طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 14:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلمات
-367-
طارق حربي
لماذا يسعى الجلبي إلى إرسال متطوعين عراقيين إلى البحرين!؟
وزعت "اللجنة الشعبية لاسناد شعب البحرين" بزعامة أحمد الجلبي (رئيس حزب المؤتمر العراقي) استمارات دعت فيها الشباب العراقي للتطوع لنصرة الشعب البحريني!، شباب ملآوا الاستمارات وآخرون أبدوا رغبتهم في القتال هناك نيابة عن الشعب البحريني، ضد النازية الوهابية وظهيرها الأجهزة الأمنية البحرينية.
ومرة أخرى تثبت الطبقة السياسية العراقية أن العمق العراقي مايزال في خدمة الأجندات الإيرانية، انطلاقا من ثوابت طائفية وقوة الولاء لإيران وتمثل أوامر الولي الفقيه، عبر الدعوة إلى تسيير قوافل الشباب العراقي الجائع والمشرد واليائس، ليدفع روحه ثمنا على أراضي الآخرين، مع احترامنا الشديد لقضية الشعب البحريني العادلة، مثلما كان العراقيون من قبل وقودا لحروب عربية في فلسطين والجولان حتى امتلأت تلك الدول بمقابر العراقيين الأبرياء .
ومن جهة ثانية فإن دعوة الجلبي تأتي في سياق التصريف الخارجي لتراكم الفشل الذريع في حكم العراق وإدارته، ويعد الجلبي نفسه أحد العرابين الأمريكيين من أصل عراقي، الذي أصبح حلقة وصل بين المشروعين الأمريكي والإيراني في العراق، ومنفذا لأجنداتهما على حساب العراق وسيادته وأرواح ابنائه الذي يفترض أن يكون أمينا عليها.
كان حريا بالجلبي لافتح باب التطوع للموت على أرض البحرين، أو أي أرض عربية أو أجنبية مهما كانت علاقة الشعب العراقي التأريخية أو الطائفية بها، لكن دعوة الشباب إلى ساحات العمل والبناء والابتكار والاستفادة من الطاقات لإعادة بناء العراق، إن تصريف الفشل إلى الخارج له أكثر من دلالة في أحداث الجمع الأخيرة والتظاهرات التي عمت العراق، فقد لوحظ كيف أن رئيس الوزراء نوري المالكي، قبل أن يأمر بقطع الطرق وحظر التجوال واستخدام الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين وخراطيم المياه، اتهم المتظاهرين بالبعثيين والارهابيين والمندسين وماإلى ذلك من هراء الرئيس وزعامات حزبه!، لكننا لم نلاحظ أيا من تلك الفعاليات خلال التظاهرات التي اندلعت يوم الجمعة الماضية، حيث تضامن فيها المتظاهرون العراقيون في بغداد وعدد من المحافظات مع شعب البحرين، بما يعني أن الحكومة العراقية تسمح بأي تظاهرات واعتصامات وتصريف غضب الشارع إلى الخارج، لكن لاتسمح بضغط الشارع على الحكومة المستمرة في فسادها وتخلفها وسرقاتها، بل إن الحكومة لاترضى حتى بمحاولات نقدها وتقويمها!
وتأتي دعوة الجلبي اليوم في سياق العمل على إحدى صفحات الإبادة الجماعية للشعب العراقي، اتصالا بدعوات المقبور خلال العقود السابقة للعراقيين، للتطوع من أجل مقاتلة الاستعمار والصهيونية والرجعية!، وعلى الشباب أخذ الحيطة والحذر من هكذا دعوات للقضاء عليهم في ساحات دول بعيدة ورفضها جملة وتفصيلا، وكان يمكن الاكتفاء بالتعبير عن التضامن مع الشعب البحريني بالتظاهر أو جمع التبرعات وعقد الندوات، دون الدعوات العلنية لتنفيذ مخططات إيرانية مشبوهة لسفك المزيد من الدماء العراقية على أراضي الغير بلا سبب.
20/3/2011
[email protected]
www.summereon.net
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟