|
(يوم الثأر) ..هو يومنا
ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 17:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في البدايه لا بد وان نعيد تاكيد حقيقه موضوعيه تبين ان العراق وواقعه السياسي يمثل حالة استثناء غير قابله للاستنساخ او المحاكمه بالتماثل ..وان اية محاوله تتجاوز هذا المعنى سواء كانت على المستوى النظري او العملي فانها لا تعني سوى تجاهلها لمعناها الذاتي ولا تعبر الا عن محدوديتها الضيقه .. لهذا فان الساعين والمتصدين للاجابه على مطالب الواقع السياسي في العراق عليهم ان ينتبهوا ويتعاملوا بحذر مع التحركات العفويه التي بدات كمقدمات لمحاكات حركات الاعتراضات الجماهيريه التي حدثت وتحدث في محيطها الاقليمي .. ان اساس الاختلاف هنا يكمن بوضوح في ان كل تلك الاحتجاجات سواء كانت في تونس او في مصر اوفي اليمن انما تحركت وفق رؤيا برجوازيه صغيره تم من خلالها صياغة الحلول في اطار المطالبه باقامة نظام سياسي ديمقراطي وهذا يعني امتدادا للمشروع الراسمالي العالمي المعلن وتوظيف واقعي سياسي ..بينما محاكاة العراقين لهذا الاتجاه ستكون بكل تاكيد ضمن اطار المطلبيه المحدده والتي لا تتجاوز بمجموعها المطالبه بتحسين اداء السلطه وهذا لا يعني في ظل امكانيات العراق الا المطالب في ادنى حدود درجاتها وبالتالي فانها تمثل فرصه رائعه لدعم النظام العراقي الارستقراطي الديني .. نعم سيكون هناك مقاومه للسلطه ولكن هذه المقاومه ستكون موجهه الى فئه والى جانب من جوانبها الذي اكد وليس لمره واحده انه اعجز من ان يتصدى لحل الازمه الاجتماعيه العراقيه في اطار تعليمات وقوانيين النظام ذاته ..ولهذا فان المعني بألشأن العراقي ومدبره ومنظمه سياسيا بات يدرك ضرورة التغيير الجزئي ,كما انه ادرك بان هذا يمثل الحجر الذي يمكن من ان يصيب به اكثر من عصفور ..والعصفور الثاني هو الالتفاف على امكانيات التغيير الجوهري من خلال استدراج القاعده الجماهيريه الى وهم المحاكاة لاحداث الغضب الاقليمي والتي يتم تصويرها على انها طريق الخلاص الاجتماعي .. وعلى المستوى الخاص فأن حزب الدعوه وعرابه المالكي سيحاول من تقوية موقعه المهيمن في تشكيلة هذا النظام اذا ما تمت تلك المحاكاة وبطريقة الاستنساخ ..وهذا هو الاحتمال الاقوى الذي يمكن ان نستنتجه من غاية الاداره الامريكيه الداعمه وبافراط لتوجهات حزب الدعوه اذا ما كانت قد قررت تنفيذ او تمكين دوافع تلك التحركات ,وهناك دلائل قد لا تكون مؤكده لكنها مهمه تؤشر الى هذا الاتجاه منها واهمها هي الرسائل الايحائيه التي وجهت في الاونه الاخيره الى الزعيم (الثوري ؟) مقتدى الصدر والتي فهم منها ان الاداره الامريكيه لا مانع لديها في ان ينصب نفسه قائدا لتلك الاحتجاجات او لعله فهم انه على وشك ان يقود ثوره صدريه على غرار انقلاب نظيره حسن نصر الله في لبنان ..لكن وعلى صعيد اخر فاننا لدينا معلومات خاصه ومؤكده وموثقه تبين حجم ومقدار اهتمام المالكي باحتمال تطور التظاهرات المتفرقه التي حدثت في مناطق متعدده من العراق ولعل اهم مؤشر الى ذلك هو ايعازه بأنشاء غرفة طوارىء سريه تابعه لمكتبه بصوره مباشره مهمتها متابعة تلك الاحداث وتطوراتها ..واصدار اوامره بوضع ما يسمى ب(لواء بغداد ) في حالة الانذار القصوى منذ ما يقارب الاسبوع ..كل هذا وما تقدم يرجح احتمال تطور الاحداث في العراق ...لكن المهم هنا هو التساؤل عن موقف القوى التقدميه وتنظيماتها في حال تطور الحدث ..والجواب العاقل والحكيم والصادق يتمثل اولا بالرد على هذا التساؤل بالسؤال عن اي قوى تقدميه نتحدث وعن اي موقف لتنظيماتها نتسائل ؟ في الحقيقه ليس لدينا جواب مباشر ومقنع نحدد فيه تلك القوى وتنظيماتها وبالصوره المتعارف عليها , لكننا نتحدث هنا عن بؤر من الممكن ان اعتبارها قوى تقدميه وعن مؤوسسات اجتماعيه مدنيه من المفترض ان تكون نشاطاتها تقع ضمن تلك الامكانيه , وهذا بالضبط ما نريد ان نتحدث عنه اذا ما تأكدت المحاولات الاحتجاجيه ..فبغض النظر عن نتائجها وما ستسفر عنه محاولات تمكينها سيكون موقف التقدمين منها بالدرجه الاولى هو اعتبارها حاله حيويه تتوافر فيها شروط مهمه للانتقال من مرحلة اللاتنظيم الى التنظيم ومن مرحلة التشرذم الى حالة التوحد ..هي حاله ربما تكون تكرار لما اعقب مباشرة سقوط النظام السابق وفي اثناء اعادة تشكيل السلطه البرجوازيه الرجعيه والتي اساء التقدميون العراقيون تقديرها وتعامل معها بطريقه تثير الاستغراب.. هؤلاء الان امام امتحان يتحدد فيه مصيرهم بالكامل وربما والى الابد .وحتى يضعوا الخطوه الصحيحه الاولى باتجاه هذا الاختبار عليهم ان يتوجهوا الى العمل التنظيمي من داخل ميدان الاحداث مباشرة وان يتخلوا بشكل كبير وبقدر المستطاع من ان يبدون ضمن عوامل التحفيز المؤثره في تمكين بدايات الحدث ,عليهم ان يتحلوا باكبر قدر ممكن من روحية الاستثمارالذاتي لمشروعهم وان يمارسوا تكتيك الكر والفر في اقصى حدوده بالانعزال عن تفاصيل المطالب وبالانفتاح بها الى الامام ..فاذا طالب المحتجون بتحسين اداء الخدمات علينا ان نحتج على هذا التعميم ونطرح توفير الطاقه الكهربائيه وفورا واذا تم توجيه الى المطالب بهذا الاتجاه المحدد فاننا مطالبون بان نشكك في جدوى هذا المطلب اذا لم يتم اقالة وزير الكهرباء واحالته الى استجواب علني وشعبي ..وهكذا ...حتى نستطيع من ان نصل بالمحتجين الى ما نريده ونرضاه لهم لا الى ما تريده القوى السياسيه الداخله في تركيبة النظام ... وبصريح القول الذي قد تشوبه بعض من الوقاحه فان نجاحنا في هذا الدور يرتبط ارتباطا قويا في اذا ما تطورت تفاصيل الاحداث الى حدود حالة الفوضى وادنى منه بدرجه ؟؟ والذي يعيش الواقع العراقي وعلى ارض هذا الواقع يعرف اكثر من غيره ما معنى هذه الصراحه الوقحه ..ولطالما دعونا انطلاقنا من حقيقة تعايشنا الواقعي والتفصيلي في العراق القوى (الميني تقدميه ) من ان تنتهج اسلوب التآمر الثوري وبينا اسباب هذه الدعوه ...لكن هناك من سيذكرنا ايضا بدعواتنا المتكرره الى ضرورة التوجه في تنظيم الانتفاضه وتاكيدنا على ذلك واصرارنا عليه حيث دعونا الى ذلك منذ ما يزيد على سنتين (كتبنا في الحوار المتمدن ؛ طريقنا تنظيم الانتفاضه ) وبينا فيه ان هدف اندلاع الانتفاضه وحده وبدون اشتراطها البديل الاشتراكي يجب ان تكون الان غايتنا ...وهنا يحق للسائل من ان يسألنا وبنوع من التهكم ,ها هي احتمالات الانتفاضه تتبلور فكيف يكون الان موقفكم هكذا منها ؟ وسنرد هنا وبايجاز بان الانتفاضه التي تكلمنا عنها هي حركه ذاتيه تنبع امكانياتها وتتحرك عوامل تمكينها بصوره مباشره من والواقع الاجتماعي العراقي وهي بذلك ستكون اولا موجهه بنتائجها وتداعياتها بالتصدي لعوامل التدخل السياسي الخارجي وتحديدا ضد المشروع الامريكي الامبريالي ..اما ما نتحدث عنه الان فهو اولا لا يمكن من ان يوصف بالانتفاضه وثانيا فان احتمال تحول وقوع الحدث الى نشاط (الزارع بغير ارضه ..) وارد جدا ولربما يكون مؤكدا اذا لم يتم التعامل معه بمثل الموقف الذي ندعوا اليه ..واجمالا فنحن لا نعارض ما يتم التحضير له من تظاهرات واحتجاجات ولكننا ايضا ننأى بأنفسنا عن هذه التحضيرات الى ان تتحقق ..وأن اندلعت فستكون معارضتنا اولا موجه الى طبيعة المطالب بكونها نهائيه ..لانها ستكون محض استجداءات لا غير .. بينما مطلبنا سيكون منذ الان في ان يتوجه المحتجون الى ( يوم الثأر ) الذي سيطالبون به بمحاكمة راس النظام وانزال القصاص العادل به ..الثأر من المالكي ومن حزبه هو الحد الادنى الذي تبدأ به انتفاضتنا ,,أما غير ذلك فلا يعني بالنسبة لنا الا ( قطف الثمر بغير وقت ايناعه )
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر..مقدمات ثوره ..وليست الثوره
-
انقلابات برجوازيه أم غزوات اسلاميه
-
نداء عاجل الى عمال مصر
-
وثيقة (المشروع ) ..دعوه لجبهة اشتراكيه عراقيه
-
و(ألأعراب)) اشد تحريفا للثوره
-
تونس درس حي للثوريين
-
تونس (انتفاضه ) مغدوره
-
فلسفتنا الاشتراكيه..ج2
-
فلسفتنا الاشتراكيه...ج 1
-
المجلسيه بديل السلطه البرجوازيه
-
العراقيون وعلاقات العبوديه السياسيه
-
ملاحظات في الماديه الجدليه....ج3
-
ملاحظات في الماديه الجدليه...ج2
-
ملاحظات في الماديه الجدليه....ج1
-
في تقييم الواقع السياسي العراقي
-
المالكي يتجه نحو (حكومة طوارىء)
-
المجد لكومنة باريس العماليه
-
الكوتا العماليه ..صوت وصدى
-
نعم للانتخابات بشرط الكوتا العماليه
-
دروس من التجربه القتاليه للشيوعيين العماليين الاحرار
المزيد.....
-
شاهد التسلسل الزمني للحظات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ف
...
-
لماذا يتعجل الشرع الزمن نحو الرئاسة؟
-
الادعاء الألماني يوجّه اتهامات ضد مشتبهين بالانتماء إلى داعش
...
-
ما أهمية إعلان الجيش السوداني تحرير الخرطوم بحري؟
-
شهيد بنابلس ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة 5 بجنين
-
السعودية تهنئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
-
شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب
...
-
حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع
...
-
ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف
...
-
أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|