|
القذافي .. تحليل نفسي متواضع
عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 15:04
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في السبعينات زار القذافي موسكو لعقد صفقة شراء أسلحة من الإتحاد السوفييتي ، طلب من الكرملين شرط أساسي لتوقيع العقد بأن يحضر مأتم أسلامي في أحدى شوارع موسكو ، أستغرب القادة الروس من هذا الطلب ، لكن رجال ألـ ( K.G.B ) لم يستعصى عليهم طلب القذافي ، دبروا مأتما صوريا لعائلة مسلمة في أحدى ضواحي موسكو ، وبالفعل ، حضر العقيد القذافي المأتم وجلس في المجلس لمدة ساعة ، وبعدها وقع العقد !!! ومن كتابه الشهير ( الكتاب الأخضر ) نختار هذه الجملة كمثال عن التشفير المعقد ( الأنفصامي ) الذي يكتنف كلامه ، من الفصل الثالث نختار تعريف العائلة : فالأسرة بالنسبة للإنسان الفرد أهم من الدولة الإنسانية تعرف الفرد "الانسان" والفرد "الانسان" السوي يعرف الأسرة .. والأسرة هي مهده ومنشؤه ومظلته الاجتماعية ) هذا هو القذافي ( الجنرال المعتوه ) بالشخصية المرقطة التي تعتبر من أغرب طغاة التاريخ ، ممثل الأوليغارية أو حكم العائلة في البلاد العربية ، طاغية الخراب الممتد من تلك اللحظة التي فكرت بها السيدة العجوز أن تبدل الخريف ربيعا !! من الصحراء أنتقل القذافي للمدينة ، عبر أطوارا من التحولات العضوية والغير العضوية ليصبح إلها فيما بعد ، كان يملك قدرات خارقة في حمل هذا الشعب نحو الأرض السعيدة ، وكان يقنعهم بأن يجذفوا في سفينته عشرات الأعوام ، نحو الوهم الذي رآه في عقله فقط ، كان الشعب يجذف ولاشيء معه صورة القذافي مشيرا للبعيد بيديه ( هنااااااااك ) !!! .. العقيد القذافي كان مكارثيا مارس الترهيب الثقافي والفكري على شعبه بأبشع صوره ، فكانت القذافية هي جزء لا يتجزأ من حياة الشعب الليبي .. شخصية القذافي معقدة وتستلزم بعض المهارات الإضافية في التحليل النفسي ، شخصية ذات طابع نرجسي ملوث بسمات ممزوجة بين بارانويا وسايكوباثيا واضحة ، النرجسية عند القذافي تتمحور في نقطة أنها تتحرك دائماً في مسارات غير تكيفية فهي لا تحمل قبول لأحد لأحد بل تبحث عن اللذة الشخصية دون مراعاة مشاعر أو احتياجات الآخرين ، عبر خلق عالم ذاتي خاص ومن ثم نقل هذه الذاتية نحو العالم الخارجي ، النرجســـية وفق السسيلوجيا هي شخصية لا تحترم النظم والقوانين وتخترقها ، تحاول دائما خلق منظومة خاصة عبر التبريرات الحمقاء لتصرفات منبعها الذات المريضة والغير مستقرة .. العالم الثالث مع أزمة الوعي الحضاري التي تكتنفه هو بيئة مناسبة لبروز الشخصية العدوانية المتسمة بروح التنافس والتنمر لسدة القيادة ، ولهذا كل قادة العرب تنطبق عليهم هذا الصفة ، معمر القذافي موضوع التحليل هنا ، هو من أكثر الشخصيات العدوانية والدليل ماحدث مؤخرا من قمع لمتظاهرين ، صدام حسين يشبه القذافي في هذه النقطة ، يوصف القذافي حسب رأي الصحف الغربية بأنه ثعلب يعيش على مبدا الانبطاح الأستباقي ، وقضية لوكربي وقضية الممرضات أثبتت كيف هو يتلوى في أي تعامل مع من هم أكبر منه حجما .. القذافي ليس له أعداء واضحين ، فهو يعادي أميركا وإسرائيل ويحلم بعودة العروبة لسابق عهدها في المجد الإمبراطوري القديم ( القذافي هو من موّل شخصيا فيلم الرسالة ، لاحظ هذا معي ) ، مواقفه المتقلبة وعدم ثبوته في الرأي جعلت قائمة اعدائه غير واضحة ، هو يبحث عن عدو !!! ولكن لم يجده وراح يصدح ويعنتر بثقة زائفة بأنه في حالة حرب دائمة ولكن مع من ؟؟ حتى هو ليس لديه التأكيد مع من !!! لهذا بدأ مسلسل الاستعراض الذي يعيشه هذا االحاكم ، حياته هي عبارة عن استعراض دائم ، حتى شعبه عاش في سيرك أبدي ، عقدة السيرك لدى القذافي جعلت من خيمته المتجولة هي رمز واضح لتلك السمة .. لهذا في هذه النقطة بالذات تتمحور كل الأضطراب السايكوباثي الذي يعيشه .. الغريب في القذافي حرسه الشخصي من النساء ، هذه النقطة قد تنفعنا في فهم هذه الشخصية المزورة ، وفق مدرسة يونغ في التحليل النفسي ، الإنسان مركب من ذكر وانثى ( الأنيمو والأنيما ) ، التمايز في أحد المكونيين يعطي للبشر ما يعرف بألـ Gender كمظهر للشخصية البشرية ( وكم رجل هو ليس رجل أصلا وكم من امرأة هي ليست امرأة أصلا ) ، الشخصية المضطربة عند العقيد جعلت من الأنثى تظهر عنده بقوة ، وتطفو للسطح ، لهذا عاشت في تفاعل مع عدوانيته ، لهذا رافقته الأمازونيات المحاربات كحرس ، كان يرى فيهن أنثاه المحاربة ، كل شيء عند العقيد وحشي ومحارب ( الحمدلله والشكر ) .. وبقى شيء أخير يتسم به القذافي وهنا يشترك مع باقي الرجال في شرقنا العربي في هذه الصفة ، مرض السايكوستينيا وتعرفها ألويكي بأنها : النهك النفسي هو عجز عن التخلص من الشكوك وعن مقاومة الهواجس والمخاوف التي يعلم المرء أنها غير سوية ، وأعراض هذا العصاب إنما ترجع أصولها إلى الإجراءات الصارمة التي فرضت على المرء وهو بعد طفل خلال تعويده مبادئ تربوية صارمة ، القذافي منهك نفسيا وحالة السيرك الكبير التي عاشها وجعل من شعبه أن يعيشها معها هي محاولة للتخلص من هذا التعب النفسي الدائم .. جنون القذافي مبرر في حالة واحدة فقط ، هي تطهير الدم الملوث بخراب الأفكار والتاريخ المزور الذي حمله هذا العقيد ...........................
شــــــــــكرا لكم كتبتها للتخلص من حالة أرق ذاتي !! ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا مقالة مهداة لشهداء الثورة الليبية ، من دمائهم سيكتب عهدا جديد
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كوكب أسمه اللاشعور البشري
-
ترانيم شعرية بحبر بعضه أزرق
-
الزمن المكور في قصة اشياء أخرى للقاص عيسى ملسم
-
سميح القاسم .. اخر شعراء القرامطة
-
شمس أشرقت من الناصرة .. قصائد !!
-
برناردشو في جزيرة العرب ، سائحا وتائها
-
تعريف جديد للأمومة
-
مختارات من علم الباراسيكولوجي
-
سايبر أحادي المسكن !!!
-
تأملات فلسفية غير متسقة في نقطة أوميكا !!!
-
وليد مهدي .. كامل النجار .. الحوار بأكثر من لغة
-
الفنانة اسيا كاريرا .. سيرة مختصرة وقبسات من اقوالها
-
قريش .. القبيلة الذهبية !!!
-
فتاة الحانة .. قصائد لنبية !!!
-
الأغتراب الروحي عند نازك الملائكة
-
سوسن
-
المعتقدات الدينية للسيد أينشتاين
-
روح الله .. مقاربة بارا سيكولوجية واجتماعية
-
الفكر في زمن الكوليرا .. أخر كتابات السيدة هاجر
-
عراق مابعد عام 2003 .. الكعكة الفاسدة !!!
المزيد.....
-
جوائز غرامي الـ67.. قائمة بأبرز الفائزين
-
الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع
...
-
تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو
...
-
مهرجان -بامبلونادا ريمنسي- يحاكي سباق الثيران الإسباني في لي
...
-
إجلاء أطفال مرضى من غزة بعد إعادة فتح معبر رفح
-
مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع المساعدة في الكشف عن م
...
-
القوات الروسية تواصل تقدمها وتكبّد قوات كييف خسائر فادحة
-
قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع ستارمر وروته لبحث تحديات ال
...
-
بيسكوف: الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي
...
-
السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيرا في مواطن بتهمة -تهريب المخ
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|