أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - سوريا الصغرى15














المزيد.....

سوريا الصغرى15


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 15:28
المحور: الادب والفن
    


محاورة الأب والابن..... تماهي / صراع
"فشلت في حياتي"
العبارة التي يرددها أبي في أيامه الأخيرة. تحفر. تكشف. تقلق. وتعيد السكينة للموت.
لن نكمل حديثا,لن نتشارك على حلّ مشكلة,لن يجمعنا بيت ولا طريق
ما الذي كنت أريده حقيقة من أبي!
*

إلى أين تقودنا أقدامنا المسرعة؟
من يمتلك البحر,هل نحن أغبياء يا أبي؟
الله والعائلة والملامح المنحوتة بالقهر,كيف!
الطفل يسأل

*
س_أنت يا حسين كيف تعيش, وما هي أخبار الأسرة. من جهتي لا أستطيع أن أفيدك بشيء.
ما يزال يؤلمني ترككم في ظروف سيئة. حدّثني يا بني فأنا بشوق لأخبار الدنيا من بعدي
_سيدي هذا سؤال صعب, واحتاج لوقت ومقدرة للإجابة المناسبة,ذلك يفوق طاقتي. حياتي وما حدث في غيابك ,تستطيع أن تعرفها بالتفصيل عبر موقعي الشخصي في الحوار المتمدن_لا أظن عندكم حجب ولا حاجة لبروكسي_ وأما حال العائلة والوضع العام.....يعني,نعيش.
س_في حياتي مفاجئات على الأولاد وقلق,متى ينتهي كل ذلك, ونتبادل الكلام ببساطة وفهم ؟
هل مشاكلك مع الدولة مستمرة, هل عدت للخوف من الكلام؟
_ليس الخوف هذه المرة,إنه اليأس
يا أبي....تعبت من سوء التفاهم,التفسير التآمري _على ما يحتاج تفهمه لبعض الجهد وتغيير المنظور_ في حياتي أو كلامي. فانتقلت إلى النقيض,التسجيل شبه الحرفي لمئات الأيام وعرضها على الهواء. زاد سوء التفاهم, وازدادت ضراوة القسر التفسيري. وكما ترى خياري النهائي والدائم,محاورة الموتى من أصدقائي ومعارفي وأساتذتي:التحدث والإصغاء قدر استطاعتي.
أحاول أن أعرف.
هل سامحتني يا سيدي!
هل سمعت ولدا في الدنيا ينادي أبيه يا سيدي!
ماذا تريد! سامحتك يا أخي. دعني بسلام في قبري.
_ أعتذر يا....أبي
كلمة سيدي هي درع,حصني الأخير. إشعار أني لا أريد شيئا. فقط لتتوقف المطالب_الأوامر.
وأرجو أن تفهمني بوضوح: أعتبر كل طلب,من أي جهة جاء,وصاحبه نفسه غير ملتزم به أو يعجز عن تحقيقه,هو اعتداء. (الناصح أول من يحتاج للنصيحة,لنصيحته بالذات)
هل تظن أن الآباء لا يخطئون! كارثة. خطأهم كارثة. يستمر لأجيال.
الأمهات,المدراء,القادة,السادة,العارفون.....أخطاؤهم كوارث حقيقية وتنتقل بالوراثة
طبيعي أن يخطئ الابن,المواطن,الموظف الصغير,العاشق....أخطاؤنا منبعها الخوف. أو تقليدهم وتركاتهم في عقولنا ومشاعرنا.
س_من أين تأتي بهذه الأفكار يا ولدي؟ارحم نفسك.
هل تعرف كم الحياة جميلة! المشكلة نرى المشهد بكماله في اللحظة التي نغادر
استمتع بكل لحظة يا حسين. لا تكرر خطأي يا سيدي. لفظها أبي بكسر السين, زيادة في التحبب.
قمت لأغلي القهوة. القمر مكتمل يرى من المطبخ.شرق بسنادا.فوق الزيتون والوادي الأحمر,فوق دموعنا وأحلامنا.قمر مكتمل في 22 تشرين ثاني. يوم جدير بالعيش والاحتفاء
*


لتنجز ما عليك,وتنهي واجباتك مع السمعة الحسنة,بعدها اطلب ما تريد

هل تخجل من هويتك؟
ألا تجد بين ,أهلك وعاداتنا وديننا, ما يستحق الطاعة؟
ماذا تريد,لتسبقك اللعنة إلى القبر!
الأب يأمر
*
ضيّعتك في دروب الحياة.
وها أنت تعود بالقوة بعدما تأخر الوقت. تأخر الوقت.
هل جئت لتعترف وتبدأ من جديد؟
أم لتتأكّد أن ما من شيء نخسره بعد الموت؟
ما الذي يخيفك إلى هذه الدرجة! طوال ساعات احتضاري الطويلة لم تنظر في وجهي.
لم تحاول لمسي أبدا. هل تخاف الجثث....هل من كائن حيّ إلا ويحمل جثته قبل اسمه!
يا ولدي
عد إلى حياتك وعملك. "وجدك الحب ووجدته" أليس هذا ما تكرره,كأنما لتذكّر نفسك به؟
هل عدت إلى التباهي أمام إخوتك الأشقياء.....
_كل ما يمكن,أن يسلبك إياه أحد,سوف تخسره
*


اختلاف في الموقع والمنظور,ينتج عنه حالة صراع/لاشكّ
_سوء سوء فهم؟
ليس من الذكاء ولا النبل, أن تجيب عن سؤال بسؤال آخر
.
.
.
نسيت
_الموتى لا يتكلمون



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا الصغرى 14
- سوريا الصغرى13ليلتان مع ناظم الغزالي
- سوريا الصغرى12فيكتور فرانكل في بسنادا
- سوريا الصغرى11هل هو -نكران التعب- أم التأثر بقراءة-تعديل الس ...
- سوريا الصغرى10من يقرأ ناظم حكمت؟
- سوريا الصغرى9محمود درويش في بيتنا-أنقذونا من هذا الشعر.
- سوريا الصغرى 1 : تشيخوف في بيتنا
- سوريا الصغرى7(8
- سوريا الصغرى/ابواب متقابلة
- لأتذكر....لأعترف
- غراب في قفص
- ثالثة أمهات السوس والسوسن ...سعاد جروس – رمان
- بيت من زجاح
- سنة جديدة حياة جديدة
- نهايات سنة صعبة_4
- نهايات سنة صعبة_3
- نهايات سنة صعبة
- نهايات سنة صعبة_2
- الرسالة وصلت
- كانون على الباب


المزيد.....




- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - سوريا الصغرى15