سوزان احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 20:03
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تمثل المرأة الشرقية انموذجاً للمرأة التي حافظت على كيانها القومي والديني والاخلاقي والثقافي , ولكون المرأة الشرقية لها تاريخ عظيم ومرموق في العالم كونه تاريخ لم يكتب بايدي المرأة ذاتها بل كتب بايدي اخرى لذا فصورتها الحقيقية من الداخل هي غير تلك الصور التي رسمتها ايد خارجية وتجدها دائما ممثلة لهذه الصورة
ولكن في حقيقتها ليس كما هي , ذلك لانها كانت في العصور القديمة تمثل المراة الخلاقة والمبدعة والتي عرفت بالاصول الاجتماعية .
ففي عصر النيوليتيك والذي كان يسمى بعصر الامومة , حيث كانت المرأة الشرقية هي المثل في المجتمعات الاخرى لأنها كانت الالهة والملكة , فآلهة العشق عشتار وانانا وافروديد وكثير منهم ايضا يحملون هذه المكانة في المجتمع
كونهم هم من كانو ا يصنعون الاخلاق والسياسة ويضعون القواعد والقوانين والمساواة والعدالة في المجتمع , بمعنى يمكن القول ان المرأة كانت صاحبة تاريخ وتراث قديم وعريق في الشرق الاوسط وكما نرى مثالاً في ملكة تدمر زنوبيا وكليلوباترا انهن كن ذوات شخصيات قوية ومؤثرة في المجتمع لدرجة امتلاكهن للشجاعة والاقدام التى عرفن بها حيث اصبحن قدوة وبدأ الانسان يأخذهما كمثل وعبرة للمرأة الذكية وصاحبة الشرف , ولكن مايؤسفنا القول انه مع مرور القرون والسنوات اصبحت المرأة رويدا رويدا آداة للبيع والشراء والمتعة واللذة الجنسية لاغير بل وانها فقدت قيمتها التي كانت تمتلكها في المجتمع لانها اصبحت ملكاً لغيرها ومصدراً للتلاعبات السياسية والدينية والتجارية وبمعنى آخر انهم عمدوا الى أفقاد جوهرالمرأة الشرقية بعد الانكسارات التي وقعت عليها ، حيث وجدت المرأة نفسها مكتوفة الايدي ومكسورة الجناح مما اثر ذلك على نفسية المرأة ، ولكن المراة الشرقية لم تفقد تلك الروح والمعنويات الانسانية والعاطفية بل حافظت عليها لانها موجودة في سييولوجيتها وبيولوجيتها ,بل انها حافظت على لغتها وعاداتها وتقاليدها الاجتماعية وهي مازالت قوية وجريئة رغم الضغوطات العائلية والعشائرية باسم الملك والشرف ،ورغم ان المعلمة هي الام من كونها تقوم بتربية الاطفال وتقوم باحتياجات المنزل ولكن لأن السياسة والحكام والدولة لا يريدون لها التوعية ومعرفة وظائفها الاجتماعية وهذا يعود لنتيجة تخوف النظام الذكوري من المرأة الواعية والمتعلمة والمتفهمة لحقوقها الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية ,لذا فاننا نجد دائما هذه الفئات الثلاثة الآنفة الذكرتسعى الى كتابة تاريخ المرأة بنفسها لكي يسجل بالذهنية الذكورية في اوراق التاريخ العريق ،والواقع ان ما نجده الآن هو مخالفة بالكامل ومن جميع الجهات للمرأة الشرقية التي عرفناها عبر مغامراتها الشيقة في العهود السابقة فقد سبق وأن لعبت دورا للسلام والديمقراطية وجسّدت الحب والعشق فيما بين الشعوب فهي بطبيعتها تكره سفك الدماء ووقفت ضد الظلم والعدوان بل كانت تخلق روح المسامحة والمسايرة بين الشعوب ويضاف الى ذلك معاناة المرأة التي تلاقيها كثيراً من الاحزاب والاديان والمذاهب والطوائف الذين لازالوا يضعون القوانين حسب مصالحهم الشخصية بل اخذوا يستعملونها كوسيلة لمنافعهم الحزبية والمذهبية وغيرها .
ان مايبعث السرور فينا ان المرأة في الشرق الاوسط اخذت تبحث عن حريتها بشكل دائمي لذا نجد في بعض الدول وجود حركات للمرأة كحركة النساء الاكراد وحركة النساء العرب والتي من خلال حركاتها هذه تعرف مكانتها المرموقة في المجتمع وعرفت ايضاً بموقعها التاريخي لذا فاننا الآن نجد ان المرأة تتحدث بشكل علني عن المشاكل الاجتماعية واسباب ظهور وكيفية معالجتها .ولكن هذا لايعني ان المرأة قد عرفت حقيقتها بالكامل ، بل مازالت هناك نساء في برلمانات العديد من الدول لايقمن بالدفاع عن انفسهن او ايجاد الحل للمشاكل التي تتسبب في نخر المجتمع وبالتالي تؤدي الى اعاقة تقدمه. والذي يخلق نفسية منحطة مثال على ذلك المسلسلات التركية المدبلجة الى العربية حيث تعمل على التلاعب في نفسية المراهقين ويجعلهم يقعوا في الاخطاء بدون وعي مسبق مما يؤدي الى فواجع وكوارث قد لايحمد عقباها كالانتحار والحرق واشياء اخرى ترفضها جميع المجتمعات ,وحين تقع الفأس بالرأس تصب المشاكل على المرأة المذنبة من حيث ان الدولة تجد في المرأة مسببات التخريب الذي قد يلحق في المجتمع ,اما من ناحية اخرى فما زالت المرأة محرومة من حقها السياسي لان عقلية بعض الدو ل تفرض الجهل على المرأة وتسعى الى حرمانها من مكانتها التي يفترض ان تمتلكها في المجالس والبرلمانات لكون انها ذات عقل ضعيف او عقل ناقص كما يقال اواحيانا تكون من المحرمات وفي الحقيقة فهذه جميعها لاتتعدي في كونها حجج بغية سلب المرأة حقها ممارسة العملية الاجتماعية والسياسية .
من هنا فانني اجد ان تخوف السادة الذين يتمتعون بعقلية ذكورية هو ناتج من قوة المرأة الخارقة فالاكتشافات الحديثة توضح ان عقلي المرأة الرجل متساويين من ناحية الذكاء والعقل وان لافرق بينهما ,ولأن المرأة واجهت صعوبات كثيرة من الناحية الجسدية والنفسية والعقلية , ولان المرأة تجد المأزق والعوائق امام جسدها نتيجة التغييرات التى تصيبه كثيراً وهوما يجدوه كآلة لانجاب الاطفال فقط وهكذا فانهم لايعرفون قيمة هذه المرأة التى تنجب الانسان وتعمل على تربيته وتحرص عليه الحرص الشديد.
وهكذا فاننا بالتالي نستنتج من كل هذا ان المرأة الشرقية هي تلك المرأة ذات الاصالة العريقة وهي اذا ارادت ان تنجب فانها تخلق المجتمع بأسره واذا ماسلبت حريتها وكرامتها فأنها ان ارادت ان تحطم فهي تحطم وماهذا الا دليل على تاريخها العريق .
#سوزان_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟