أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان جبران - فتّشْ عن المصلحة!














المزيد.....

فتّشْ عن المصلحة!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"فتشْ عن المرأة" قول فرنسي مأثور، معادٍ للمرأة طبعا، يحاول أن يجعل من المرأة سببا في كلّ المشاكل والشرور. في أيامنا هذه، يمكننا استبدال هذا القول الذكوري الظالم بقول آخر؛ عصري أكثر ومنصف أكثر: فتشْ عن المصلحة !

حتّى العلاقات الشخصيّة بين الأفراد، كثيرا ما تكون وليدة المصلحة. بل إنّ المتشائمين يرون أنّ العلاقات الشخصيّة اليوم تقوم كلّها على المصلحة لا أكثر، بخلاف ما كان في الماضي من صداقات مخلصة وإخلاص صادق. لسنا متشائمين إلى هذا الحدّ؛ والصداقات الوفيّة نجدها اليوم أيضا، وإن كانت انحسرت بعض الانحسار في حياة مادّية تقوم على المنافسة والتدافع بالمناكب.
من ناحية أخرى، تقوم العلاقات بين الدول على المصالح، ولا شيء غير المصالح. كلّ ما تسمعه من رجال السياسة عن القيم السامية وحقوق الإنسان ونصرة الضعيف والمظلوم، يظلّ كلاما في كلام. كلّ سياسة تخدم مصالح واضعيها، مهما كان الغلاف الذي تُلفّ به هذه السياسة. حتّى الاتّحاد السوفييتي، في الماضي، كانت سياسته في الجوهر محكومة بمصالحه السياسية والاقتصادية، باعتباره دولة كبرى، رغم غلافها الإيديولوجي المبدئي.
الثورة في سورية مثلا. كلّ دولة مصالحها تتّفق مع نظام البعث القمعي، تؤيّد هذا النظام، بأساليب وصياغات مختلفة؛ وكلّ دولة تعادي النظام تعمد إلى التنديد به وتأييد الثوّار طبعا. الصين وروسيا وإيران وحزب الله، هؤلاء جميعا يؤيّدون بشّار حتى إذا اجتاح مدن سورية وقراها بالدبّابات، وذبح شبّيحته المواطنين كالأغنام. حتى إذا شعروا ببعض الإحراج لهذا التصرّف الوحشي، لن يعدموا بعض الذرائع السياسية والإستراتيجية لتأييده، "وققا" لمبادئ الأمم المتّحدة وقرارات مجلس الأمن!
الدول الغربيّة، بوجه عامّ، ندّدت بسياسة النظام. هي تعتبر هذه السياسة، بحقّ، منافية لحقوق الإنسان، إلا أنها لا تنسى مصالحها طبعا في تقويض "محور الشرّ" وبسط الهيمنة الغربية على المنطقة بأسرها. الولايات المتّحدة بالذات أكثر من تمثّل سياسة المصالح بشكل يكاد يكون شفافا: أيّدت ميارك طالما كان نظام مبارك مستقرا صامدا، وإذ لاحظت أنه منهار، لا محالة، دعت صديقها العزيز إلى التنحّي، دون إبطاء. في سورية أيضا: أيّدت الولايات المتّحدة الثورة وندّدت بالنظام، تنديدا خافتا طبعا، أوّل الأمر، حين ظنّت أن النظام إلى سقوط عاجل. واليوم، وقد بدا الوضع في سورية "متعادلا"، بعيدا عن الحسم الواضح، نراها تقّدم لأوساط المعارضة مقترحات لتسوية "وسطية" تبقي على النظام وتحقّق للثوار بعض مطالبهم. لا حبا بالثوار، ولا حبا ببشّار، تنهج سياستها هذه، بل تحقيقا لمصالحها طبعا: الإبقاء على القائم ما دام ذلك متاحا، وإقامة الروابط مع الآتي ما دام ذلك ممكنا!
هذا عن الدول: كلّ دولة تسيّرها مصالحها واعتباراتها الآنيّة والإستراتيجية، في مواقفها من الأنظمة والثائرين عليها. لكن ما "المصالح" والاعتبارات التي تسيّر الكتّاب والمثقفين والناس العاديين في العالم العربي؟ ما الذي يمنعهم من تأييد شعب يهبّ مطالبا بكرامته المدوسة، وبحقوقه المهضومة منذ عقود، فيهبّ النظام وأجهزته الأمنيّة إلى قمعه وذبحه في الشوارع؟ بعضهم يردّد شعارات ومقولات تجاوزها العصر، بل أكل الدهر عليها وبال. وآخرون لا يقدرون على التفكير الحرّ المستقلّ فيستسلمون لمبدأ "عدوّ عدوّك صديقك" دونما قيد أو شرط. هؤلاء أيّدوا النظام السوري أوّل الأمر لأنه يقف "مقاوما ممانعا" ضدّ أميركا وإسرائيل، فكيف يكون موقفهم إذا كانت أميركا وإسرائيل، اليوم، أحرص الدول على بقاء هذا النظام؟
الوقوف ضدّ الشعب السوري، أو اليمني أو الليبي أو البحراني، وتبنّي أكاذيب الأنظمة القمعية وترديدها، خيانة؛ نعم خيانة للشعب السوري ولتحرّر الشعوب العربية كلّها. تلك السيرورات لا بدّ أن تؤدّي، مهما طال الزمن وقست الظروف، إلى قيام دول ديمقراطية مدنية، تحترم الإنسان، وتقدّس حريّة الإنسان، وتعمل على تقدّم شعوبها وازدهارها، ومقاومة هذه الغايات السامية خيانة، أيّ خيانة!



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يرضى العراق الحديث لنفسه مأثم التخلّي عن بيت الجواهري وق ...
- -الشعب يريد إسقاط النظام- ، في سورية أيضا!
- عودة أخيرة إلى -الأخطاء- في مجموعة درويش الأخيرة
- نظم كأنه نثر؛ التباس الحوار بين محمود درويش وقصيدة النثر
- الترادف ؛ غنى أم ثرثرة ؟
- مرثية لمحمود؟
- مجمع الأضداد / دراسة في سيرة الجواهري وشعره


المزيد.....




- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...
- غارات ميناء رأس عيسى.. ماذا قالت أمريكا وجماعة الحوثي؟
- موتورولا تعود لعالم الحواسب اللوحية بجهاز منافس
- أطعمة تعزز صحة الأسنان
- لماذا يجب أن تتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية مساء؟
- دراسة صادمة.. تغير المناخ قد يحرم الملايين من الدم المنقذ لل ...
- تطوير -راديو فضائي- للبحث عن أشكال خفيفة للمادة المظلمة
- الصين تجسّ نقطة ضعف الولايات المتحدة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان جبران - فتّشْ عن المصلحة!