أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - حكمة امريكية .. دع جروحهم تتقيح















المزيد.....


حكمة امريكية .. دع جروحهم تتقيح


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3378 - 2011 / 5 / 27 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انتهاء الحرب الباردة بتفكيك الاتحاد السوفيتي وتفرٌد امريكا بالسيطرة الاقتصادية والسياسية علي العالم مع نهاية القرن العشرين لم يستطع الحكام الجدد ترويض الوحش الاسلامي الذى اوجدوه، رعوه ، دربوه، زودوه بالاسلحة ، و دعموه بواسطة حلفائهم في مصر و السعودية لضرب الاتحاد السوفيتي و تعويقه في افغانستان .
الاسلامجية الذين كانوا ياتمرون بواسطة خبراء المخابرات الامريكية لضرب القوى اليسارية الافغانية، انقلبوا علي مروضيهم و مولوا او ساهموا او نفذوا هجوما ارهابيا مع افتتاح القرن الحادى و العشرين في عقر دار سادتهم ليجعلوا العملاق الامريكي ( المنتشي من انتصارات حرب الخليج الاولي و الفوضى السوفيتية ) يترنح رعبا من المفاجأة ثم يتخبط و يندفع عشوائيا ينكل بشعوب لا ناقة لها و لا جمل فيما حدث له .
بعد حوالي عقد من الزمان اكتشف المارد الامريكي انه قد زاد الأمر تعقيدا فالعراق و افغانستان المنكوبتان باستقبال قنابله و صواريخه و جنوده، تحولتا بالاضافة الي باكستان الي مسارح معارك و عمليات يقوم فيها الاسلامجية المدربين بتفجير انفسهم وترويع البشر لقد تضخم الوحش بقتاله، ففي مقابل كل خلية تقطع ينمو بدلا منها خليتان .. و انفجرت اغلب الشعوب المسلمة تزود الوحش الجديد بافراد يسعون لتنفيذ عمليات استشهادية في كل شبر من الارض وتحولت حكومات عديدة لتصبح اسلامجية الهوية في تركيا اللادينية ، السودان الصومال ..كما دارت معارك مشابهه في اليمن و الجزائر و غزة الفلسطينية .
الشعب الامريكي تخلص من هؤلاء الذين تسببوا في هذا النمو الاسلامي السرطاني، و أتى بطاقم جديد أعلن منذ اليوم الاول انه ليس مضادا للاسلام او المسلمين و ذهب رئيسه للقاهرة ثم تركيا يعد و يصفي الضغائن و يترك الباب مفتوحا لان يسوق وجه اخر للعملاق المهزوز من صدمه فقده لآلاف الضحايا المعتدى عليهم في عقر دارهم لاول مرة في التاريخ المعاصر .
السيناريو الامريكي كما شرحه من قبل اساتذة العلوم السياسية الامريكية ، هو خفض حجم التواجد الامريكي الجسدى داخل مناطق التوتر والاكتفاء بعمل كارنتينة حامية من نتائج الصراعات المحلية التي يجب ان يتم السيطرة عليها بواسطة القوى الاقليمية الغير مشتركة في الصراع ، و التي يفضل ان تاخذ شرعيتها من قرارات المنظمات الدولية مثل مجلس الامن.. مؤتمر الثمانية او الاقليمية مثل جامعة الدول العربية أو تجمعات قارية في افريقيا، اوروبا، امريكا اللاتينية أو أحلاف مثل الناتو . امريكا توقفت عن خوض معارك بجوار احد الاطراف ضد طرف آخر ما دام المنتصر يمكن السيطرة عليه في النهاية سياسيا واقتصاديا لفرض نفوذها، الاستراتيجية الجديدة عدم معالجة الجروح وتركها تتقيح حتي لو كانت لانظمة عميلة خدمتها بتفاني لسنوات طويلة .
امريكا تحمي مصالحها و التي تتلخص في ثلاث نقاط الاولى خفض العجز الاقتصادى الناتج عن التزامات خارجية بحيث لا يتجاوز النسب الصحية لعدم انهيار الامبراطوريات ( كما ذكر بول كنيدى في كتابة صعود و سقوط الامبراطوريات الحديثة خلال 500 سنة ) وذلك عن طريق تمويل الآخرين لمغامراتها العسكرية وبالتحديد اليابان والمانيا و دول الخليج و السعودية .. والثانية استمرار السيطرة علي حركة النفط الذى تنتجه المنطقة لصالح الشركات الامريكية تستكشف و تستخرج و تنقل وتسوق و تستهلك الحصة المحلية في مشاريع وهمية أهمها بيع السلاح لجميع الاطراف مع التحكم في قطع الغيار و الذخيرة لضمان عدم استخدامه الا باوامرها .. والثالثة الحفاظ علي امن اسرائيل وقوتها و قدرتها العسكرية في مواجهة اى مد قومي بالمنطقة، خصوصا ما يتصل بايران .. مصالح امريكا تجعلها تدعم احط انواع الحكومات مادامت تحت سيطرتها و هي في نفس الوقت مستعدة للتخلص منهم اذا شكلوا عائقا امام استمرار الوضع دون تغير.. مصلحة امريكا ، استراتيجية دائمة لا تتغير يمولها ارباب الصناعة والبترول و لا يسمحون باى انتقاص لمكاسبهم ولكن الاختلاف يتم من خلال تغيير التكتيكات فالعصي و الجزرة لدى بوش، اذا فشلت تستبدل بزهور الترحيب لدى اوباما و اضاءة النور الاخضر للاسلاميين كي يمروا بعد تأمينهم الا يزاولوا ارهابا .
من المعروف ان التطعيم ضد الامراض تتم عن طريق ترويض بعض خلايا المرض معمليا ثم حقن الجسد بها لتفرز المقاومة اجساد مضادة تحمي الجسد من الجراثيم او البكتريا المسببة للمرض .. وهذا ما يقوم به اوباما اليوم ففي الوقت الذىيقوم بمحاربة الاسلامجية الارهابين و قتل زعيمهم في زفة اعلامية مقصودة للايحاء بان" القاعدة " اصبحت دون انياب و مخالب، يقوم بترويض عناصر سلفية من خدام السعودية والمسيطر عليهم بالريالات و الدولارات الوهابية وعناصر اخرى" اخوانجية " بعد التلويح لهم بحكم المنطقة متحالفين مع الاسلاميين الاتراك ورجال "حماس " الذين تمسك خيوطهم جيدا اسرائيل .. التلويح الانتهازى الذى تقوم به امريكا لا يعني انها قد انحازت لجانب ضد اخر، فهذا من محرمات السياسة الامريكية وانما يعني " دع جروحهم تتقيح " ومن يفني فليغور ومن يبقي سيكون من الضعف بحيث يمكن السيطرة عليه.
موازين القوى اليوم بالمنطقة لم تحسم بعد، وهي صراع علي الكعكة ومن الذى سينهبها مجددا بعد اقصاء الغيلان الرسميين.. الجميع يتلمظون و يريد كل منهم ابعاد زملاء الامس الذين كانوا السبب في الانتفاضة و هكذا اختفي الشبان و طفا علي السطح حثالة المجتمع من بلطجية و متشردين و عاطلين اطلق كل منهم لحيتة و ازال الشارب و بدأ سلسلة من الدجل الدعائي المدفوع بواسطة هطل السعودية، مدعيا انه مبعوث العناية لاعادة مصر و المصريين الي حظيرة الدين الصحيح و هو عنده نسخ الخطاب الطالباني و اعادة المراة الي خدرها و ارجاع الجزية علي غير المسامين و تدمير الاضرحة و قطع اليد و الجلد الحيواني لترويض الرعية .. هؤلاء ومنهم جامعيون اما انهم يقودون حملة دجل دعائي لابتزاز الجماهير او انهم من الغباء بحيث لا يتعظون بما جرته تراهاتهم علي غزة و السودان و الصومال و افغانستان .
اسلامجية المنطقة تصوروا ان الكعكة اصبحت في حوزتهم وان ما عليهم الا التهامها ، وهو خطأ في التقدير و الفهم لحقيقة الاوضاع فسكان المنطقة اليوم وخصوصا الشباب اصبحوا بواسطة وسائل الاتصال الحديثة علي علم بما يحدث في خارج المنطقة الموبؤة وهم في شوق لعدم استبدال ارهابي بوليسي قومي بلصوص ارهابيون بلحى، يسيطرون علي امل التقدم للمشاركة في الدفع الدائم نحو رقي وتقدم الانسان وفي ان يعيش السكان باسلوب طبيعي يناسب العصر .. الشباب لا يريد تجارب جديدة يكفيهم ما جره علينا عبد الناصر والبعث من تجارب قومية شديدة التخلف ، الشباب يريد ان يعيش في مجتمع تم اختبار اسلوبه فنجح في المحافظة علي حقوق الانسان و ازدهار امكانياته عن طريق الفرص المتساوية اما هؤلاء الاسلامجية المدجنين فلا هم لهم الا اعادة الشىء لما كان عليه و الخضوع لقوى القهر الثلاثية بالمنطقة .
بالامس لفت اخي حامد نظرى الي ان مجموعة من اليهود السلفيون حكموا علي سيدة يهودية بالسجن لثلاث سنوات لانها ادت الصلاة (اليهودية ) في مكان غير مخصص للسيدات .. فلنتأمل قليلا ما يحدث حولنا ان هناك فورة لاصوليى الاديان في المنطقة جعلتهم يخرجون من جحورهم ويجاهرون برجعيتهم ويحاولون فرضها علي ابناء المكان .. تحالف رجعي له ثلاث رؤوس في السعودية، ايران و اسرائيل يحاول ان يفرض قيما تجاوزها الانسان منذ منتصف القرن الماضي والعودة بالصراع الي اسلوب جديد قديم علي ارضية دينية تشعل الحرب بين المسلمين و المسيحيين واليهود بدت تجاربه في لبنان ثم مصر و الخليج صراع ان لم ينتبه لة الشباب صاحب الحق الاوفر في المستقبل فسيقوده المسنين الي التفجير و يكفي ان رئاسة الحكومة الاسرائيلية يقودها نيتانياهو و رئاسة ايران يسيرها الاحمدى والسنة يقودهم حثالة الوهابية .
امريكا ( وفي الغالب اوروبا ) لا ترغب في التدخل الجراحي لاستكمال اندحار القومية لصالح الاسلامجية اوالقوى الديموقراطية و تؤثر ان تتقيح الجروح بالمنطقة بعيدا عن شواطئها و حدودها فلقد خلقت الوحوش من قبل و عانت من استشهاديتهم وعلي الشباب اليوم في العراق و ايران و السعودية واسرائيل و الشام ومصر و الشمال الافريقي و السودان و اليمن و الصومال و الخليج ان يتحدوا لخوض معركة " اكون او لا اكون ".



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلينظر الانسان كيف تطور
- هل يقيم الفاشست ديموقراطية !!
- (الخلافة) غضب الله في ارضه
- الي الاجيال المقبلة
- إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
- الفاشيستية الدينية أخطر من القومية والحرامية
- ليس دفاعا.. عن المتهم محمد حسني مبارك (2 )
- ليس دفاعا عن المتهم محمد حسنى مبارك
- ثانيا ..مصر مستعمرة وهابية
- هذا النظام غير قابل للاصلاح
- نعيب بين اطلال نظام مبارك
- - غزوة الصناديق - 19 مارس .2011
- وطن بديل ..يا محسنين
- هل يؤسس البشرى والجمل لخلافة اسلامية
- سيدى الرئيس .. هل أدوات سلفك مناسبة لك ؟؟
- لا أملك الا.. دموعي
- لماذا يكره فقهاء الدستور .. مصر!!
- اكشفوا، افضحوا، جرسوا من سرقوا مصر
- كابوس أن يحكم مصر عصابة لصوص
- الشعب لم يسقط بعد النظام


المزيد.....




- بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى ...
- أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت ...
- المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما ...
- الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
- ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
- رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
- ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ ...
- لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول ...
- الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
- مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - حكمة امريكية .. دع جروحهم تتقيح