أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رواء هادي - لا ملائكة على الأرض














المزيد.....

لا ملائكة على الأرض


رواء هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 02:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا أدري إن كنت قد هجرت الصحافة أم أنها هجرتني، لكني أدري أني لم أمسك بقلم منذ مدة طويلة، فأية هزة دعتني لأن أفعل من جديد؟!.. هي تشبه تلك التي تحدث عندما نصطدم بشيء يدعونا إلى التوقف والتفكير والإستفاقة، ولا يعني ذلك أنه مر زمن على سباتنا الطويل أو أننا لم نتوقف لحظة لنفكر.. ولكن هو دأب الإنسان يفكر بنفسه ويعمل لأجلها قبل أن يدعوه شيء للإلتفات يمنة ويسره. وليس موضوعنا إن كان ذلك أنانية مفرطة أو أنها أمر طبيعي لحماية الذات، ولكن ما يعنينا هنا ما الذي دعاني الآن لأن أمسك بالقلم مجددا؟!
أنه أحد الزملاء في المهنة، تدريسي في إحدى الجامعات، يمتلك العديد من المزايا الحسنة، وله روح فنانة، وهو لم يزل في مقتبل العمر إن لم يكن أجمله. حصل على الماجستير منذ سنوات عدة، ولم يزل يطمح طموحا مشروعا لإكمال الدكتوراه في إختصاصه الذي لا يتوفر هنا في بغداد، وصار يسعى مذ ذاك الوقت للحصول على فرصة إكمالها خارج العراق.. وقد تهيأت له الظروف أخيرا لإكمالها في إحدى الدول الأجنبية.. إلا أن هذا الزميل وبعد سعي حثيث طوال سنوات ضائعة من أحلى سني العمر، ووقت لا تقدر قيمته بثمن، واقعا في الحيرة والتردد من الإقدام على هذا الأمر الذي حلم به!
إن مشكلة هذا الزميل بأنه غير متزوج حتى الآن، وهو يرغب كما ترغب عائلته أيضا بأن يكمل نصف دينه قبل أن يفكر بالسفر. المشكلة بسيطة إذا، والأمر يبدو أن لا مشكلة في ذلك مطلقا.. وهذا ما قلته له بالضبط: "أين المشكلة؟ تزوج".. فأجابني ببساطة: "شلون أتزوج؟.. ماكو بنات"! وسألته عما يعنيه بقوله.. هل صرنا نشكو قحطا في الإناث؟ ربما العكس هو الصحيح(!).. غير أنه فاجأني بقوله، بأنه لا يثق بفتيات هذا العصر والأوان، وهو يبحث عن ملاك! فإجبته بدوري ببساطة: هذا يعني أنك لن تتزوج أبدا!
إن ما أثارني وأدهشني في أفكار هذا الزميل، الطبيعة المتحجرة لبعض العقول التي لا تريد ان تتمرن على التعاطي مع المتغيرات الحاصلة في عالمنا وزماننا هذا، وهو ما يدعى بعملية التكيف. فالإنسان كائن متأقلم ومتكيف، وهو لا يتكيف مع ظروف حياته فقط، بل مع كل ما تجيئ به هذه الظروف وما تمليه علينا من متغيرات ومستجدات، ومنها الأفكار..
فلا ينفع أبدا أن تتحجر أفكارنا وعقولنا، ونتشبث بقيم ـ هي أصيلة في جوهرها وذاتها ـ غير أنها حالها حال كل شيء قابلة للتبدل نسبيا بفعل الحاجة الى ذلك، وبما يتوافق على الأقل مع تبدلات العصر، فنحن نعيش في عصر متبدل متغير، ليس أمامنا سوى مواكبته قدر إستطاعتنا وقدر ما تسمح به ظروفنا وقيمنا وديننا، وإلا فإننا سوف نتحنط في مكاننا أو نعزل أنفسنا في قمقم حتى الإنقراض!



#رواء_هادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يريدونها أنثى


المزيد.....




- هل الحجم بيفرق؟
- 7 تمارين مهمة لكل امرأة بلغت سن الـ40
- احتجاجات حاشدة في لندن رفضا لحكم يستبعد النساء المتحولات جنس ...
- على طريق تحوله إلى اتحاد.. نضال المرأة يعقد مؤتمر العام الرا ...
- زيادة منحة المرأة الماكثة الجزائر 8000 دينار.. حقيقة أم شائع ...
- أمين عام رابطة العالم الإسلامي: -تعليم المرأة حق مشروع- والك ...
- تونس.. ما سبب الجدل والخوف من تلقيح الفتيات ضد سرطان عنق الر ...
- بقائي: قتل الاطفال بغزة جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وابادة ...
- شهاداتٌ من رحم الألم: مجازر الساحل السوري تهزّ الوجدان الإنس ...
- خطوات منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رواء هادي - لا ملائكة على الأرض