عبد السلام أديب
الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 04:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شكل إضرام الشاب محمد البوعزيزي (24 سنة) النار في نفسه في مدينة سيدي بوزيد في تونس يوم 17 دجنبر 2010، الشرارة التي اشعلت غضب الشباب التونسي فخرج كالأسد يزمجر في وجه كل الطغاة التونسيين مما ادى الى هروب الدكتاتور المجرم زين الهاربين بن علي. إحراق الشاب البوعزيزي أفاقت شباب مصر الذي رأى نفسه في جلد البوعزيزي وأن النظام الدكتاتوري المجرم في مصر آخذا في تحويلهم الى كومة من الحطب المحروق، فما كان منه الا أن أعلن عن يوم لتفجير غضبه في 25 يناير 2011، وظل الغضب متواصلا إلى ان انهار الدكتاتور المجرم حسني مبارك امام مطالب اسقاط النظام.
نفس الاحساس الذي دفع البوعزيزي الى إحراق نفسه شعرت به شبيبات دول مغاربية وعربية أخرى متأكدة بأن النار يقترب من اجسادها ايضا نظرا لأن التحالفات المافيوزية الحاكمة نهبت منها كامل أحلامها وتمعن في استعبادها، فما كان من هذه الشبيبات الا أن تخرج صارخة مزمجرة بغضبها متحدية الرصاص الحي والتقتيل بدم باردة في الجزائر والأردن واليمن والبحرين وليبيا والعراق وايران. ففي مختلف هذه البلدان احترقت آمال الشباب كما احرق البوعزيزي نفسه يأسا.
ليس من ضمن البلدان المغاربية والعربية شعبا يمكنه أن يفتخر بنزاهة حكامه المجرمين وعدم دفعه نحو حافة اليأس القاتل. فحاضر ومستقبل هذه الشعوب بيع من طرف هؤلاء الحكام المجرمين إلى الشركات الامبريالية متعددة الاستيطان. وكما جوع وفقر هؤلاء المجرمون كادحيهم، فقد قامو ايضا بتمريغ هويتهم وكرامتهم في الوحل عبر الفساد وبيع القضايا القومية وقبض ثمنها وعلى رأسها فلسطين والعراق. فقد شعر شباب البوعزيزي ان عدوهم الحقيقي هم هذا التحالف المجرم الحاكم. ان القتل الذي يمارسه حاليا الدكتاتور المجرم القدافي بيد جنود وشرطة ليبيين والذي خلف مذابح رهيبة تؤكد العمق الاجرامي لهؤلاء المجرمين وانهم قادرين على فعل أي شيء حتى يظلوا جالسين على الثروات التي ينهبونها من شعوبهم.
المغرب لا يشكل استثناء، فالثراء الفاحش الذي ينعم فيه التحالف الطبقي الحاكم لا يضاهيه سوى الفقر الفاحش الذي ينغمس فيه الشباب الكادح الذي تبخرت لديه كل آمال المستقبل وبدأ اليأس يدفعه هو أيضا نحو إحراق الذات. لدينا أيضا شباب البوعزيزي والذي قرر الخروج يوم 20 فبراير للتعبير عن غضبه والمطالبة بالتغيير الجذري وإسقاط النظام بدستوره وحكومته وبرلمانه. فالشباب المغربي فقد الأمل أيضا وسقط في دوامة اليأس وبدأ يشعر بنفسه في جلد البوعزيزي. فهناك فقط الاستغلال والاستغلال والاستغلال ...
#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟