أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - مصر خارج خطر الانتفاضة وداخل خطر الانقلاب السياسي















المزيد.....


مصر خارج خطر الانتفاضة وداخل خطر الانقلاب السياسي


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نفس اللحظة التي انفجرت بها الانتفاضة الشعبية في مصر, بادرت الولايات المتحدة الى الهجوم على النظام. ومن ثم لحقت بها المعارضة التقليدية المصري, ليجد النظام نفسه في مواجهة ثلاث جبهات وثلاث اطراف.
الجبهة الاولى هي الانتفاضة الشعبية المصرية بنبلها وعدالة مطالبها والتي هي ليست مثار شك من قبلنا, فقد بقيت محل تاييدنا ودعمنا. الى حين خطاب الرئيس مبارك الاخير الذي اعلن فيه عدم نيته الترشح للرئاسة مرة اخرى واستجاب به للمطالب التشريعية الرئيسية التي طالبت بها الانتفاضة الشعبية. لذلك فاننا لا نشير هنا الى توقيت توافق الحدثين من باب التشكيك بالانتفاضة بل نشير الى هذا التوقيت كدليل على سرعة استجابة المبادرة السياسية الامريكية في استغلال الظرف المصري ومحاولة توظيفه لصالح الولايات المتحدة واجندتها الخاصة.
ان الانتفاضة بقيت شعبية في مصر الى حين ذلك الخطاب, والتي في رد فعل قواها قبلت الخطاب وانهت حركة الانتفاض وعاد الجديون من قوامها الى منازلهم. ولم يبق من قوامها الاجتماعي العام في ميدان التحرير سوى كادر قوى المعارضة التقليدية الذي لا يمثل فعليا انتفاضة شعبية مصرية بل يمثل قوى سياسية تعمل جاهدة منذ سنين على اقتسام السلطة مع الحزب الوطني الحاكم, ومنها ما له مطلب ديموقراطي عادل يتمثل بالدعوة للمشاركة في ادارة الشان القومي, ومنها من يصر على الاستيلاء على كامل السلطة في تطرف راديكالي ثقافي _ الاخوان المسلمين _ , او كممثلين للاجندة الامريكية, كمجموعة البردعاوي وغيره. ولذلك نجد ان هذه المعارضة نفسها انقسمت بين من رضي بالاستجابات الديموقراطية وهؤلاء ايضا اعلنوا تمايز موقفهم عن موقف ممثلي الاجندة الامريكية وعادوا الى بيوتهم. لنجد ان من بقي في ميدان التحرير هم الاخوان المسلمين وممثلي الاجندة امريكية وطبعا ممثلي الاتجاه الفوضوي من عناصر اجتماعية رثة.
اما الاتجاه الثالث والطرف الثالث فهو اتجاه وطرف تحالف التدخل الاجنبي العالمي الاقليمي, يجمعه حد ادنى يتمثل بمطلب اسقاط رموز الحكم المصري الراهن. بما يمثلونه من سياسات محلية تحفظ لمصر درجات من الاستقلال السياسي الاقتصادي وان كانت متدنية جدا. او اعاقة لنفوذية ومصالح هذه الاطراف في المنطقة. وفي تحالف حقير بين انظمة الانتهازية الدينية الاقليمية والانظمة الاستعمارية العالمية, باتت الولايات المتحدة الامريكية قبلتهم وهيلاري كلينتون امامهم.
لقد لا حظنا مبكرا ان النظام المصري يتعامل ببرود وهدوء مع تعدد الجبهات والاطراف التي شنت الهجوم عليه. وان استجابته المتدرجة تحمل رسائل سياسية وبصورة خاصة للخارج,
لقد لجأ النظام الى تاكتيك فرز الجبهات والاطراف, وحدد لنفسه تاكتيك كشف ظهر هذه الاطراف وتعرية قدرتها على صد هجومه المضاد, حيث استهدف هجومه الرئيسي الفصل بين طرف الانتفاضة الشعبية المصرية التي يجمعه بها وحدة المصير القومي المصري. فاستجاب لمطالبها واخرجها من التحالف المعادي, بل واعادها الى اطار الموقف الوطني والاستقلالي والسيادي المصري لجانبه ضد الاطراف الاخرى فكانت صورة الانتفاضة الشعبية المؤيدة لبقاء رموز الحكم, وان لنهاية فترة ولاية الرئيس مبارك, وفي ارتداد اخر احدث انشقاقا في داخل اصطفاف قوى المعارضة وجعلها تتحرك في اتجاهات مختلفة. حتى لم يبقى في الساحة سوى ممثلي الولايات المتحدة الامريكية والاتجاه الفوضوي الاجتماعي وحزب الاخوان المسلمين.
لقد استطاع النظام انهاء الانتفاضة الشعبية المعارضة للنظام, الامر الذي بات يعطي اجتماعيا حركة المتواجدين في ميدان التحرير صورة محاولة الانقلاب السياسي غير البعيد الصلة عن الاجندة الاجنبية. وكشف بصورة صارخة العلاقات بين هذه القوى والولايات المتحدة الامريكية على وجه التحديد. وغير من شروط اللعبة بصورة اضطرت الولايات المتحدة الان الى اللعب على المكشوف
لقد بات رحيل مبارك مطلبا اقليميا امريكيا الغى من بين اطرافه ادعاء الخلاف على خارطة الشرق الاوسط الجديد فالشيعي الايراني واتباعه والسني العربي واتباعه والصوفي التركي واتباعه , والصهيوني الاسرائيلي باتوا جميعا تحت مظلة هذا المطلب. ولم يعد هناك معسكر ممانع ومعسكر موالاة. بل كشافة النشيد الاميركي فحسب, حتى لو اسقط ذلك ايضا مقولة المقاومة وبندقيتها كما تفعل الشقيقتان حزب الله وحماس.
ان خطاب الرئيس مبارك الحق بهذا المعسكر هزيمة يشهد له بقدرته على التاكتيك فيها, لذلك نجد الولايات المتحدة الان, تنقل ضغطها وهجومها على _ هيكل _ النظام المصري, باتجاه:
الاول استمرار تعطيل مؤسساته المدنية وذلك عبر تعطيل الحكومة المصرية وشل قدرتها وقدرة الوزارات على العمل, وبالتالي تعطيل كامل عملية الانتاج القومي المصري. والحاق خسائر اقتصادية قومية فادحة بمصر, وهذا سيتم توظيفه لاحقا لصالح الاستعمار بغض النظر ابقي الرئيسس حسني مبارك او ذهب. وهنا علينا ان نلاحظ مدى غباء قوى المعارضة المصرية التي جعلت من نفسها مطية للاهداف الاستعمارية
الثاني الضغط على المؤسسة العسكرية المصرية ودفعها الى اتخاذ خيار سياسي ليس بين الرئيس والشعب بل بين الولاء لمصر وامنها القومي واستقلالها وسيادتها او الولاء للولايات المتحدة الامريكية, ومصالحها, لذلك فهم وبصورة مكشوفة يطلبون من الجيش اتخاذ خطوة الخيانة الوطنية في صورة الانقلاب العسكري على النظام
الثالث استخدام _ الصورة – الاعلامية المضللة, التي تقول باستمرار حالة الانتفاض الشعبي في مصر كغطاء اعلامي يمنح قيادة الجيش شرعية القيام بالخطوة الانقلابية وهو الامر الذي يتوظف له اعلام دول المنطقة وكثير من الاعلام الذي لا يزال يغرق بمبدئية الانحياز _ لكل _ ما هو شعبي, بغض النظر عن محتواه الوطني والديموقراطي والوطني والسيادي, فلم يعد الشعبي يكتسب معناه من القومي والشمولية الاجتماعية بل من مقولة الاكثرية والاقلية حتى لو كانت اعلامية فحسب.
ان على قيادة المؤسسة العسكرية المصرية ان تدرك ان ما تواجهه مصر الان اخطر من ما واجههته في هزيمة حزيران عام 1967م, فحينها احتل من مصر صحراء سيناء وتعطلت قناة السويس, وقد استعادتهما مصر بفضل وجود استقلالها وسيادتها ومؤسستها القومية الوطنية المدنية والعسكرية, غير ان المطلوب الان هو _ بيع كامل _ مصر بمجتمعها ووطنها للولايات المتحدة الامريكية,
فلتهزم مصر في حرب اذن دون ان تهزمها الخيانة



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى حركتي فتح وحماس: اعتبروا
- ما معنى قيام انتفاضات شعبية تخلو من المطالب القومية العربية:
- نعم لانتفاضة مصر لا للتدخل الاميركي:
- وزيرة الخارجية الامريكية ناطق باسم المعارضة المصرية ومفاوض ع ...
- مصر بين فساد السلطة وفساد المعارضة:
- مصر بين سندان الانتفاضة ومطرقة التدخل الامريكي:
- هل لا زال المعتقل مدرسة كادر؟ سؤال للرفيق احمد سعادات:
- عدونا سمك البحر وبعير الصحراء:
- الخطر المحيط بحركة الانتفاض الشعبي خاصة المصرية:
- يحدث في مصر الان:
- رسالة الى القيادات الوطنية الفلسطينية:
- الجزيرة تكشف ايضا عدم اصالة موقف حماس الحقيقي من المصالحة:
- احداث طرابلس وقطر وقناة الجزيرة:
- مخرج الازمة اللبنانية بيد الرئيس ميشيل سليمان؛
- ندعوا دولة قطر و قناة الجزيرة لتبني قضية التحرر والاستقلال ا ...
- لا يا وزير الداخلية المصري, شهداؤكم كانوا يدافعون عن مصر:
- لن تاخذني قناة الجزيرة الى حيث تريد:
- موقف المقاومة اللبنانية هل هو حكمة او جبن:
- المسالة العالمية كما تطرحها تونس:
- هدف اميركا من تحويل المقاومة اللبنانية الى فصيل محاصصة سياسي ...


المزيد.....




- لقطات مروعة وثقتها كاميرا مثبتة على جسد ضابط وهو يضرب سجينًا ...
- بعدما حاول منعه سابقا... ترامب يطلب من المحكمة العليا تعليق ...
- محلل عسكري: الاتحاد الأوروبي يعاقب نفسه ولا حاجة لروسيا أن ت ...
- جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يحبط هجمات إرهابية ضد ضابط بوزار ...
- نصيحة غذائية بسيطة لتحسين صحة القلب وتقليل الكوليسترول
- أبرز الروبوتات الشبيهة بالبشر في 2024
- أمل ينبعث من ركام الحرب في سوريا.. زوجان مسنان يعودان إلى من ...
- زاخاروفا: الإنصات لزيلينسكي خطير لسببين
- موسكو: الاستخبارات الأمريكية والبريطانية تحضران لاستهداف الق ...
- وزير خارجية الهند يناقش المشاكل العالمية مع مستشار ترامب


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - مصر خارج خطر الانتفاضة وداخل خطر الانقلاب السياسي