أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - المُكابرةُ ...














المزيد.....

المُكابرةُ ...


حسام محمود فهمى

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى هذه الأزمة لا بدَ أن نتصارحَ، بلا منعٍ ولا حجبٍ، كما جَرَت العادة، لا بدَ أن تكون فى الأزمات التجربةُ والعظةُ. بدايةً، المُكابرةُ، هى الصفةُ الأساسيةُ لنظامِ الحكمِ فى مصر لسنواتٍ طالَت بأكبرِ من المحتملِ بشرياً، سنواتٌ اُغلِقَت فيها كلُ الآذانِ، وانسَدَت خلالَها كلُ وسائلِ النفاذِ لعقلِ القابعين على كراسى السلطةِ بكلِ مستوياتِها، سنواتُ تصورَ فيها الرابضون على مفاتيحِ السلطةِ بالمالِ والنفوذِ أنهم الأذكى والأقوى والأكثرُ فهماً. وهو مع كلِ الأسفِ مُنتَهى القصورِ فى الفهمِ مع غيابٍ مؤكدٍ للتصَوُرِ والقُدرةِ على تحليلِ الأمورِ.

تصورَ القابعون على السلطةِ فى مصر أنهم مبعوثو العنايةِ الإلهيةِ لإنقاذِ مصر، أنكروا شعباً بأكملِه، بمثقفيه وشبابِه وكادحيه، انعزلوا داخلَ أنفسِهم لدرجةِ العجزِ التامِ عن رُؤية دنيا من حولِهم تفورُ باستمرارِ وهم فى دواخلِهم قابعون، أنكروا أن الشعبَ كَرِهَهم وفقدَ أى أملٍ فيهم وأن الفورانَ آتٍ لا محالةً وأن لصبرٍ طالَ حدودٌ يستحيلُ بعدَها أى تحَمُلٍ. خرَجَت الأمورُ عن سيطرتِهم قبل انتفاضةِ الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير، بفعلِ التزويرِ، تزويرُ رغباتِ الشعبِ قبل تزويرِ الانتخاباتِ. تصوَرَ القابعون فى السلطةِ أن قوتَهم فى تعيينِ المنافقين والإمعاتِ فى كلِ مكانٍ، خابَ ظنُهم وازادَدَ انعزالُهم وترسَخَت فى شعبٍ يئسَ منهم أعلى درجاتِ الكراهيةِ والنفورِ.

سياساتٌ خاطئةٌ فى كلِ المجالاتِ وجدَت من يدافعُ عنها كذباً، جامعاتٌ خاصةٌ أفسَدَت مفهومَ التعليمِ فى مصر، جودةٌ كاذبةٌ استنفذَت جَهداً ومالاً فقط لشغلِ العقولِ، مُمتلكاتٌ عامةٌ بأبخسِ الأسعارِ بيعَت، أراضِ الدولةِ وُزِعَت على المقربين من أهلِ المالِ، قوانينٌ سيئةٌ سُنَت لمصالحٍ ضَيقةٍ، شخصياتٌ مكروهةٌ عُينَت فى مراكزٍ حيويةٍ، فسادٌ استشرى وتُرِكَ له الحبلِ على الغاربِ. الإعلامُ غابَت عنه المصالحُ العامةُ واقتَصَرَ على ما يُرَوجُ لمن قبعَ فى السلطةِ ويبعدُ عنه ما يُعكرُ مزاجَه، غَيَبَ عنه تماماً صورةَ مجتمعٍ يغلى بكافةِ طوائفِه.

نظامُ حكمِ مصر تَخيلَ أنه سيحكمُ بالإعلامِ الخادعِ وبالعصا الغليظةِ وبالمنافقين والإمعاتِ، لكن انتفاضةَ الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير أثبتَت أن الشعبَ إذا أرادَ يوماً الحياة لا بدَ أن ينحنى القدَرَ. ما يحدثُ فى مصر الآن كان متوقعاً إلا فى دائرةِ من حَكَمَ بمَعزلٍ عن الشعبِ، بفعلِه، بسوءِ اختيارتِه وسياساتِه، حتى لما خرَجَت الأمورُ عن السيطرةِ يوم الجمعة الثامن والعشرين من يناير اقتصَرَ تصورُ الحلِ على إقالةِ حكومةٍ طالَت الشكوى منها ومن سياساتِها المُستفزِةِ المُتعاليةِ، حكومةٌ اِختيرَت عمداً لأنها بلا حولٍ ولا قوةٍ ولا فكرٍ، ما لها إلا مُجَرَدُ تعالٍ أجوفٍ. وإذا كان الحلُ فى تغييرِ الحكومةِ فماذا عن ما اقتَرَفَت من خطايا ومن عينَت من فاشلين فى مختلفِ المؤسساتِ والجامعاتِ والصحفِ؟ ماذا عن مجلسى الشعبِ والشورى وقد شُكِلا بعيداً عن الحكومةِ؟ وماذا عن حكومةٍ جديدةٍ تضمُ نفسَ الوجوه الكريهة؟

ما وصَلَت إليه مصر الآن نتيجةٌ حتميةٌ لحكمِ المكابرةِ، لا بدَ أن نتعلمَ الحوارَ فى صحفِ الحكومةِ، وفى كلِ مكانٍ، هل نتعظُ؟ هل نفتحُ؟ مع أسفى وحزنى،،

مدونتى: ع البحرى
www.albahary.blogspot.com



#حسام_محمود_فهمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا جري للأسكندرية؟!
- وطنٌ قبل أن نبكى عليه
- لنحافظ على الأقباط حتى تسلم مصر
- شارعُ المكعباتِ وميدانُ امنحُتُب ...
- نفقاتُ الجودةِ ...
- أنهم يجلدون المرأة ...
- عودةُ القرشِ الندلِ ...
- إن لم تستح فاصنع ما شئت ...
- لو كنت خواجة ...
- عندما تنهارُ الثوابتُ ...
- ... وإنهم لمُتحَرِشون
- الحرس الجامعي ... كارت أحمر؟!
- دكتوراة من السعودية...
- أنا وأنا ثم أنا...
- تقرير جريدة التايمز بأفضل 200 جامعة الصادر في 16/9/2010
- خناقةُ الشرطةِ والمالِ....
- في بنك الدولة؟!
- كِده وكِده...
- بالقلم علي وشها...
- اختيار القيادات الجامعية...بين الكياسة والسياسة


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - المُكابرةُ ...