خلود خطاطبة
الحوار المتمدن-العدد: 981 - 2004 / 10 / 9 - 15:13
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
حالات من قبول التعنيف تصل الى حد التماهي مع الاذلال.
عمان - الدستور - : في سياق تناول ما يقول متابعون انه »بعض عنف او ظلم« يمارس على المرأة لا سيما في الفئات الاجتماعية الفقيرة او المتآكلة المداخيل.. او ما يحلو للبعض توصيفه بطبقات شعبية .. يقول المتابعون ذاتهم ان للمرأة دوراً في تأجيج العنف ضد نفسها .. مؤكدين ان لذلك اسباباً تراوح بين مستوى الوعي والموروث الاجتماعي وما يتصل منه باشكال صراع نجدها احياناً بين »الكنة وزوجة الابن« او بين الزوجة واخت الزوج او بين »الضرتين«. ويمكن للمتابع ان يستحضر مزيداً من حالات الخلاف التي ادت الى تفسخ اسر وانحلالها وضياع افراد منها .. وفي ذلك يكون المجتمع هو الخاسر الاكبر.
للتجذيف في هذا الموضوع او حوله لابد من استكناه اراء لمهتمين ومتابعين .. ذلك ما يفضي اليه هذا التحقيق.
** استلاب وتماهٍ مع الواقع
وتقول الدكتورة اسراء طوالبة الطبيبة الشرعية ان كثيراً من حالات العنف التي تتعرض لها المرأة يكون لها نفسها دور مباشر او غير مباشر في اثارتها وتأجيجها .. وتؤكد هنا ان وعي المرأة الايجابي ضروري لمنع العنف ضدها.
وتوضح ان الحالات »المعنفة« التي تراجعها غالباً ما تكون علامات العنف بادية عليها بطريقة مؤذية وواضحة تقشعر لها الابدان ..
وتلاحظ ان اغلب النساء المعنفات متزوجات حديثاً وتحديداً خلال الاشهر الاربعة الاولى من الزواج وغالباً ما يكون التعذيب لدى هذه الفئة هو وسيلتها في تعنيف المرأة.
وما يميز هذه الفئة انهم غالباً من صغار السن من الاعمار »16 - 22« عاماً.
وترى ان الرجل الذي يصل الى مرحلة تعذيب المرأة يكون فاقداً لانسانيته .. مؤكدة ان دور المرأة يبرز هنا لمنع العنف ضدها .. لكنها كثيراً ما تكون سبباً في تمادي الرجل والذي يجرعها شتى انواع التعذيب بسكوتها عن الظلم وسلبيتها القاتلة.
واشارت الدكتورة اسراء الى ان العرف والتقاليد السائدة لدى غالبية فئات المجتمع تطالب المرأة بالسكوت عن تمادي زوجها انطلاقاً من مبدأ »بنت الاصل« التي يجب ان تخضع للواقع الذي تعيشه دون احتجاج وهذا يوصل الرجل للتمادي الرهيب فاحدى الحالات التي راجعتني في المستشفى كانت قد تعرضت لشتى انواع التعذيب المتبعة في المعتقلات مثل طعنها بالسكين والمفك وضربها بالشاكوش وتقييدها بالحبال، ويصل التبريح الى استخدام المكواة في حرق جسدها.
ومن تجربتها تقول ان المرأة في هذه المرحلة لا تشكو الا بعد عشرات المرات من التعذيب .. وقد تعذبت احدى مراجعاتي نحو 35 مرة لتستطيع البوح بشكواها.
وتقول .. انها تقدم سبباً وارضية ليستمرئ الرجل اهانتها وتحقيرها ..
واشارت طوالبة الى ان من يتعرض لمثل هذا الامتهان كن يعشن اصلاً في اسر تمتهن كرامة المرأة فيها بالتالي فهي تتشرب الذل و الخضوع من منزل ذويها.
وتوضح ان 47 بالمائة من النساء اللواتي تعرضن للعنف تقدمن بشكاوى منهن نسبة كبيرة تنازلن عن حقوقهن او عن الشكوى وهو ما تقوله الدكتورة طوالبة ان الاستلاب لدى المرأة المهانة وصل الى درجة التماهي مع حالة البؤس التي تعيش وهي بالضرورة ليست واعية وعياً ايجابياً او ان وعيها زائف آل اليها عبر موروث عميق.
وتضيف أن شخصية المرأة القوية وثقافتها أهم أسباب رفع الظلم عنها، فان كانت قادرة على ايقاف عنف الرجل ضدها منذ البداية لما كانت وصلت الى هذه المهانة والتعذيب الذي ادى الى اجهاض نساء حوامل.
واضافت: من الادوار المهمة للمرأة في ازاحة الظلم عن بنات جنسها هو تخليها عن تحريض الرجل على زوجته الثانية او اخته كما تفعل بعضهن.
وتؤكد ان للام دورا مهما ايضا في توعية ابنتها وتعليمها الاعتزاز بكرامتها ورفع الظلم والاهانة عن نفسها.
وتستدرك بأن فاقد الشيء لا يعطيه فإحدى الحالات التي تراجعني للعلاج على مدار اربعة اشهر حضرت اربع مرات ودائما يخرج زوجها بكفالة، اما زوج هذه المرأة فهو ضعيف الشخصية خارج المنزل لا بل انه موضع استهتار وسخرية الاخرين وهو بذلك يحاول التعويض عن نقص يعيشه.
وتزيد انه يعذبها ويتلذذ بمنظر الدم النازف من جسدها وهو ما يوقف تعذيبها، اما اذا تدخل احد ابنائها فانه يصب مزيدا من غضبه عليهما الاثنين.
ومع الاسف ان اهل هذه الفتاة يرفضون استقبالها مع اطفالها وهي لا تستطيع الاستغناء عنهم واللافت في الموضوع انها تقول ان والدها يضرب امها وجميع اخواتها، وبالطريقة ذاتها وتتساءل عما اذا كان هناك دور لهذه الام في وعي ابنتها، انها تورثها الذل وسلوك المهانة والاستكانة مع الواقع.
ولاحظت ان كثيرا من النساء المعنفات تمردن على واقعهن البائس ومع ذلك فهن يتعرضن لضغوط ليعدن الى الحظيرة.
** حقوق المرأة نظرياً
وتقول رئيسة الملتقى الانساني لحقوق المرأة لميس ناصر ان الاعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي اقر عام 1993 يعرف العنف ضد المرأة »بأي فعل عنف قائم على اساس الجنس ينجم عنه او يحتمل ان ينجم عنه اذى او معاناة جسمية او جنسية او نفسية للمرأة بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل او الاكراه او الحرمان التعسفي من الحرية سواء وقع ذلك في الحياة العامة او الخاصة«.
ويلاحظ من التعريف- تضيف الناصر- ان مفهوم العنف ضد المرأة يشتمل على اشكاله المختلفة الجسدي والجنسي والنفسي الذي يقع في اطار الاسرة او في الاطار العام للمجتمع.
وتدعو الى اعداد برامج توعية وتدريب على مهارات التواصل في مؤسسة الزواج وتوعية وتدريب المعلمين والمعلمات وتعريفهن بالاساءات التي تقع على الاطفال.
وتدعو كذلك الى تشكيل لجان مشتركة من دائرة قاضي القضاة وعلماء الشريعة والاطباء الشرعيين والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين للبحث في دراسة الموضوعات الجوهرية بهدف تصويب الاخطاء الشائعة بين العامة والمتخصصين على حد سواء
#خلود_خطاطبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟