ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 20:50
المحور:
الادب والفن
سلامٌ عليكَ
أيها الصغير المهلهل الثياب
أيها الحالم الكثير السرحان
سلامٌ على شعرك المعاند وأزرار قمصانك المتخالفة
سلامٌ على دفتر رسمك ذي الورق الأسمر
سلام على أصباغ الباستيل
إصبعاً فإصبعا
سلامٌ على وجه الخصوص الى لون الأوكر(1)
الذي تضيع تحته ملامح الوجوه
والأفواه
والشوارب
ولا يبقى سوى الحزن
والطين
سلامٌ على رفعة العلم.. ونشيد الصباح..
سلام على مجلة المجلة القادمة من برلين
وأنت تجمع ثمنها
خمسة فلوس في اليوم
وسلام على مجلة الهلال "وصلت بالطائرة، السعر تسعون فلساً"
سلام على الجريدة الحمراء التي تجوع لتشتريها
وتقرؤها فتميد بك الأرض
وتصيبك الأحلامُ بالدوار
سلام على خبز أمي ودجاجاتها المؤدبات
والتلفزيون الباهت القديم
سلام على كامل الدباغ
والندوات الثقافية المملة
واستعراض برامج الغد
سلام على نجمة حسين نعمة وطربوش فيروز المنمنم
وأوراق التفاح اللبناني
وهي تخشخش تحت أقدامك الوجلة
في ظلام السوق القديم
سلام على صادق العكيلي(2) ويده البيضاء الصغيرة
وهو يتحايل علينا كما الساحر
ليطهر حناجرنا الملتهبة
ويرسلنا الى بيوتنا.. دون حُمى
سلام على المقعد الأمامي
في الطابق العلوي من الحافلة الحمراء
سلامٌ على سلالمها الدائرية
وعمودها الفقري المنحني تحت وطأة الراكبين
سلام على حديقة المركز الثقافي
وجدارية لينين
وأديب القليَجي
وجبار أبو الشربت
سلامٌ على جثث اليهود النحيلة
المعلقة في ساحة التحرير
سلام على الألوان العجيبة
في ثياب التلكيفيات العجائز
سلام على ساحة الخلاني ونافورتها الملونة
ونوروز في "صدر القناة"
سلام على فلم "الظامئون"
ورائحة مقاعد السينمات
والضوء الملون العجيب القادم من وراء رؤوسنا
سلام على الآلة المعدنية الصغيرة
وهي تشق أكياس الرز وتخرج منها دون جروح
سلام على ظهور الحمالين المنحنية
وشايهم الساخن
سلام على باعة الطوابع في "رأس القرية"
سلام على شريف وحداد
وسؤالنا لبعض: متى نكبر وندخل اليه!؟
سلام على أحلامنا
على ما مات منها
وما لا يموت
سلام.
14-2-2011
(1) اللون الترابي Ochre أو الطيني.
(2) طبيب أطفال بغدادي شهير كان الفقراء يحبونه ويترددون عليه.
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟