أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - الشيعة والسنة بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة – 2














المزيد.....

الشيعة والسنة بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة – 2


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 17:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شيعيا, وعلى مستوى المؤسسة الدينية, كانت الخصومة بين فقه الدين وفقه الدولة المدنية الوطنية قد بدأت تزداد بتصاعد حالة الاضطهاد أو بفعل من تأثيرها كموروث تاريخي كان يجري توظيفه باتجاهات معروفة ولا تتخطى هدف خدمة المؤسسة الدينية ذاتها, فتصاعدت عزلة الشيعة السياسية لصالح فقه ديني بات يناصب مفهوم الدولة العداء وينظر إلى قضية الدولة بارتياب, مثلما دفع بالمرجعيات الشيعية إلى أن تلتزم بمزيد من العزلة وذلك كجزء من عملية دفاع ذاتي تتناسب وحدة المواجهة وتتغذى بتراث ذا لغة عدائية للدولة الظالمة.
لقد دخلت المرجعيات الشيعية في حالة هدنة مع الدولة المعاصرة, لكنها لم تدخل في حالة سلام, فصارت الحال تجري وكأنها بين دولتين, فقهية تقودها المرجعية وسياسية يقودها رجالاتها المؤلفين من أغلبية سنية ومن بعض رجالات الشيعة الذين بدؤوا عملية اقتراب تدريجي من قضية الدولة, لكن ذلك الاقتراب ظل شخصيا وليس نتاجا لعلاقة التأثر والتأثير الغائبة بين الفقهين الديني والسياسي.
عمليا, وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى, وبينما كان " سياسيو السنة" مستعدين للتعامل مع الدولة المدنية الوطنية وتبني خطاباتها السياسية والقانونية ووقائعها الجغرافية, بما يجعلهم ملتزمين بها التزاما سياسيا وقانونيا وثقافيا بعيدا عن التقيد بالإسقاطات الفقهية الدينية عليها, فإن الفقه الشيعي ظل غير مستعد وغير مهيأ وغير متشجع للدخول في عملية التفاعل مع هذه الدولة والمرور إلى ساحة التأثر والتأثير بما جعل من إمكانات تبني الخطاب الوطني المدني أمرا صعبا, ليس تخوفا على - شبه الاستقلال - الذي تحظى به المؤسسة الدينية, وإنما أيضا لأن الابتعاد عن قضية الدولة الوطنية تم بمساعدة التمسك بأممية الإسلام وتجاوز الفقه الإسلامي لحدوده المحلية القطرية أو الوطنية, وهو أمر سيكون من نتائجه التقاطع مع الإملاءات الحدودية لقضايا الدولة الوطنية وما تؤسس له من مفاهيم سياسية ستتقاطع هي بدورها مع تداعيات الفقه العابر للحدود.
ولا بد من الأخذ بنظر الاعتبار حقيقة أساسية وذات تأثير بالغ على بناء المفارقة بين المكونين, فلقد كان التطور في الوسط السني بشكل عام يجري لحساب مؤسسة الدولة على حساب المؤسسة الدينية التي لا تشكل بالأصل ذات الثقل الذي تشكله المؤسسة الشيعية, ولأن العلاقة بين الاثنين ومنذ القديم كانت علاقة تشاركية فإنه لم توجد ضرورة لتطور المؤسسة الدينية السنية بمعزل عن أو بتناقض مع حركة الدولة المدنية. وما عدا الإخوان المسلمين, فإنه لا يمكن القول أن السياق العام قد شهد تناقضا أو خصومة تعيق أو تربك العلاقة بين المؤسستين, الدينية والمدنية الوطنية, اللتان ظلتا تقتربان من بعض بتفاهم لا يربكه تاريخ الخصومة الذي ظل فاعلا على الجهة الأخرى.
على جانب آخر يمكن الاهتمام بعامل التناقض العروبي والقومي بين رجالات السنة العرب ونظرائهم العثمانيين, فبحكم وجودهم المباشر وغير المباشر, في, أو بالقرب من مؤسسات وعقيدة الدولة العثمانية, وبحكم التناقض المنطقي بين مكونات الدولة الإسلامية والصراع على قيادتها أو الاستقلال عنها, فإن التمرد السني العربي ضد الهيمنة السنية التركية كان جرى بإتجاه تعزيز النضال العربي من أجل الاستقلال الوطني, فشهدنا قيام الثورة العربية الكبرى في الحجاز التي قاتلت إلى جانب الحلفاء ضد القريب المسلم السني العثماني, وشاهدنا عشرات المناضلين السوريين وقد تعلقت جثثهم على أعواد المشانق بسبب النضال من أجل الاستقلال الوطني. لكن في ذلك الوقت عينه فإن المؤسسة الدينية الشيعية لم تتوانى عن الوقوف إلى جانب السلطان "المسلم" ضد قوات التحالف " المسيحي", وكان ذلك جرى بضغط من بقاء الحالة الشيعية خارج ميدان التناقض القومي الذي كان أدى إلى ابتعاد المكون السني العربي عن حليفه التركي العثماني السابق, بل ووضعه أيضا في تناقض جعله بدوره أكثر اقترابا من حالة الدولة الوطنية العراقية أو السورية النقيض للدولة الإسلامية العثمانية. أما على الصعيد الشيعي فلم يكن ذلك النوع من التناقض قد دخل على الخط, لأن رجالات الشيعة كانوا أصلا خارج معادلة الدولة القوموإسلامية التي خلقت ذلك التناقض وبلورت بالتالي شكل ووجهة الصراع وخاصة باتجاهه العروبي والوطني.
*يتبع جزء ثالث.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة والسنة.. بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة*
- أحزاب الدين السياسي والنفاق الوطني
- هناء أدور.. الكلام في حظرة الرئيس
- مأزق العراق مع دولة الإسلام السياسي
- مجزرة عرس التاجي.. مجزرة دولة ونظام
- خرافة المائة يوم.. إذا أردت أن تطاع
- الانسحاب الأمريكي العسكري من العراق
- أوباما.. وقضية النملة والبيجاما
- لولا علي لهلك عمر
- الخزاعي ليس هو المشكلة
- ولكن ما هو الإصلاح
- الإصلاح السوري .. بين النية والإمكانية
- سوريا - البحرين .. رايح جاي
- هذا هو رأيِ في رسالتك حول نظرية المؤامرة وبن لادن
- بن لادن.. حيث نظرية المؤامرة هي المؤامرة
- قل ولا تقل.. أبناء لادن وليس بن لادن
- سوريا الثورة.. والثورة على الثورة
- حينما تكون الخيانة اختلافا في وجهات النظر
- يا سعدي.. الوطن وطن وليس فندقا بخمسة نجوم
- بين معنى الوطن ومعنى النظام أضاع سعدي يوسف نفسه


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - الشيعة والسنة بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة – 2