|
عن العلويين والأخوان المسلمين والراعي الكذاب
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 3400 - 2011 / 6 / 18 - 13:34
المحور:
كتابات ساخرة
ـ أخي، يبدو أن " جمعة الشيخ صالح العلي " قد أخفقت في اقناع اخوتنا، العلويين، بأنّ الثورة السورية هي لهم ومنهم وفيهم ؟ ° بل أعتقد أنها نجحت في إيصال رسالتها لهم؛ لأنه كما يقال، فالمكتوب يعرف من عنوانه. ـ ولكن، المعروف ايضاً أنّ من شروط الرسالة أن يكون لها متلق ٍ من المفترض أن يتسلمها. وأكثر ما أخشاه، أنّ اخوتنا من الطائفة الكريمة ما زالوا هم الزبائن، الوحيدين، للفضائيات الرسمية؛ التي تبث أكاذيبها وسمومها على مدار الساعة ؟ ° يا عزيزي، حتى أطفال المهد ما عادوا يصدقون هكدا فضائيات، بائسة. فما بالك بمجموعة كبيرة من السكان، فيهم ما فيهم من مثقفين وسياسيين وناشطين و.. ـ أصلاً، فإنّ هؤلاء الذين تسميهم أنتَ بـ " المثقفين والسياسيين والناشطين "، هم مصدر قلقي وظنوني. ° إذا كنتَ، من ناحيتك، ستختصر طليعة الطائفة العلوية بأمثال أدونيس ونزار ونضال ووفاء وجهاد وخليل، وأشكالهم؛ فأنت مخطيء بكل تأكيد. ـ أتمنى، فعلاً، أن أكون مخطئاً. بيْدَ أن هؤلاء، على كل حال، هم من يظهرون على السطح في هذه الأيام. ° لا يضير جمال وسحر البحيرة، أن يظهر على سطحها رؤوس بعض التماسيح. ـ وما يحيّر المرء أكثر، هو تعمّد هؤلاء التخندق في صفّ الشعب لسانياً، فيما أنّ أرواحهم تخفق في صفّ السلطة. ° ولهذا السبب، أنا شبهتهم بالتماسيح. ولكنّ المسألة لها جذور في تركيبتهم السيكولوجية. ـ كيف، لو سمحت ؟ ° إنهم يمارسون نوعاً من " التقية "، تجاه السلطة والشعب في آن؛ تقية تجعلهم، بحسب تفكيرهم الضيّق، ينالون الرضا هنا وهناك. ـ ومن يجبرهم على فعل ذلك، على أيّ حال ؟ ° مصالحهم أو مخاوفهم أو قناعاتهم أو.. ـ أو ارتباطاتهم، المشبوهة ؟ ° لكلّ وضعه الخاص، ولا يمكن التعميم. ـ أفهم أن يقتنع مواطن بسيط، ساذج، بحكاية السلطة عن السلفيين والمسلحين والفتنة والمؤامرة؛ إنما ما لا يمكن تفهمه، هوَ إقتناع مثقفين مستنيرين، على أساس، بهكذا حكاية متهافتة وسخيفة ؟ ° ولكن، لمَ سنرمي ببيض نقدنا في سلة واحدة، حسب. ـ ماذا تقصد ؟ ° عندما أشرتُ لك، عن مخاوف أولئك المثقفين، فلكي نرى ما لو كان هناك، في الطرف الآخر، من يبررها. ـ الطرف الآخر ؟ أتقصد المعارضة ؟ ° نعم. إنّ جماعة الإخوان المسلمين، وبالرغم من تشدقها بقبول الدولة المدنية، إلا أنها ما فتأت مصدرَ خوف الطوائف السورية الأخرى، غير السنية، ناهيك عن المسيحيين والإيزيديين وغيرهم . ـ يبدو من لهجتك، أنك غير مقتنع بمزاعم هذه الجماعة، الخاصّة بتحولها عن تبني الدولة الدينية ؟ ° لو كانوا صادقين فعلاً، ويريدون طمأنة الآخرين من أبناء شعبهم، فلمَ لمْ يغيّروا اسمهم؛ كما فعل اخوان تونس ومصر وتركية و.. ؟ ـ ولكنهم، كما تعلم، يقومون بدعاية كبيرة لـ " اخوانهم " الأتراك، من حزب التنمية، على أساس أنه حزب نموذجي إسلامي وقدوة للشرق الأوسط كله. ° يا صاحبي، حتى شعار أخوان سورية الشبيه بشعلرات الارهابيين، من قرآن محفوف الجانبين بسيفين، ليسوا على أستعداد ليغيّروه. ـ من تسميهم أنتَ " ارهابيين "، يُعتبرون بنظر الإخوان مقاومة إسلامية. ° أصلاً، إنهم لا يختلفون عن النظام الأسدي من هذه الناحية. إنهما وجهان لعملة طائفية، واحدة. ـ لهذا السبب، إذن، كانوا هم الوحيدين من أطراف المعارضة، من أجرى على مرّ الأعوام الماضية حوارات مع النظام، فضلاً عن مهادنته بحجة دعم غزة ؟ ° صدقني، ما زالوا على استعداد للتفاوض معه، وعقد صفقة مشبوهة بينهما برعاية تركية. ـ على ذلك، فإنّ وجودهم في المعارضة لا يقلّ ضرراً عن وجود أولئك " التماسيح "، الموسومين ؟؟ ° بل أكثر ضرراً. لأن الأخوان المسلمين هم، في واقع الحال، من يجعلون أوروبة والولايات المتحدة على تردّد، بيّن، في دعم الثورة السورية بقوّة وصولاً لإسقاط النظام. ـ يبدو أنّ للنظام " أذرعاً طويلة "، على حدّ تعبير المتحلل السياسي، شريف شحادة ؟ فها هي جماعته في لبنان، 8 آذار، تحرّك علويي طرابلس ضد السنة، لمجرّد أنّ هؤلاء الأخيرين نظموا يوم الجمعة تظاهرة مؤيدة لأشقائهم السوريين، الثائرين. ° بعدما أشعل النظامُ المستبدّ، الأسدي، الحروب الأهلية في العراق وفلسطين ولبنان، ها هوَ يقوم بمحاولة إشعالها في بلده نفسها. وكل ذلك، لكي يبقى في السلطة. والأنكى، أن يقدّم له الأخوان المسلمون الحطبَ اللازم لهذه الحرب، المقبلة. ألم تنتبه معي، كيف كانت صفحات الثورة السورية، المحسوبة على الجماعة، قد خالفت توجّه جميع التنسيقيات، الثورية، باعتماد " جمعة الشيخ صالح العلي "، بتبنيها لما أسمته " جمعة الشرفاء " ؟ ـ أجل، حتى أنّ احتجاجات يوم أمس، في حماة واللاذقية، مثلاً، كانت مصرّة على تبني اسم " جمعة الشرفاء ". ° وهكذا، فإنّ جماعة الأخوان المسلمين التي أوقعت البلاد في حرب أهلية مع النظام، خاسرة، خلال الثمانينات، فإنها اليوم غير مبالية بكون شعاراتها وتكتيكاتها وأعمالها ستصبّ المياه في طاحونة حرب أهلية، جديدة، لا يمكن أن يربحها أحد؛ اللهمّ إلا النظام نفسه المسلّح حتى أسنانه. ـ الأدهى، أن يبدو الديكتاتور، البعثيّ، مثلَ ذاكَ الراعي، الكذاب، الذي كان يوهم الآخرين بأنه يحمي قطيعه من الذئاب الضارية، المتربصة.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمعة الحرامي رامي مخلوف
-
السلفيون يحملون صورَ سيادته
-
جواب السيّد الديّوس على رسالة أدونيس
-
من سيدفن الأمة العربية، الميتة ؟
-
يا أبا حافظ
-
أسد وأفعى وعقرب
-
كتائب الإعلام الشبيحي
-
جيش الإسلام العلوشي
-
طريق بشار إلى الحوار
-
أحمد بياسي؛ حكاية كلّ شهيدٍ حيّ
-
أحمد البياسي؛ المسيح يصلب مجدداً
-
آزادي، هذه المفردة المفقودة
-
واحة للحرية اسمها ركن الدين
-
طريق تل أبيب عبر تل كلخ
-
السيّدة الأولى تنصح سيادته
-
مواطن سوري عادي، جداً
-
خالي يا خالي
-
المعارضحالجية
-
حميرُ الإعلام وخنازير الفنّ
-
أهم شخصية في سورية
المزيد.....
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|