أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم محمد حبيب - في ذكرى 2 أب : يجب أن لا تُنسى المواقف الحسنة والطيبة














المزيد.....

في ذكرى 2 أب : يجب أن لا تُنسى المواقف الحسنة والطيبة


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى أي حدث مؤلم يتجاهل الناس غالبا المواقف الحسنة أو الطيبة التي ترافق في العادة ذلك الحدث ، ويستذكرون في المجمل المواقف السيئة التي تتطابق مع نظرتهم السلبية للحدث ، الامر الذي نلاحظه عند استذكار العراقيين والكويتيين لأحداث 2 آب 1990 ، الذي ينظوي فضلا عن المواقف السيئة والمؤلمة على مواقف حسنة وطيبة من الواجب والامانة أستذكارها لتكون مصداقا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الطرفين .
ومن هذه المواقف ما حصل عند التقاءنا صدفة بأحد الشباب الكويتيين بعد يومين من ذلك الحدث أي في 4 آب ، فلكوني أحد جنود أحدى الوحدات العسكرية العراقية التي كانت رابضة في محافظة البصرة وقتذاك ومن أبناء أحدى المناطق المجاورة ، فقد أسند ألي وإلى آخرين مهمة نقل كميات من الاعتدة من المخازن الواقعة في منطقة الخميسية الى الوحدة التي ننتمي لها ، لكي يتم أستخدامها في التمرين التعبوي الذي من المزمع أن تقوم به وحدات الحرس الجمهوري أستعداد لما قيل من أنه تهديد خارجي قد يأتي من جهة الخليج ، إذ لم نكن نعلم شيئا عن قرار غزو الكويت الذي يبدوا أن القيادة العراقية قد أتخذته وقتذاك ، ونظرا لقرب المخازن من مقر سكني فقد سمح لي قائد المجموعة بزيارة أهلي مساء 1 آب 1990 ، فقد كانت زيارة الاهل عند العسكري كمن يجد الماء بعد ضمأ أو يعثر على الطعام بعد جوع لا سيما مع بعد الاجازات وندرتها في الجيش العراقي .
وعند الصباح وعندما كنت أهمْ بمغادرة البيت ، سمعت بيانا من تلفزيون العراق يعلن عن قيام الوحدات العراقية بغزو الكويت ، ونظرا لاني كنت في تلك اللحظة خارج وحدتي فقد خشيت من التبعات التي تترتب على ذلك ، وقررت العودة باسرع ما يمكن حتى أتلافى تلك التبعات المنتظرة ، لكنني لم أجد أحداً من مجموعتي التي يبدو انها غادرت المخازن فور سماعها بالبيان أو ربما تلقت أتصالا قبل ذلك يحثها على العودة ، لذا كان علي السفر الى البصرة حيث كانت توجد وحدتي قبل تكليفنا بالمهمة ، وبالعفل سافرت الى هناك على أمل ان أجد من يوصلني الى مقرها الجديد ، فوجدت لحسن الحظ أحدى السيارات العسكرية التي كانت تقوم بجمع بعض المستلزمات العسكرية التي تحتاجها الوحدة في مكانها الجديد ، وبعد أن أتمت مهمتها تحركت السيارة التي أقلتنا الى الكويت سائرة بنا في طريق صحراوي نصفه في العراق ونصفه الاخر في الكويت .
وعندما دخلنا الاراضي الكويتية التي عرفناها من خلال علامات الحدود شعرنا بأننا نشهد أحد الاحداث المرة والخطيرة وأن الايام القادمة ستكون صعبة ومؤلمة للغاية ، ولـ أننا كنا جالسين في بدن السيارة الخلفي فقد كنا نشاهد بعض السيارات التي كانت تمر بالقرب منا ، كنا أربعة أشخاص مسلحين ببنادق كلاشنكوف الروسية مع ثلاث أو اربع مخازن عتاد هذا عدا السائق الذي كان جالسا مع النائب ضابط قائد المجموعة في مقصورة السيارة ، في تلك اللحظة أقتربت منا سيارة مدنية سوداء يستقلها شاب يضع على رأسه يشماغ أحمر ، نظر ألينا الشاب نظرة جامدة فشعرت أن من واجبي أن أحييه حتى أشعره بالطمئنينة وبأننا لسنا أعداء له على الرغم من وجودنا في بلده ، فتفاجئنا برده الذي لم نكن نتوقعه ، إذ بدأه بالعبوس وختمه بالبصاق ، ما أثار غضب الجالسين الذين كانوا مدعمين بأوامر تتيح لهم الرد على ما يعتبرونه تصرف عدواني من الطرف الآخر ، ما جعلهم يصوبون بنادقهم اليه للنيل منه ، الامر الذي أثار فيه الهلع والارتباك الذي كاد يفقده السيطرة على مقود السيارة ، هنا شعرت بقسوة اللحظة وما سوف ستؤول اليه ، فوقفت أمام البنادق وصحت بوجوه زملائي أرموني أولا فما كان منهم أمعانا في التشدد الا أن صرخوا ابتعد والا سنرميك معه ، وفي غمرة هذه الجلبة تمكن الشاب الكويتي من أجتياز سيارتنا والابتعاد بها بعيدا ولم تنفع محاولة سائقنا اللحاق به ، حيث غاب في احدى الاحياء السكنية مستفيدا من سرعة سيارته .
كانت لحظة جميلة مازلت اذكرها بأعتزاز ، فمثلما عبر ذلك الشاب الكويتي عن موقفه منا ورفضه لوجدنا في بلده ، كان لنا موقف مماثل عندما أحترمنا حقه في التعبير عن موقفه بل والانتصار له على الرغم مما قد يحمله ذلك من أخطار كانت ماثلة انذاك .
اذن لننسى السلبيات ولنبني على تلك المواقف الجميلة التي جمعتنا معا في لحظة من لحظات التأريخ الكبرى فقدرنا ان نكون قريبين من بعضنا البعض .



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أننا مقصرون مقصرون مقصرون يا أخواننا المسيحيين
- متى تنتهي مأساة أسرة مكمينيمي البريطاني المختطف في العراق ؟
- الألقاب التشريفية والتمييز الاجتماعي
- بعد الاعتداء على الصحفيين في الناصرية .. هل يمر هذا الاعتداء ...
- كفى قتلا كفى تخريبا كفى فسادا كفى اقصاءا كفى اجتثاثا كفى ... ...
- ( الحلقة السادسة ) يوميات سكين
- ( الحلقة الخامسة ) يوميات سكين
- ( الحلقة الرابعة ) يوميات سكين
- (الحلقة الثالثة ) يوميات سكين
- يوميات سكين ( الحلقة الثانية )
- يوميات سكين
- من اجل حملة وطنية لمواجهة الفقر في العراق
- هل تعتذر الامم المتحدة عن الحصار الاقتصادي الذي شهده العراق ...
- حتى تدوم نعمة الديمقراطية
- تفخيخ العمارات السكنية تكتيك ارهابي جديد
- إذا كان النفط ملك الشعب العراقي لماذا هذا التفاوت في دفع الأ ...
- هل نطلب من دول الجوار انتخاب الحكومة العراقية !
- زيارة الأربعينية والعراق الجديد
- أل التعريف في اسم الإله المقة اله السبئيين
- النبي محمد ( ص ) : هل كان يعرف اليونانية ؟


المزيد.....




- مصر: الداخلية تكشف حقيقة فيديو لتوقيع طالب وطالبة على ورقة ز ...
- أمريكي يحاول اختطاف طائرة في بليز
- غضب في الجبل الأسود بسبب صفقة مع شركة إماراتية لاستئجار أحد ...
- -لم تعد بلاد الحرية-...خوف الطلاب الأجانب في الجامعات الأمري ...
- أمل جديد لمرضى باركنسون: خلايا جذعية تعيد الأمل في العلاج
- ماكرون يعلن عن محادثات بشأن أوكرانيا الأسبوع المقبل في لندن ...
- مشاهد مروعة.. جثث أطفال متفحمة بقصف إسرائيلي على منزل في بني ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف فلسطيني بحوزته أسلحة في مدينة صيدا ...
- أمطار غزيرة تسبب فيضانات عارمة شمال إيطاليا (فيديو)
- كوريا الجنوبية تناور على حدود جارتها الشمالية


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم محمد حبيب - في ذكرى 2 أب : يجب أن لا تُنسى المواقف الحسنة والطيبة