أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الأطرش - المستبد يخاف الحمام الزاجل














المزيد.....

المستبد يخاف الحمام الزاجل


محمد حسين الأطرش

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المستبد يخاف الحمام الزاجل
كثر الذين تلقوا بدهشة تناقل وسائل الإعلام خبر المرسوم رقم 45 الصادر عام 1966 والقاضي بتجريم تربية الحمام الزاجل تاركا لوزارة الدفاع في الجمهورية العربية السورية سلطة التمييز بين الحمام الزاجل وغيره. كثر أيضا هم الذين ضحكوا ومعهم حق. ألا يقال: شر البلية ما يضحك.
لكن إسمحوا لي أن أقول لكم بأن السلطة التي تجرم تربية الحمام الزاجل إنما هي سلطة تعرف ماذا تفعل بدقة متناهية دون إغفال أي كوة صغيرة أو كبيرة يمكن لها أن تصيبها في مقتل. نعم يمكن أن تصيبها في مقتل! كيف ذلك؟
يدرك المستبد أنه وأجهزة أمنه يستطيع السيطرة على كافة أنواع الإتصالات سواء من خلال وسائل الإتصالات المعروفة آنذاك كالبريد والتلغراف أو بواسطة الإضطلاع على الرسائل البريدية المرسلة إلى أشخاص بعينهم. كما يدرك وهو المسيطر على كافة منافذ الدولة البرية والبحرية والجوية أن ما من شيء يخيفه يمكن تسريبه من خلال تلك المنافذ. ولأن المستبد بطبعه إنما يخاف أشد الخوف من المعلومة سواء بتسريبها للخارج أو تهريبها للداخل فإنه كان مدركا أن الأمر الوحيد الذي يخرج عن سيطرته هو القدرة على السيطرة على وسيلة الإتصال عبر الرسائل التي يحملها الحمام الزاجل. لذلك كان هذا المرسوم الذي يظهر إلى حد بعيد ذلك الخوف المترسخ لدى المستبد. أجل المستبد يعيش مع خوفه الدائم وفي ذلك يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الإستبداد " إنَّ خوف المستبدّ من نقمة رعيته أكثر من خوفهم من بأسه؛ لأنَّ خوفه ينشأ عن علمه بما يستحقُّه منهم".
وبالطبع تساءل الكثيرون لماذا المستبد والأجهزة التابعة له ما زالوا محتفظين بهذا المرسوم حتى اليوم وبعد أن أصبحت وسائل الإتصال والتواصل تتم بسهولة ويسر في ظل الإنترنت وما أدخلته للمجتمع من قدرة على التواصل والإتصال؟ السؤال أكثر من مشروع لكن الإجابة عليه بسيطة.
الجواب أن السلطة المستبدة بقيت تفكر بنفس ذهنية الفترة التي صدر فيها المرسوم لذلك لم تتنبه يوما بأن الحمام الزاجل صار موجات ضوئية تنتقل عبر ألياف دقيقة لتنقل الصوت والصورة دون عناء مغادرة طاولة المكتب وأحيانا كثيرة صار الهاتف كاميرا محمولة وآلة تسجيل وجهاز إرسال. علينا إذا أن نشكر المستبد على إقامته في عصر الحمام الزاجل وإلا اما رأينا ربيعا عربيا.
صحيح أن المستبد العربي قد تنبه لحجب بعض المواقع التي استفزته لكنه بقي جاهلا بأن تقنيات كثيرة تتيح لنا الوصول إلى ما نريد. نعيش ربيعا عربيا بفضل ذلك.
محق برنارد شو بالقول: "الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير أي شيء"
للتأكيد على ذلك ولتعرفوا أن الكثير من قوانين المستبد صارت تبدو غبية قاصرة النظر عليكم بمراجعة العديد من القوانين التي تمنع التجمع في جماعة تزيد عن شخصين أو أكثر، وهي قوانين موجودة في غالبية الأنظمة العربية، في حين أنه بات متاحا للكثير منا أن يجتمع مع الآلاف دون أن يغادر بيته يتبادل وأياهم كافة المواضيع.
محظوظون نحن بالمستبد ومراسيم حمامه الزاجل لأن الحمام الزاجل الذي نطلقه حاملا الرسائل عبر ألياف الآنترنت صار يحمل لنا الأمل بربيع دائم.



#محمد_حسين_الأطرش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تخيفوننا بالإسلاميين
- فخامة الرئيس بشار الأسد
- الأقليات تحمي الدكتاتوريات
- نموت ويحيا الأسد
- الأسد يرسب بامتياز
- إخلع عمامتك يا مفتي حسون
- يوم أمهات سوريا
- مجرد هلوسة
- وقاحة قذافية
- الدولة لا دين لها
- -لا صوت يعلو فوق صوت البندقية-
- متى يُستآصل الأسد وأمثاله؟
- أمريكا فاسدة أيضا
- إدوارد سعيد إرهابي
- صحفي ... إذا تستحق القتل!
- الأطفال... رزقهم ليس في السماء
- البرادعي وآلتون جون خطرين على مصر
- باسم الإسلام: أجراس المدارس لن تقرع
- دعما لسميرة سويدان: جنسية الأم حق للأولاد
- حُمّى المساجد أصابت الرئيس الجزائري


المزيد.....




- ترامب: روسيا عرضت تنازلا كبيرا عبر عدم احتلال أوكرانيا بأكمل ...
- هل يتحرك نتنياهو بمفرده عسكريا ضد إيران؟
- هل يكون زلزال إسطنبول الأخير مقدمة للزلزال الأكبر المنتظر؟
- الجيش الإسرائيلي: مقتل قائد دبابة بنيران قناص في معارك شمال ...
- إطلاق نار على الحدود اللبنانية السورية ودمشق تتهم -حزب الله- ...
- وزيرا الطاقة الروسي والنفط الإيراني يضعان إكليلا من الزهور ع ...
- واقع مرير خلَّفته الحرب في كهرباء السودان
- طفل مصاب يستغيث وسط ركام الموت في غزة
- -مقاومة كشمير-.. فصيل مسلح ولد بعد إلغاء الحكم الذاتي
- ترامب يهاجم جامعة هارفارد ويتهمها بالتطرف


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الأطرش - المستبد يخاف الحمام الزاجل