صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 10:09
المحور:
الادب والفن
رحلة فسيحة في رحاب بناء القصيدة عند الشَّاعر الأب يوسف سعيد
8
وعلى غلاف ديوان : الشموع ذات الاشتعال المتأخر، نقرأ انطباع بعض الشعراء بكلمات موجزة مكثفة تعبر عن مدى ولوجهم إلى عوالم الأب يوسف سعيد في ديوانه المفعم بتجليات الإبداع.
يقول وديع سعادة:
"يكتب كمن يصلّي لله والإنسان بلغة فيلسوف ميِّت من السكر، كأندريه بروتون، تحت نخلة عراقية أو كسلفادور دالي يقيم قداساً".
بينما محمد علي شمس الدين يقول:
"كأنّ المصهر الذي تنصهر فيه أدوات هذا الشعر مركَّب من لغة وصورة ذهن في آخر تطوّراتها، ودونما المرور بأية محطّة للغناء، أو الوجدان أو الحكاية أو الاشراق .... وهي عدّة الشاعر الشرقي على العموم".
وأمّا صباح خرّاط زوين فيرى الأب يوسف سعيد:
"يستقر على الرابية، لا يهتم لالتصاقه بالقمّة أو بالله كما في الحالات السلبيّة الشعرية القصوى، لا يطمح إلى الصعود كما لا يقع في تجربة النزول".
في حين يوسف بزّي يرى أن الأب يوسف سعيد:
"يتمتّع بطوباوية حارّة تشبه الرسم المسربل من الفضاء حيث يتبيّن من قصائده شرود جامح نحو شروق الله والوطن من عبثيات الأشياء وانتظامها"!
ويقول جو الحاج:
"الأب بوسف سعيد يتلو عظّته شعراً ويحكي مع رعيته شعراً ويناجي ربّه شعراً، حتّى انّك لتراه ولا تراه يتنفّسُ شعراً في رعشات صافية".
ومن أجواء هذا الديوان، ومن قصيدة: الموصل، نقتطف إليكم هذه المقاطع الشعرية:
" فيها نار تتقمّص روحاً كبريتيّة،
فيها حضارة متباعدة
يلمع اسفينها الأخضر كحجرة ساقطة من نيزك
صبائحها تتقمّص لون البنفسج
غاباتها تداعب حشرات لامعة
جدارنها تتنفّس رحيق الطحالب
أهدابها الوردية تستقطر خلاصة رحيق الزعفران ..
الموصل اخصابٌ مبارك
طائرات ورقيّة ملوّنة
رغبة معلّقة فوق جسر العصور
الموصل، النظرة اللامتناهية لمسيرة الأفلاك
جذور ملوّنة في غيمة الصباح
تغتسل جسدها برغوة الربيع
شاعر مخضّب بالخيال الجامح، تتوهّج تجليات الأب يوسف سعيد، يستوحي من نشيد الأناشيد من سفر الرؤيا قصائد شعرية عذبة فيها تدفُّقات شفيفة وعذبة، تغفو فوق نصاعة غيمة وتزدهي بالسموّ والصفاء كأنها بخور الحياة، ينقلكَ إلى عوالم فسيحة، قسّم الديوان إلى اثني وعشرين فصلاً، كل فصل عبارة عن نصّ شعري متدفّق بالصور الفياضة وتوق عميق إلى مروج الروح!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟