أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعاد جبر - سجناء الرأي في زنازين الأسد بين التعذيب الهستيري والموت الحتمي














المزيد.....

سجناء الرأي في زنازين الأسد بين التعذيب الهستيري والموت الحتمي


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3428 - 2011 / 7 / 16 - 19:14
المحور: حقوق الانسان
    


تمضي الأيام والسنون ، وسجناء الرأي في سوريا يعانون اشد أنواع التعذيب والمعاملة اللاانسانية ، التي تعد انتهاكاً صارخا لحقوق الإنسان ، حيث يتعرضوا لما تبتدعه تلك العصابات الدموية من فنون التعذيب الكهربائي والتعرض للضرب المستمر ، والسجن الانفرادي ، والى ما لانهاية من هستيريا التعذيب الوحشية ؛ حيث أن كل معتقل سياسي يسير الى نهاية دموية هي الموت الحتمي من شدة التعذيب في تلك الأقبية الانفرادية ، والأدهى والأمر من ذلك كله ؛ هو أسباب الاعتقال الغير إنسانية واللامنطقية ، التي تعبر عن هستيريا العنف عند تلك العصابات الدموية السادية ، فكتابة مقال أو تصريح إعلامي ، أو مكالمة مع قناة فضائية ، أو كتابة نصوص شعرية أو نثرية ، أو الإشارة من بعيد للديمقراطية وحقوق الإنسان ، كلها تعد أشكال عمالة خارجية تستهدف الأمن الداخلي ، إذ يحرم على الفرد أن يعبر عن رأيه بقلمه أو صوته أو أن يعبر عن رأيه في مظاهرات سلمية ، فجريمة طل الملوحي على سبيل المثال قولها :

كم تمنيت ...
في عصر الحضارة ..
أن أعود
الى أبي وجدي
والعباءة
أن استشعر يوما
طعم الكرامة

فالقنبلة النووية التي توجهت طل الملوحي لتفجيرها في سوريا هي قولها " أن استشعر يوما طعم الكرامة " واستحقت بذلك الاعتقال والتعذيب المستمر الهمجي اللاانساني ، وهناك بعض التسريبات بأنها لم تتحمل شدة التعذيب وأنها استشهدت في أقبية الزنازين ، إذ يحرم في حكم بشار الأسد وعصاباته أن تنطق بكلمة الكرامة والحرية ،لأنها أسباب لاعتقال دائم يعاني الفرد فيه شتى أنواع التعذيب وفنون القهر حتى الموت ، والشهيد ابراهيم قاشوش خير شاهد على ذلك ، فهتافه للحرية استحق به أن يعذب وتجز حنجرته ويقتل بشكل دموي من قبل تلك العصابات السادية المتوحشة ، ولا يخفى انه على كل ناشط عربي حقوقي ، أن يشهر بتلك الجرائم الدموية ، ويرفع صوت سجناء الرأي القابعون في سجون بشار الأسد الدموية ، ويعلي كلمتهم بحقهم في التعبير عن رأيهم بكافة أشكال التعبير عن الرأي سواء بالتظاهرات السلمية أو بأشكال التعبير عن الرأي المختلفة المكتوبة والمسموعة والمرئية .

ولابد من التأكيد هنا الى أن عصابات الأسد الدموية ابتدعت فنونا للاعتقال ، بأن جعلت المدارس والملاعب معتقلات ، لأنه لم تعد الفروع الأمنية والسجون تسع العدد الكبير لسجناء الرأي ، وأصبح الأطفال الرضع في المعتقلات ، وأصبح بإمكانك القول أن الشعب السوري الحر كله مشروع اعتقال سياسي ، في هستيريا سياسية من قبل بشار الأسد وعصاباته ، تريد أن تأكل الأخضر واليابس ، وتحول سوريا الى ارض محروقة ، في دكتاتورية دموية لا يمكن السكوت عنها من قبل المنظمات الحقوقية الدولية والعربية ، ويجب فضحها كل بحسب إمكانياته والوسائل المتاحة له في رصدها والتشهير بها إعلامياً، فلا يمكن لصرخات سجناء الرأي في المعتقلات السورية أن تذهب سدى ، ولابد من إعلائها عالمياً ، انتصاراً للحرية ، وتعلية للمطالب العادلة في الحياة في مجتمع مدني ديمقراطي تحترم فيه حقوق الإنسان ، وتتحقق فيه المساواة وتداول السلطة والمحاكمات العادلة .

ومن هنا فإن كافة وسائل التلميع العربي من قبل الأنظمة العربية لهذا النظام اللاانساني ؛ الذي يمارس جرائم انتهاكات حقوق الإنسان كل يوم ؛ ليست بذات قيمة ، لان هذا النظام سقطت شرعيته ، والطبيعي أن يواجه بشار الأسد محاكم دولية على ما ارتكبه بحق شعبه من جرائم حرب دموية ، فمصيره المنطقي أن يساق كمجرم حرب ، وان تكتب مذكره بجلبه ، لما يمارسه من جرائم دموية يومية ، تستنكرها الفطرة الإنسانية ، والقوانين الدولية ، وكل مواثيق حقوق الإنسان ، لأنه يقود مافيا دموية ، تقتل الصغير قبل الكبير ، وتمارس شتى فنون التعذيب والقتل السادي الدموي ، وتشكل خطرا على حياة المواطن السوري ، الذي لا يأمن على نفسه في أي مكان ، فكيف تكون شرعية لبشارالأسد ، الذي اختار هو وعصاباته المحلية والمستوردة من إيران وحزب الله ، أن يقتلوا الشعب السوري بكل الوسائل والسبل ، ومن كل حدب وصوب ، ويمارسوا فنون التعذيب اليومية ، ويواجهوا الثوار السورية بكافة أشكال القهر والإذلال ، وكل ذلك ليس محض ادعاءات بل شواهد رصدتها كاميرات المتظاهرين ، ووثقتها جهات حقوقية متعدده ، للسير في إجراءات محاكمة تلك العصابات ، فالدم السوري لن يذهب هدرا ، فالبقاء للشعوب الحرة والفناء والزوال للطواغيت .

وختاماً فإن كلمات طل الملوحي خالدة فينا ، وصرخات سجناء الرأي السوريين المعذبين ستبقى مداد الثورة السورية وشعلتها في كل ميدان ، وهم واجهة الثورة وعنوانها ، والحرية قادمة ، وأبواب الأقبية المظلمة ستفتح ، والأرواح الأبية ستحلق في سماء سوريا ، وستصنع سوريا ما بعد الثورة ، سوريا الحرية والكرامة ، التي تطل من وراء ستائرها كلمات طل الملوحي البريئة العفوية التي تحلق بلا حدود ، واستحقت بها التعذيب بلا حدود :

" سأمشي مع جميع الماشين ولا ولن أقف بلا حراك لأراقب موكب العابرين بي.
هذي بلادي لي بها نخلة وقطرة في السحاب وقبرا يحتويني .
هي عندي أجمل من مدن الضباب من مدن لاتعرفني.
أريد أن أستلم السلطة ياسيدي ولو ليوم واحد من أجل أن أقيم "جمهورية الإحساس".



#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصابات الأسد بين إعتقال الأطفال الرضع واغتصاب الحرائر
- سيناريوهات متوقعة لزوال بشار الاسد عن الحكم
- سيكولوجية الانفعالات في أدب الثورة السورية -دراسة نقدية في ن ...
- العنف ضد حرائر سوريا والعقلية الأمنية اللاانسانية
- ثورة الغضب الأحوازية الآم وآمال
- حلب الشهباء مؤشر الحسم في الثورة السورية الابية
- العنف ضد الطفولة في ربيع الثورات العربية
- المحرقة الصهيونية : الواقع والدلالات
- الحوار المتمدن الواقع والتطلعات
- العنف ضد المرأة العربية في النزاعات المسلحة (1)
- تقييم واقع حرية التعبير عالمياً
- الواقع السيكولوجي للحرب العالمية على غزة
- الأسلام والغرب/ رؤية سيكولوجية
- هندسة الذات والتجرد لله تعالى
- سيكولوجية الواقع العراقي في ضوء متطلبات المجتمع المدني
- ثقافة الحوار في مواجهة الفتنة المذهبية والاقتتال الداخلي – ا ...
- نهايات السياسة في خريف اللحظات
- الصراعات العربية العربية في استراتيجيات السياسة الأمريكية
- هندسة الذات (11) :سيكولوجية الأتصال مع الأخرين
- المعرفة والمستقبل


المزيد.....




- السعودية.. الداخلية تصدر بيانا بشأن إعدام 3 أجانب وتكشف جنسي ...
- الأمم المتحدة: نزوح 125 ألف شخص منذ مارس بجنوب السودان بسبب ...
- السودان: مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تحذر من -عواقب كارثية- ...
- سيناتور أميركي منتقدا اعتقال طالبة تركية: وزير خارجيتنا تفرغ ...
- 7 آلاف إسرائيلي يوقعون عريضة تطالب باستعادة الأسرى بوقف الحر ...
- غزة تواجه المجاعة مجددا.. الأونروا تعلن نفاد مخزونات الغذاء ...
- أبو عبيدة: -تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمداً التخلص من ...
- القسام لعائلات الأسرى الإسرائيليين: سيعود أبناؤكم في توابيت ...
- لتسريبه وثائق سرية.. اعتقال عميل في -الشاباك- الإسرائيلي
- أمنستي ورايتس ووتش تنتقدان استخدام القضاء اللبناني أداة للتر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعاد جبر - سجناء الرأي في زنازين الأسد بين التعذيب الهستيري والموت الحتمي