أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - يا سياسي العهود الغابرة.. مكانكم الأرصفة














المزيد.....

يا سياسي العهود الغابرة.. مكانكم الأرصفة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 19:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كان مقدرا للثورة المصرية أن تنفجر وتحقق نجاحها الذي فاق التوقع لو أنها اعتمدت على قدامى السياسيين, أو لو أنها انتظرت حكمة الشيوخ لكي تعبر عن نفسها رفضا وغضب ؟!
أنا أشك في ذلك, والشك ليس متوقفا على إمكانات نجاح الثورة فقط, وإنما قبل ذلك على إمكانية قيامها بالأصل. وإذا كان ذلك ليس غريبا عبر كل التاريخ, أي أن يكون الشباب دائما متعهدي التغيير ومفجريه وأصحاب المصلحة الحقيقية فيه, فإن هذه الحالة بدت في مصر وكأنها حقيقة بديهية ولا جدال عليها.
والحال أن الحركات السياسية التي يتصدرها الشيوخ قد تم تفريغ حماسها واقداميتها على دفعات, وصارت معارضتها للسلطات معارضة سياسية بحتة وغير مقدر لها أبدا أن تتخطى المألوف.
في المقابل كانت هناك ملايين من الشباب الذين انعدمت أمامهم كل الخيارات وظل هناك خيار اللاخيار وهو الثورة. وهم كانوا الفئة الوحيدة التي لم يستطع النظام ترويضها, لأن ذلك كان يتطلب برامج ونيات لم يكن النظام الفاسد مستعد لتوفيرها والسبب بسيط جدا: لأنه فاسد ولأن قيادته والمنتفعين منه لا تستفيد إلا من خلال نظام متعفن يكفل لها سرقة قوت الشعب والتصرف بمقدراته. بهذا وبينما كانت الأجيال الأخرى قادرة أو قابلة أو مرغمة على التعايش مع النظام الفاسد فإن جيل الشباب لم تكن تتوفر له الفرصة حتى في ذلك, لقد اصبح كليا خارج دائرة النظام وبدى أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع ذلك النظام هي الانتفاض عليه.
لا يبدو الحديث عن العراق مختلفا إلا في كون الحاجة إلى الشباب هنا هي أكثر أهمية وحتى أنها مصيرية. فإذ كانت الحركات السياسية المعارضة في مصر والمتخاصمة مع النظام بدت ثقيلة الحركة, وكذا الفئات العمرية التي تجاوزت مرحلة الشباب, فإن الحالة العراقية لا تقدم هذه الحركات والفئات بصورة المفرمل للتغيير فقط, كونها حركات وفئات إبطائية, وإنما بصورة المعرقل له, كونها حالة ضدية وخصمية.
إن الوضع العراقي اشد تعقيدا من الوضع المصري لخصوصيات تبدأ من كون العراقيين قد انتقلوا من مرحلة إلى أخرى نقيضة, وبينما يمكن رؤية أن المصريين كانوا قد توارثوا عهودهم الجمهورية الثلاث خلال تسعة وخمسون عاما بعد انهيار الملكية ومن خلال نقلات سلمية بدء من عهد عبد الناصر عبورا إلى عهد السادات ووصولا إلى عهد مبارك, فإن العراقيين كانوا مروا بعد سقوط الملكية وخلال ثمانية وأربعين عاما بخمسة عهود جرى تأسيسها بالعنف والدم بحيث صار من الصعوبة العثور على رجالات من تلك العهود غير متهمين على مستويات بقضايا ذات صلة بالعنف, الجسدي أو الفكري, وصار من الصعب أن تحظى بحركة سياسية بريئة تماما من الجرائم التي ارتكبت في تلك العهود المتعاقبة.
إن محاربي السياسة القدماء مسؤولون عما وصلت إليه الأوضاع في العراق, ولا أستثني منهم أحدا, لأن الوضع السيء الذي وصلنا إليه كان نتيجة لتراكم وتفاعل سيئات, ولن أقنع بأن هناك مرحلة جمهورية كانت منقطعة عن أختها التي سبقتها, وبغض النظر عن التفسيرات الخاصة التي تفضل عهدا على عهد, والتي تصف واحدا بالثورية بينما تتهم الآخر بالعمالة, فإن الجميع كانوا متشاركين في صفات مؤذية تبدأ بالعنف والقسوة ولا تبتعد عن التسلط والدكتاتورية وعدم الإيمان بالديمقراطية التي هي الشرط الأساسي للاعتراف بشيء اسمه شعب, ذلك الذين يدعون جميعا إنهم لا يريدوا سوى خدمته ورفعته بينما هم يبدؤون عهودهم بتجاوزه وإرهابه وسرقته.
نعم.. إن العراق الآن في محنة لكننا لا نريد له أن يخرج من القبور إلى القبور.
وحدهم الشباب الذين لم يعيشوا ولم يتوارثوا بغضاء الماضي وجرائمه ومهازله والذين لم ينتموا لأي حزب ذا دور في مآسي العهود السابقة أو العهد الحالي, قادرون على صنع مستقبل عراقي أفضل, لأنهم يريدون عراقا خاليا من الفساد والبطالة والطائفية ولكن أيضا خاليا من البغضاء والثارات والحروب والأيديولوجيات الدكتاتورية ومناهج المركزيات الديمقراطية التي ليس بمقدورها سوى تفريخ الطغاة, رجالا كانوا أم أحزاب.
فلنبتعد جميعا, نحن الذين كنا فرسانا للعهود السابقة, عن ساحة التحرير لأن من العيب علينا أن نعلم الشباب ماهية التغيير المنشود بعد أن توفرت لنا فرصة أن نفعل ذلك ولم نحسن الفعل.
ولنتخلى عن دور المعلمين فهو لا يليق بنا.
فإن شئنا الذهاب إلى تلك الساحة فإن علينا الوقوف على الأرصفة والتصفيق للمتظاهرين.
وغير ذلك ليس لنا الحق بأي شيء.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللميادين أرحام أيضا وليس النساء فقط
- أحلام العصافير أم إنه رالي الحرية
- حينما يكون للديمقراطية طغاتها أيضا
- وفي بغداد لدينا ساحة للتحرير أيضا
- التخويف بالبديل
- مبارك..بين البحر وبين النار
- مبارك.. الدخول إلى الحمّام ليس مثل الخروج منه
- الكلام ثلاث
- مشكلة شلش مع العراق أم أنها مشكلة العراق مع شلش
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني – القسم ...
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني
- انفصال الجنوب السوداني ونظرية المؤامرة
- المسلمون في الغرب.. الخطر الساطع آت
- على هامش الجرائم ضد المسيحيين
- السرقة بين عهدين.. الصحراوي والخضراوي
- نحن شعب لا يستحي.. ولكن, هل تستحي أنت
- وهل هناك بعد عبادان قرية
- لاء الحسين و لاء صدام بن حسين
- أسانج المُغْتَصِب.. أسانج المُغْتصَب
- في بيتنا... أسانج


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - يا سياسي العهود الغابرة.. مكانكم الأرصفة