ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3328 - 2011 / 4 / 6 - 11:51
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تتردد أصداء هذا السؤال أعلاه ، لدى الكثيرين من الأشقاء العرب ، وكأن في سؤالهم هذا لمسة عتب على عموم أبناء المجتمع السوري ، الذين لا حول لهم ولا قوة حتى الأمس القريب .
أما اليوم ، ومع انطلاق فجر ثورة الكرامة في 15 مارس ، تغيرت الرؤية ، وتغيرت معها الكثير من الانطباعات والمفاهيم التي كانت تنظر للسوريين بقلة ذات اليد والحيلة ، وهم الذين ابتلوا بلعنة التوريث ، وقبل ذلك بلعنات الاستبداد والقمع ، منذ أن جرى اختطاف سورية من قبل عسكر البعث ، قبل خمسة عقود .
ألم يكن حرياً بالسوريين إطلاق ثورتهم قبل كل العرب ، لا سيما وأنهم نالوا من القمع والقهر ، ما لم تنله معظم الشعوب الأخرى؟.
فلماذا إذن تأخر قطار الثورة السورية عن الإقلاع ؟ الجواب عن السؤالين السالفين ، يقتضي منا الإشارة إلى حجم القمع والكبت الذي مارسه نظام الأسد ضد الشعب السوري ، فلا نبالغ إذا قلنا ، إن الأسد الأب الذي لازال يحكم سورية من قبره ، استطاع بطغيانه أن يقتل روح المبادرة لدى ملايين السوريين ، وقد تجلى ذلك بصمتهم المريب على نقل السلطة لنجله الوارث لعرشه .
فالشعب السوري لا يلام على صمته ، لكنه يلام إذا لم تؤت ثورته أكلها ، أي إذا ارتضى لحفنة الإصلاحات التي يتصدق بها النظام في محاولة يأسة منه لإطفاء جذوة الثورة المتقدة ، وهو ذات النظام الذي ظل حتى الأمس يتهكم على قلة النضج العقلي لدى الشعب السوري.
لهذا كله ، لا نستطيع القول ، إن الثورة السورية تأخرت عن موعد انطلاقها ، فالربيع السوري جزء من الربيع العربي ، وإن كانت سورية بتاريخها الحديث ، لها قصب السبق على غيرها من الدول العربية في إذكاء روح الثورة ، لا يضيرها اليوم أن تسلتهم هذه الروح الأبية من أشقائها .
فالهدف الأخير من الثورات العربية ، تحقيق التغيير الذي يرتضيه الشعب ، وهدف الثورة السورية لا يقل في مقداره عن أهداف الثورات الأخرى في بلوغ التغيير الذي ينشده الشباب .
وهذا التغيير لا يتم من دون تضحيات كبيرة يقدمها الشعب كضريبة مستحقة لسنوات الذل والحرمان في سبيل استعادته لحريته وكرامته ، ولعل التضحيات الجسام التي قدمها الشباب السوري في كل المدن والبلدات ولازال يقدمها ، من أولى معالم الطريق نحو التغيير والحرية .
طالما أن الثورة السورية لم تتأخر ، فإن التغيير لن يتأخر أيضاً ، طال ليل هذا النظام الفاشي أم قصر .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟