عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 21:13
المحور:
الادب والفن
أتـّهمكِ بأخطر الجَمال : الجمال الذي يجعلني مهددا بالطرد من القطيع ، لأنزوي في ركن حانة ، أو زاوية مقهى : ادخّن سجائري ، محدقا بالدخان الذي يشكّلُ ، وفق تقلّبات الطقس في مخيلتي ، وجهكِ ، فأثبُ من مكاني :
أتنقل ، بخفةٍ ، بين الطاولات . أكسرُ في طريقي حواجز متوهمة : احطّمُ كؤوسا وقناني خمر . أقفز من فوق أسلاك الكلام الشائكة ، متجاوزا الشائعات والصراخ ، لأُحرّكُ يديَّ في فضاء المكان ، كمن يلاحق روحا هائمة ، وصلتْ لتفيض بخوفها على أمان المكان : هي روحكِ التي لا يراها أحد ، روحكِ التي ضاعت بين الأديان والتاريخ والعقائد ..
آه ،
يضحكُ الجميع : يغرقُ الجميع بالضحك ، عندما أشدُّ على قبضتيَّ صارخا : وجدتها ، وجدتها ..
أنظرُ إليهم بإشفاق ، وأنا أمسح عن خديكِ دموعا ظلت تسيل مذ أن تحولتْ إينانا إلى عشتار ، ثم تشعبّت ، وبعثرتها الحضارات بين المدن التي احترقت ، وصرخات السبايا .
ارتّب هندامكِ الذي تعتعتهُ عواصفُ التقاليد ،
وأرفعُ عن جسدكِ الشوكَ ، آثار السياط :
أطردُ كهنة اتهموك بالسحر ، وأمسحُ عن جلدكِ السخام :
أنصبكِ على طاولتي مثل إله غير مكتشف ،
ثم
أنحني لأتلو صلاتي عليكِ ، نيابة عن الخائبين ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟