يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 20:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثر احداث الاسابيع الاخيرة ، والتظاهرات الشبابية ، التي ارغمت حكومة المالكي على اجراءات لم تكن تريد تنفيذها لولا ضغط التظاهرات السلمية المتصاعدة ، واذ لمست موقف الحزب الشيوعي المؤيد للتظاهرات السلمية المطلبية ، وقد عكست ذلك بوضوح افتتاحيات "طريق الشعب " صحيفة الحزب المركزية ، وبيانات قيادته ، فأن الحكومة المحلية في بغداد ، وبأيعاز من " فوق " ، قامت بأرسال مفارز شرطة إلى مقري الحزب الشيوعي في الأندلس وأبي نؤاس، حاملين أمراً بأخلائهما، وقام الحزب الشيوعي بالتفاوض مع القوات التي جاءت بأوامر من " فوق " ، وتم التوصل معهم بشكل أولي إلى إعطاء مهلة أسبوع لتسوية هذه المسألة مع الجهات المعنية بالامر
وليس سرا ان هذا الاجراء الغريب ، يعبر بكل بساطه عن موقف سياسي للجهات الحكومية التي تقف وراءه ، اثر التظاهرات التي جرت في بغداد وبقية المحافظات وموقف الحزب الشيوعي المؤيد لها ، أنطلاقا من موقف مبدئي لحزب ذو تاريخ عريق عرف بمواقفه الدائمة بالوقوف الى جانب مطاليب الشعب العادلة
المعروف ان الحزب الشيوعي العراقي يشغل هذين البنايتين وفق عقود ايجار ، ويدفع مبالغا باهضة مقابل ذلك ، والمعلومات من مصادر مطلعة تشير الى ان الجهات المعنية في الحزب الشيوعي العراقي كانت تبذل جهود لتقليل حجم الايجارات ، وثمة مكاتبات رسمية موثقة حول هذا الامر ، فأوامر الاخلاء المفاجئة هنا ليس لها الا معنى واحد ليس لصالح الجهات التي تقف خلف اصدارها
لاكثر من مرة ، وفي اكثر من مناسبة ، تم الحديث عن البنايات الحكومية التي تشغلها احزاب سياسية ، هي الان في موقع السلطة، فلماذا لا يتم مطالبتها بالاخلاء الفوري او بعد حين ؟ ولماذا امر الاخلاء يتعلق بالبنايات التي يشغلها الحزب الشيوعي العراقي فقط ؟
الامر لا يحتاج الى فذلكة كلامية ، وجهد لكي نقول انه اجراء عقابي ضد الحزب الشيوعي ، بسبب موقفه من التظاهرات ، او للضغط على قيادته وقواعده ليخفف من درجة تاييده للمظاهرات المطلبية
ثم ومن اجل تنفيذ امر الاخلاء اليس الاجدر بالحكومة العراقية الديمقراطية العادلة ان تعيد للحزب الشيوعي العراقي ممتلكاته التي سبق وصادرها النظام الديكتاتوري المقبور ، والتي لحد الان ، كما تشير المعلومات لم يتم البت في امر تسليمها للحزب الشيوعي صاحبها الشرعي ، حتى يمكنه الانتقال اليها ؟
قليل من الخجل والحكمة يا " فوق " ، والا فأن الناس ستطالبكم قريبا باخلاء كراسيكم
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟