أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل تومي - سأبقى معارض














المزيد.....


سأبقى معارض


نبيل تومي
(Nabil Tomi)


الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أكن مع أية سلطة على مـا اذكر منذُ يوم وعيتُ ، لا بل حتماً قبل ان أولد حيث كان مشروع والدي في الحياة هو المعارضة من الدرجة الأولى لـما نالهُ من قهر وأضطهاد وفقر وابعاد وفصل وتعذيب ٍ ، أيام الملكية البائدة وأيام البعث المقبور في مرحلتيه الأولى عندما اسموا أنفسهم بقطعان الحرس القومي الذين أفلتتهم الدوائر الأستعمارية وأذنابهم من حكام العرب الرجعيين لوأد ثورة الشعب الخالدة في الرابع عشر من تموز ، والثانية عـندمـا أزاحوا سلطة عارف الثانية وخدعوا الشعب العراقي بتجميلهم لوجوهـهم الكالحة وتغيرهم لأساليبهم السابقة ، ولكنهُ ( آي والـدّي ) أصـّرعلى البقاء في الصف المعارض لآخر يوم من حياته القصيرة جداً ، التي أنتـهت بحادث السير مصطنع أودى بحياته ( أصـّر أن البعث حزب فاشي لا يمكن أن يتغير ) .
فلهذا نشـأتُ على نفس المنوال ، أو ربما حصلت على هذه الصفه بالوراثة ، فلم أختر في حياتي سوى الطرف الأكثر ضعفـاً من طبقات المجتمع وبتالي رأيت نفسي في صفوف المعارضة على الدوام مذ ذاك الحين . وكان علـّي بعد تقدم السن أن أعرف سبب هذا الموقف والبحث عن الدوافع الحقيقية والجادة في موقفي الصارم ضد السلطات المتعاقبة على حكم العراق ، الكثير من الاسئلة كانت تدور في هذا المحور والمعادلة الغريبة بعض الشيئ حيث تـُـوقظ الأحساس لديّ بأن الضعفاء هم الأكثر وهم المستغلون من قبل الأقلية الحاكمة والمتنفذة ولهذا كان أختياري من الاصحاب والأصدقاء يـأتي على نفس المنوال ، كنت أتقرب إلى أكثر الطلبة ضعفـاً وفقراً ... وتعلمت بأن الكثرة الضعيفة تصبح هي الأقوى عند توحدهـا وكنت أتعجب من السبب في أختياري للناس والأصدقاء ، هل كان بمحض الصدفة أم كانوا لهم من المسوغات والمشتركات التي تتلائم مع وجودي القائم على حب العدالة والمساواة .
في بعض الأحيان استغرب من نفسي ومن الأخرين أمثالي هل أننـا مجانين بوقوفـنا معارضين بوجه السلطات التي تملك كل الحقوق وبيدهـا القوانين كل القوانين لا بل هي التي تسنهـا لتلبي مصالحهـا وحاجاتـها ، وهي التي تقوم بدور الآمر والناهـي وتمسك بيدهـا مفاتيح الجنة في السماء والأرض ، كان من الممكن أن نختار ذاك الطرف ونحظى بالحياة الكريمة وهدايـا السلطة ... وهي التي مـكنت الكثيرون من التطاول على الآخرين واشعرتـهم بالسطوة والقوة .... مـا الذي جعلـنا نـحن نرفض كل تلك المغريات والمزايا والثمار المقدمة لـنا على أطباق من ذهب رغم بؤسنـا وشقـائنا وفقرنـا ومحاربتنـا في حياتنـا التعبـة و الصعبة .
تتغير السلطة وتتغير معهـا أمزجتـنا ونتوسم خيراً بهـا علهُ تصلح مـا أفسدته الزمرة التي سبقتـها إلى مزبلة التأريخ .... ونبدأ بنـسيانهـا و نهرول خلف هذا الجديـد وندفعة إلى الأفضل ونساند خطاه ونعبـد الطريق من حوله كل ذلك من أجل التخلص من ان نبقى في الصف الذي تعودنـا الوقوف معه ونقنع أنفسنـا بأنهُ هذه المرة سنغادر فصيل المعارضة إلى فصيل العمل والتقدم والمستقبل الافضل ، آملين أن نرى بعضا من أحلامنـا أو أحلام آبائنـا تتحقق ، ثم نسعى ونسعى ندفع وندافع وإذا بالسلطة الجديدة قـد تقـّوت عظامـها تعلمت من أين تؤكـل الكـتف ، وأول صيد تجربه هو فـيـنـا ، ونبدأ بالتـقهـقر والعودة ثانية إلى حيث كـنا في صفوف المعارضة ... سلطات لا تستحي فهي بمجرد ان تؤكـد وجودها وثبتت اساس بقائها تكشف عن أنيـابـها ومخالبـها وتبدأ بنهـش أجساد المعارضين من أبناء الشعب .
أمـا نحن فنقف خلف الأسوار وبعيـداً في حدائق الأغتراب ملوحين ومنشدين وصراخـنا يصدح بـيسـقط يـسـقط هـذا ويسقـط ذاك يسـقط فلان و يسقط عِـّلان . إلى مـتى ؟



#نبيل_تومي (هاشتاغ)       Nabil_Tomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخجل منكم أيها القادة العرب
- اليوم العالمي للمرأة
- ألوم نفسي
- مقهى الخميس الثقافي يستضيف الفنان عبود ضيدان
- فضائيتان في أمسية الشاعر خلدون جاويد
- تمثال للشهيد بوعزيزي
- الشاعر خلدون جاويد
- اللقاء التأسيسي لمقهى الخميس الثقافي ستوكهولم
- أعلان عن مقهى ثقافي -أستوكهولم
- حان وقت كنّس الطغاة
- الفضائية اليسارية ... ملف مفتوح
- حول نصب المناضل توما توماس
- ثورة تموز الفرصة الضائعة
- ليتحد الشعب ضد المختلفين
- الكشف عن الفاعلين
- صراع الديكه العراقيين
- عيد العمال أم عيد العاطلين
- العراقي أرخس رأسمال
- ماذا يريد الشعب
- يوم المرأة العراقية والأنتخابات


المزيد.....




- كوريا الشمالية تفتح أول وجهة سياحية للسياح الغربيين.. ألق نظ ...
- مسؤولة أممية: تصريحات ترامب عن الفلسطينيين في غزة تطهير عرقي ...
- بين وعود ترامب وطموحات بوتين.. هل باتت أوكرانيا خارج الحسابا ...
- بسبب لكمة قوية.. وفاة الملاكم الأيرلندي جون كوني
- كيف يمكن لأثرياء أفريقيا المساهمة في خدمة الصالح العام؟
- بيان من محلية الحزب في النجف.. يا أبناء شعبنا العراقي.. يا ج ...
- الدفاع الروسية: صد 3 هجمات مضادة في محور كورسك خلال يوم وخسا ...
- ناقلة محملة بالمازوت تتعرض لحادث في ميناء قرب بطرسبورغ
- -برق مفاجئ-.. تدريبات للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والج ...
- حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل تومي - سأبقى معارض