثلت حينها الحركة القاعدية، ملاذا وحضنا لجميع الطلبة الثوريين والرادكاليين، ذوي التطلعات الاشتراكية.
وقد شكلت حركة الطلبة القاعديين منذ تأسيسها، هدفنا لأجهزة النظام القمعية، التي كانت تعتبرها منظمة تابعة لمنظمات الحركة الماركسية اللينينية، وبشكل خاص لمنظمة إلى الأمام التي بقيت صامدة في وجه القمع إلى حدود أواخر السبعينات.. ضمن هذه المعطيات صقل الشهيد تجربته، وسطع نجمه إلى أن تبوء المواقع القيادية داخل النهج الديمقراطي القاعدية، الشيء الذي وضعه هدفا بالنسبة لأجهزة الاستخبارات التي أشارت على إدارة كلية الآداب بالرباط بفصله ومنعه من متابعة الدراسة.
استمرت المتابعات والملاحقات التي أفلت من شباكها الرفيق أكثر من مرة، حيث نظمت أجهزة القمع حملة تمشيط واسعة في حق الطلبة القاعديين وفي حق مناضلي الحركة الطلابية وإطارها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ابتداء من سنة 81 أي بعد فشل مؤتمر الاتحاد السابع عشر، وبعد انسحاب جميع الفصائل والتيارات الطلابية الأخرى من ساحة النضال والمواجهة..
واشتدت الحملة أكثر، بعد انتفاضة 84 الجماهيرية بفعل الدور الملموس الذي لعبه مناضلو ومناضلات الحركة القاعدية في إطلاق الشرارات الأولى للانتفاضة، خصوصا بمدينة مراكش التي أشعلت الفتيل الأول لهذه الانتفاضة الجماهيرية، قبل أن ينتشر لهيبها ليشتمل مدن عديدة، خاصة تطوان، الحسيمة، الناظور، القصر، القنيطرة، الرباط، وزان..الخ
فمن قلب الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية الحالية، التي لن تتوقف إلا بالقضاء على الاستبداد والقمع والاستغلال وكافة أشكال الحرمان والاضطهاد والتهميش.. نعلن وفاءنا لخط الشهيد وتشبثنا بالأفكار والمواقف التي أنتجت مناضلين ومناضلات من عيار الشهيد شباضة.
عمل كثيرا وتكلم قليلا، ولم يترك بيانات أو مقالات مكتوبة، على عكس ما نشاهده الآن من الذين يكتبون بإسهاب، واقفين على رصيف المظاهرات، ومتفرجين على الوقفات الاحتجاجية.. عسى أن تتولد عنها ثورة عفوية لقطف ثمارها بدون عناء أو تضحية.
إنه المناضل المثال، المناضل المعطاء والمستعد لجميع التضحيات.. مناضل خبر جميع أشكال النضال، السرية منها والعلنية، القانونية وغير القانونية، مناضل رشحته الجماهير الطلابية وانتخبته أكثر من مرة لعضوية مجلس الطلبة.. وبعد أن تشبٌع بالفكر الماركسي وبقضية الطبقة العاملة، لم يدٌخر جهدا لخدمة مشروع تحررها، بل التحق مباشرة، بعد طرده من الجامعة، بصفوفها مشتغلا بالميناء كعامل بروليتاري إلى أن اصطادته أجهزة المخابرات لتزج به في السجن بعد محاكمته بسنة سجن نافذة.
هو إرث ثمين لجميع التيارات الطلابية التقدمية المناضلة، إرث لجميع طلائع الحركة الاحتجاجية التقدمية، وإرث لجميع مناضلي الحركة الماركسية اللينينية ولجميع مناصري الطبقة العاملة والمدافعين عن مشروعها التحرري الاشتراكي.. لذا يجب على الجميع الاحتفاء بذاكرة، كيفما كان الشكل والحجم.. حتى لا ننسى شهداءنا.

وديع السرغيني
15 غشت 2011



#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل تنظيم صفوف الماركسيين اللينينيين المغاربة ومن أجل حزب ...
- حين يبرر ضعاف اليسار إخفاقاتهم
- ملاحظات أولية حول بعض المفاهيم النظرية
- بين التذبذب والانتهازية ولدت جماعة -النهج والإحسان-
- المهرولون يبررون.. والصبٌارون الحقيقيون صامدون --- وديع السر ...
- بين النضال العمال، والنضال التنموي، وجمعيات الأشباح..
- دفاعا عن الحق في الاحتجاج
- على خطى الثورة التونسية ودرب شهداءها الأبرار
- عودة لإعلان -الأماميين الثوريين-
- ملاحظات أولية حول ما جاء في بيان -الأماميين الثوريين-
- في ذكرى التأسيس لمنظمة -إلى الأمام- الماركسية اللينينية
- دعم الشعب الفلسطيني ورهان الإقصاء
- قاعديون وحدويون ، ولكن ...
- أسبوع الإحتجاج بطنجة
- لماذا يخدع تجمع اليسار الديمقراطي الجماهير عبر هيمنته على تن ...
- الانتفاضات الشعبية العمالية بالمغرب بين القراءة الموضوعية و ...
- ا-الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- بين الشراكة و المعارضة
- تنسيقيات مناهضة الغلاء تحقق المسيرة و تمنع المنع
- دروس انتفاضة يناير
- حزب -النهج الديمقراطي- و السياسة بموقفين


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وديع السرغيني - ذكرى شهيد، تستحق التذكير والاحتفاء