|
مسرحية (الحسين الآن) ولكن ؟
حيدرعاشور
الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 09:10
المحور:
الادب والفن
بعد عرضها على قاعة الفنان جاسم العبودي مسرحية (الحسين الآن) ولكن ؟
حيدر عاشور لم يتفاجئ الوسط المسرحي من عطاء المخرج الدكتور عقيل مهدي وهو يقدم عرضه لخمسة أيام متتالية على قاعة جاسم العبودي المسرحية في قسم الفنون المسرحية في الكسرة والتابعة الى كلية الفنون الجميلة ، مسرحيته الموسومة ( الحسين الآن ) حاول الاقتراب من الواقع ب بأسقاطات عقائدية وشعائر عظيمة مضى عليها قرون من الزمن لكنها تتجدد كل ما مر عليها الزمان من خلال الخطابة والمنبر الحسيني وغيرها من مجالس دينية تذكر بمصاب ابن بنت رسول الله الحسين بن علي ، ولكن الذي حدث على خشبة المسرح من خلال الشخصيات المعلنة أعطى طابعا مغايرا عما يصفه المارخؤن المختصون في شعائر عاشوراء على وجه التحديد كان من الممكن إخفاء سيدنا الحسين كوجه وإبراز صوته الذي جسده الدكتور جبار خماط الذي أجاد العظمة والقوة والثبات والتعالي على المعاصي والشموخ والدلالة المنفردة التي يتمتع بها الحسين وهي الصبر على المصيبة هنا قد يعترض محبي الحسين عليه السلام من الظهور العلني لشخصيته والجدير كما قلنا إن تجسد شخصيته الكريمة بالصوت مع ظهور الجسد وإخفاء الوجه بذات البياض الكاسي جسده على خشبة المسرح الذي يوحي بالسلام عكس شخصية الطاغية المتجدد كما أراده المخرج أن يكون وهو يزيد ابن معاوية الذي جسد شخصيته ببراعة الدكتورخالد احمد مصطفى وهو مركز الرئيس في العرض المسرحي لان شخصية يزيد كان لها أكثر حضورا مما طغت على الشخصيتين الاخريتين في البناء الدرامي للمسرحية لان شخصية يزيد متمثلة في الكثير من المفسدين والطاغين والقتلة في واقعنا الحالي الذي أوهم المخرج المتلقي بان هناك فرصة للخير نأخذها من عظمة شخصية الحسين بن علي التي تواجدت بشكل واضح في نفوس الموالين له ولي ذريته التي كرمها في الأرض وجعل منها مزارا لاافئدة من الإنسان ، وما شخصية يزيد الا زيادة الشر والتبطر مسخها المخرج من التنقلات والمتغيرات للازياء القديمة والحاضرة بل جعل منها تهريجا واضحا لشخصية دموية . إذن حاول المخرج أن يقارن مسرحيا بين هاتين الشخصيتين في خيال مسرحي لفاجعة كبرى باقية في ضمائر الموالين والعاشقين فما شخصية الحسين إلا صراع ثائر ضد القمع ضد ذلك الطاغية المتعجرف فكان الحسين يدعو الناس إلى قبوله بالحق ويزيد يريد أنزاع بيعة بالإكراه فكان المسرح يدور حول هذه الفكرة التي اقتبسها المخرج من بطون التاريخ في زاوية ضيقة تمدد بين السلام والثائر والحقد الدفين الذي يعاني منه امة هذا الرجل العصامي الذي يمتلك كرامات واضحة للأعيان فالله سبحانه وتعالى خصه بالائمامة من ولده وجعل الدعاء مستجاب تحت قبته والشفاء بتربته فشخصية الحسين أعظم بكثير من إن تطرح بفكرة مسرحية من ثلاث شخصيات شخصيتان معروفتان والثالثة هي هند التي تدعي زواجها من الحسين فيختصبها يزيد وهذا ماجاء بالحركة الإيمائية لصورة الجسد المغتصب وهذه الشخصية دعية على الحسين وليس لها ظهور واضح سوى وجودها في مملكة يزيد بن معاوية ، كذلك وجودها غير مبرر بين الشخيصيتن ولكن تخيلها المخرج كحضور نسائي يتوسطهما كتواصل بينهما لتكملت النص المسرحيا ادراميا... نأمل من الذين يرومون تقديم مسرحيات على غرار ذلك أن يراعوا حرمة كائن رحل شهيدا وخلف ملايين من محبيه والمتقربين إلى الله من خلاله . ولكن اتفق من العرض من ناحية وجود الكثير من المشاهد الماسأوية على ارض الواقع يملكون خاصية الطاغية يزيد وقسوته من خلال الانفجاريات والاغتيالات التي تخص محبي الحسين تحديدا والأحداث لا يتناقش عليها اثنين أعظمها الانفجار الذي طال سيدنا الحسن العسكري وعلي الهادي في سامراء كان وراؤها يزيد العصر الحديث الكاره للحق وثائر ليزيد قاتل للحسين وعائلته اما البناء السنغرافي الذي اشتغله الدكتور نجم حيدر وهو الايهام بالمعركة الحقيقية على كرسي السلطة والفوز بالخلافة كانت علامه واضحه يقرئها المتلقي ما أن تفتح الستارة وكانت الاضاءة للفنانان حيدر عدنان وعباس فليح مؤثرة جدا كذلك الموسيقى التعبيرية للدكتور طارق حسون فريد تاثيرها الواضح على العرض اراد من خلالها الوصول إن الشعب العراقي متاثرا بالحسين وكل المعتقدات الدينية فبدأ العرض بموسيقى الكنائسية وتلتها صولات موسيقية تعبيرية رمزية تتوافق والعرض المسرحي بل هي اجمل توضيح للااحدث الدرامية ولاننسى الموسيقى التراثية وهي من توزيع الفنانة زينب صبحي عبد وقبل إن نسدل الستار لمسرحية الحسين الان نقول هي قمة في الاخراج وعظمة في الاداء إن دل ذلك فيدل على سعة الخيال الممزوجة بالموهبة والخبرة .
#حيدرعاشور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الثقافة الموسيقية
المزيد.....
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
-
رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية
...
-
توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية
...
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|