أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - تلحيم كوردستان بالعراق و ليس احتلالها !!














المزيد.....

تلحيم كوردستان بالعراق و ليس احتلالها !!


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 00:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قرات مقالا منصفا و متوازنا حول ما اذا كانت كوردستان محتلة من قبل العراق ام ملتصقة به , والكاتب يدلي بدلوه وفقا لما لديه من الحجج المقنعة و ينفي هذا التصور التي يتبناه بعض الكورد حول احتلال كوردستان من قبل العراق، و رايه صائب فيما يذهب اليه، و لكن ما يؤسف اليه انه لم يعد بذاكرته جيدا الى ما كانت عليه المنطقة في تلك الحقبة بشكل واضح ليفسر ما ذهب اليه و ينطق بكيفية تاسيس دولة العراق بشكل مفصل و دقيق . ان ما استنتجته انا من كلامه ، انه يعتقد في قرارة نفسه بان هذه الدولة و ما تتضمنها من المكونات انبثقت باسترضاء الجميع، و كأن انبثاق هذه الدولة لم تُفرض من قبل دولة مستعمرة كبريطانيا العظمى في حينه، و هذا الاعتقاد يجانب الحقيقة التي توضح لنا بان المصالح العديدة للمستعمرين دعت شكل و مواقع الحدود الدولية في هذه المنطقة على ما هي عليه و بقت لحد اليوم دون تغيير .
نعم هناك انفصال وجداني حقيقي بين الشعبين العربي و الكوردي العراقيين على ارض الواقع، و هذا ليس من افرازات هذين العقدين الذين كان الكورد في خلالهما بعيدين عن المركز، او بالاحرى شبه منفصل و للظروف التي يعلمها الجميع و لا تحتاج للذكر هنا. و ما لا يحسب له اخونا السيد الحبيب ما فرضه العصر الجديد و الحداثة و الوسائل الاتصال التي فرضت نفسها و قربت الشعوب و هذا ما يتمتع به الجيل الجديد في كوردستان و احدث احتكاكاته بوسائل الحداثة عاملا مؤثرا في تغييره و اصبح اعتناقاته للافكار و العقائد مختلفة جدا عما كانت عليه و اصبحت الايديولوجيا في خبر كان تقريبا، و انهم يعرفون الجيل الجديد في العراق كما هو غيرهم في الدول الاخرى ، و لن تصل الحال الى اكراههم للبعض كما يقول الكاتب ، و انما التاريخ يذكرهم بظلم و غدر الدكتاتورية و افعالها ، و المقابر الجماعية التي تكتشف كل يوم تعمق الجراح اكثر و هي التي تضيف لهم المعلومات عن مدى عنجهية النظام السابق و يجب ان يفهموا على حقيقة ان المكون العربي ليس ببشاعة قادته السابقين، و اعتقد ان الجيل العربي الجديد في العراق الحديث سيكون سائرا على نفس الخطى و المنوال ، و كلما طال البعد الواقعي بين الطرفين الكوردي العربي ازدادت الاختلافات اكثر فاكثر، و هذاما يحتاج للعقلية التي تعمل على التقارب باساليب و افكار حديثة ملائمة مقنعة و بشكل سلمي .
نعم المواقف و الاراء و التوجهات المتشددة و التصريحات النارية فاقمت المشاكل و وسعت من الثغرات، الا ان الخصوصيات التي تتمتع بها المكونات المختلفة لا يمكن انكارها و لها الاثر البالغ على تجسيد الانفصال على ارض الواقع لو حورب اي طرف من قبل اي كان من الطرف الاخر، و ما يعقٌد الوضع هو العقلية التي تدير البلد و الصراعات المختلفة بين الاطراف و الاطياف و انعدام خبرة تسيير امور الدولة من قبل القادة الجدد ،مع عدم الاستناد على ما يحتاجه العصر من اللامركزية و الادارة الذاتية .
من المعلوم ان بريطانيا هي التي قررت ربط كوردستان بدولة العراق و لحمتها و فرضت عليها قبول الحال و رسمت الحدود وفق ما فرضت عليها مصالحها البعيدة المدى، و لكن من الواجب القول ان الجيش العراقي هو الذي حمى هذه الحدود و حارب كل حركة ثورية كوردية او اية جهة ناضلت من اجل الحصول على الحقوق الطبيعية لها او تحاول تحقيق المساواة بين مكونات الشعب العراقي . و الحكومات المتعاقبة نزفت المال و الحال من اجل بقاء الحدود كما هي ، و الجيش من اصبح الة بيد الدكتاتورية السابقة و هي تقترف ابشع الجرائم بحق كافة اطياف الشعب العراقي، و هذا لا يعني بان العراق و جيشه لوحدهم اسباب هذه المآسي التي حلت بالشعب الكوردي فقط طول تاريخه .
منذ عام 2003 و تغيرت الحال في العراق حقا، و لم يقل احدا بان الجيش العراقي هو الذي فرض بقاء اقليم كوردستان ملتحما بالعراق خلال العقدين الماضيين، لانه لم يكن لديه القدرة على ذلك، و انما العوامل و الظروف الموضوعية الاقليمية هي التي حددت ما سار عليه القادة الكورد ، و هذا الذي منع قرار الانفصال و ليس الحكومة المركزية العراقية بواقعها الجديد بعد الحرب الخليج الثانية، و هذا مافرض ايضا بقاء الاقليم ضمن حدود العراق الحالية، و الا الشعب الكوردي لايزال يحلم بكيانه المستقل و ادلى برايه خلال الاستفتاء غير الرسمي التي اجري في اقليم كوردستان .
الصراع القوي بين اطياف الشعب العربي العراقي اعطى الجانب الكوردي هذا الموقع، و هم يعتبرون نفسهم جزءا من الحل لما فيه العراق. في هذا الوقت، الدولة العراقية هي التي يمكن ان تكون الملاذ الامن للكورد، الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هل تتحقق المساواة و المواطنة في هذا البلد . نعم للكورد حق تقرير المصير و بناء كيانه الخاص كما هو المعلوم من امتلاكه كافة المقومات اللازمة لذلك، و لكن المعادلات التي تربط دول المنطقة و تقسيم الكرد عليها و الدبلوماسية المتبعة تفرض استراتيجيات ستدفع الكورد نحو الصراع الاقليمي في حال تخطوا اية خطوة باتجاه الانفصال كما تعتقد اكثرية المحللين و المراقبين و المعنيين بالموضوع، و عندئذ يمكن ان يخسر الكورد تجربتهم الرائدة كاقليم و كما يقول المثل(يخرجو من المولد من دون الحمص) ، لذا كل الاعتقادات و الاحتمالات تشير الى ان الطريق الامن لتجسيد الاستقرار لجميع مكونات الشعب العراقي هو ترسيخ المواطنة و ضمان الاعتراف بالهويات المختلفة للاطياف و محاولة الوصول الى المساواة في الحقوق و الواجبات ، و لكن، علينا ان نسال ؛ بما نحن عليه من السمات و العقلية المعلومة لمن يدير البلد و الالتزامات العديدة من العقائدية و الايديولوجية لقادة و الجهات المسيطرة على زمام الامور، هل تدلنا على ان نتفائل في تحقيق تلك الاهداف ، و هل بالامكان ايجاد نظام سياسي يستوعب الجميع وفق المباديء العامة لحقوق الانسان و المدنية و الحداثة ؟



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما موقف امريكا من قصف ايران الدائم لاقليم كوردستان
- هدر الفرص الموآتية في سوريا خط احمر
- معا لارساء جوهر الكلمات الثلاث (الاعتذار، الشكر، التسامح)
- هل يمكن تحقيق اهداف الشعب الكوردي استنادا على المباديء الاسا ...
- هل بالامكان استئصال آفة الفساد في العراق
- انحباس نهر الوند مع استمرار قصف ايران لاقليم كوردستان
- اعتداءات ايران ستبرر تدخلات تركيا في اقليم كوردستان
- يجب ان ينعقد مؤتمر المعارضة السورية في دولة محايدة
- عدم احساس الفرد بانتمائاته في منطقة الشرق الاوسط
- التعاون و التنسيق حاجة ملحة لنجاح انتفاضة الشعب السوري
- هل تخرج الحكومة العراقية من عنق الزجاجة ؟
- الركائز الاساسية لضمان التعايش العربي الكوردي السلمي
- استمرار سوريا على عدم الاتعاض من الاخرين !!
- اي نظام سياسي يلائم اقليم كوردستان
- نتيجة الانتخابات ومصير الكورد في تركيا
- انها بداية نهاية الاعلام الحكومي المركزي
- الحرية الشخصية و التدخلات المختلفة فيها
- ما جوهر الثورات المندلعة في المنطقة
- هل تتحقق حلم انبثاق دولة كوردستان المستقلة؟
- التغييرات الجارية في المنطقة و العراق مابعد الدكتاتورية


المزيد.....




- بارقة أمل حول العالم.. هل ستنجو السلاحف البحرية من الانقراض؟ ...
- -رونين-.. جرذ عملاق يُحطم الرقم القياسي لموسوعة -غينيس- في إ ...
- -لا نعرف إلى أين نحيل الحالات المرضية الصعبة-، طبيبة من غزة ...
- انقلاب حافلة تقل فريق كرة قدم للأطفال في كازاخستان
- ضبط شخص دهس رجل أمن عمدا في الكويت
- وزير خارجية مصر يسلم رئيس تونس رسالة من السيسي ويستعرضان تحر ...
- إعلام عبري: عدد الإسرائيليين الموقعين على عرائض تدعو لوقف ال ...
- قنابل أوروبية في السودان: طريق المرتزقة من الإمارات إلى السو ...
- ترامب يهدد بالتخلي عن جهود السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا إ ...
- وثائق اغتيال روبرت كينيدي تشمل ملاحظات الفلسطيني سرحان سرحان ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - تلحيم كوردستان بالعراق و ليس احتلالها !!