أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد مسّلم - سوف حتى الانحناء الأخير














المزيد.....

سوف حتى الانحناء الأخير


أحمد مسّلم

الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 17:19
المحور: الادب والفن
    


تبدت غيمة هذا الصباح ترافقها زخات من مطر متأخر، لا أدري من أقنع المطر أو صاحبه بالسقوط ولم
أسأل، لأن زخات المطر التي سقطت لم تبلل شقوق وجه ذاك الصبي الغائب الذي يجلس بباب الخيمة، ولم تشبع فضولي بالسعي خلف السبب، لكنها كانت كافية بأن تمنحني بضع أمل .


تمر دقائق الاعتصام بطيئة بطيئة لتسقط معها قيمة الوقت وترتفع أسهم الإرهاق، هو الإرهاق يبعدنا عن الأحلام، مهما بدت تلك الأحلام قريبة، اليوم وفي الذكرى التاسعة عشر لخروجي من بيت أبي حاملاً حلمي إلى التحقيق
أرى أنها كانت أحياناً ممطرة وأحياناً متعبة وأحيانا أخي سخيفة، لكنها كانت دائماً زاخرة بالهواجس.


في الاعتصام وتحت الخيمة الخضراء قد تحدثك البلابل وقد تضاجعك الغيوم وستسمع وترى أكبر مخاوفك أمامك، سيسري البرد إلى أعماق جوربك المبلل بالمطر، وستعلم أي هجرات هي من هاجرها المرحلون في منتصف عصر الانحطاط، ستكتب انك كنت أحمقاً لما خرجت ولما أخرجت ولما خرجت الفكرة لكنك وفي كل الحالات ستنتظر، الانتظار هو سيد كل المواقف التي ستمر عبرك في الخيام .


"سوف يأتي المحملون بالهم، آكلي الجرد، وسيأتي المحبطون من تكدس الرمل في مسام عيونهم، لم تنتظر جوليا موت الرماد حول ربيعها ولم تنتظرهم أكثر، فهم في الطريق إلى محيط ربيعها قادمون" .


تتوحد الدقائق مع نفسها كخاتمة
تنتثر الرمال فوق أوراق الربيع
ليرجع الشتاء على رؤوس الأحصنة
سينتفي مني الحنين قريباً ..
لو كانت شعوب الأرض يقتلها الفراغ ..
شعبي سيصحو ... من كومة آفات الفراغ الماجنة


سوف تأتيني الغيمات بكل أنواع الرجال، الخجول والشجاع والكسول والمنفر والجميل، سيأتي الطويل منهم وقاطع الأفكار المستنير، والمنير، وكذا سوف يحضرني المنور، كلهم عادوا وسيحضرنا الإله ويحرسنا القمر .
هكذا أعزي تفتق بنطالي وأذكركِ يا جولي يا عقد الفراغ المثمن لتوهج الضوء فوق السحاب، يا امتداد النور الذي يمنحني السكون في "لوحة فادي" يا غجرية القرن أحادي النظر.


مدينتي تبعد عشرة آلاف متر عن ساحل البحر
المراكب المحملة بالبخور وبالنساء .. وصلت
الربيع الملحمي يعطر الوطن بأنغام الياسمين
وياسمين جديد وصل أيضاً بالمراكب
والطريق طويل جداً..
تفتق بنطالي حتى يكاد يظهر عورتي
ألا أسرعي بترك ميناء الرحيل .. وأقبلي
لو كان ربيعنا من ياسمين حلوتي !!
فالصيف أقبل من ذهب ..


جوهرتي الغالية.. مع اقتراب موعدنا لا أدري بأي صيغة مخاطب سأخاطب نفسي، فمع تقدم الصيف ومع امتزاجه بالعرق المخضب بالمطر الهجين يتشقق قلمي وتصبح الرؤيا متعذرة لقلة ساعات اللقاء معك في احلام الفراش، وكما تعلمين أن الجفاف يلوذ مع تأملاتي بالفرار فلا أفكر في الصيف الا بركوة الجسد على خرير عين حورية تبلل لي أطراف ريشتي كل صباح قبل تبخر الندى عن كاحليها، فلا تدعيني أهيم بكي بغير زيارة .


جارة خيمتي تركوا الخيمة كلهم، حتى أعدائها، تركوها لنسيان والعدم، تركوا تفاصيل الحياة تمر من فوق ركائزها مخلفتاً لنا بعض الغبار وبعض التراب، ربما كانت تفاصيلهم يا جوهرتي مقنعة وربما كانت صواباً، وكن أنا من أخطأ منذ البداية في تهجئة حلمه، فجلس تحت العنوان الخطأ، لكني خرجت يا حلوتي ولن أعود ولن نعود حتى تصل قوافل النساء من هناك، من حيث يصنع الفجر، وتغفو الشمس، من صوب رحم البحر الذي يصنع الملائكة والرجال والنساء الماجدات، ذالك الرحم البطل.


جولي يا ابنة قلب ضاق حتى ما كفته الأرض والسماء اتساعاً لضيقه، يا جارة الحزن الذي عشش حتى بات يحار بالتعريف عن نفسه يا ربيع الروح في كنف الرفيق ..
تحيتي حليتي فأنا وأنت كنا يوماً ما ضحية .



#أحمد_مسّلم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة .. عام الياسمين
- قصيدة رؤيا سحابة


المزيد.....




- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد مسّلم - سوف حتى الانحناء الأخير