منال حمد النيل
الحوار المتمدن-العدد: 975 - 2004 / 10 / 3 - 08:48
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
العواقب المترتبه علي العنف الجنسي الممارس في دارفور :
هناك عواقب عديده للااغتصاب تترب عليها (كما ذكرنا في الجزء الاول من هذا المقال)آثارا فوريه وبعيده المدي تتجاوز الانتهاك المادي الفعلي الذي يتمثل في :
( 1 ) وصمة العار والنبذ :
يشكل الاغتصاب في حد ذاته انتهاكا شنيعا لحقوق الانسان لكن من المحتمل ان تتعرض الناجيات لمذيد من الالم بسبب النبذ ووصمه العار المرتبطين بالاغتصاب .
( 2 )الحمل نتيجة الاغتصاب :
يحتمل ان يتعرض النساء اللواتي تعرضت للحمل بسبب الاغتصاب لمزيد من انتهاك حقوقهن .. فالطفل الناتج يعد طفلا للعدو ( الجنجويد ) .. فقد يتعرضن هن واطفالهن للنبذ من مجتمعاتهن بسبب ذلك , والاحتمال الاكبر هو ان تتعرض النساء المتزوجات الناجيات من الاغتصاب للرفض من ازواجهن وقد يشعرن بانهن مكرهات على التخلى عن الطفل الذى ولد ويواجهن اتخاذ قرار آخر يسبب لهن الصدمة .
وبالنسبة للعديد من الرجال الموجودين فى مخيمات اللاجئين فان انتهاك حقوق الانسان المتمثل فى الاغتصاب يترجم مباشرة كما يبدو الى اذلال لهم وللجماعة التى ينتمون اليها .
ويبدو ان هناك اعتقادا ثقافيا سائدا , ان المرأة لايمكن ان تحمل بسبب الاغتصاب فقط , فهو وضع قسرى , مما يدفع ببعض الناجيات اللائى حملن الى الهرب ..بعيدا حتى لا يلتقين اقاربهن ..
عواقب اقتصادية واجتماعية مترتبة على النبذ :
تترتب على وصمة العار التى تلحق بالنساء الناجيات من الاغتصاب عواقب وخيمة هى ان يتبرأ ازواجهن منهن , رغم ان هذا لا يحدث دائما. والفتيات اللاتى تعرضن للاغتصاب قد لا يتمكن ابدا من الزواج لان وصمة العار قد لحقت بهن او لانهن يعتبرن فاسدات من قبل مجتمعاتهن .
والنساء اللاتى تخلى عنهن ازواجهن او اللاتى لا يتمكن من الزواج لتعرضهن للاغتصاب سيصبحن وبخاصة فى الاطار الاجتماعى لدارفور اكثر ضعفا من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية فلن يستطعن التمتع بالدعم الذى يقدمه الرجال تقليديا , او " الحماية " التى يفترض ان يقدمها الرجال للنساء . فاذا كان لهؤلاء النساء اطفال او كن حوامل نتيجة للاغتصاب فقد يصبحن المعيلات الوحيدات لاطفالهن .
المشاكل الطبية ومشاكل الصحة العقلية :
النساء اللواتى تعرضن للاعتداء والاغتصاب - كما ذكر التقرير - غالبا ما يصبن بجروح جسدية , فالعنف سواء اكان جنسيا او لا يمكن ان تترتب عليه عواقب خطيرة على النظام التناسلى للنساء . والعنف الجسدى او النفسى المصاحب للاغتصاب الذى يمارس ضد النساء الحوامل اصلا يمكن ان يتسبب لهن بالاجهاض مما يعرضهن للنبذ من قبل ازواجهن باعتبارهن لا يؤدين دورهن :" منجبات " ..
ونظرا لكون الاغتصاب من المحرمات الاجتماعية تسكت النساء عن ابلاغ الطبيين فى مخيمات اللاجئين عن الجروح الناجمة عن الاغتصا ب مما يزيد تعرضهن للمضاعفات ..
والنساء اللواتى تعرضن للحمل نتيجة الاغتصاب غالبا ما يعانين من مضاعفات ما قبل الولادة وخلالها وبعدها .. بسبب الجروح الجسدية الناتجة عن الاعتداء . وعند الوضع تتعرض النساء اللواتى اغتصبن للناسور ويحدث الناسور عندما يتمزق الجدار الفاصل بين المهبل والمثانه او المصران .. وتفقد النساء السيطرة على وظائف المثانه او المصران وتصبح معزولة نتيجة الاصابة بسلس البول .
حتى اذا لم لم تصب النساء اللواتى تعرضن للاغتصاب بجروح جسدية بليغة نتيجة ذلك . فان الغياب الواضح لمنتجات الصحة والنظافة الشخصية فى اطار النقص فى الاغاثة المادية فى دارفور او تشاد يسهم فى خطر حدوث عدوى .
الى جانب ذلك ستعانى معظم النساء من مشاكل نفسية خطيرة حيث سيتعين عليهن حمل وتربية طفل غير مرغوب فيه والمعاناة من وصمة العار الاجتماعية وانعدام دعم المجتمع لها .
وفى غرب السودان يمارس تشويه الاعضاء التناسلية الانثوية " الختان " مما يزيد من خطر حدوث جروح خلال الاغتصاب وبالتالى من خطر الاصابة بفيروس الايدز والامراض الجنسية الاخرى مع عدم وجود مرافق طبية كافية لتقديم رعاية طبية شاملة ,..
الاطفال كضحايا للنزاع والآثار المترتبة على النساء :
كان الاطفال كذلك ضحايا للانتهاكات الهائلة لحقوق الانسان التى وقعت فى دارفور حيث تتحمل النساء المسئولية الرئيسية لرعاية الاطفال وبالتالى فان انتهاكات حقوق الانسان المرتكبة ضد الاطفال قد اصابت النساء بصدمات مؤلمة فالعديد منهن شعرن بالذنب لانهن لم يستطعن حماية اطفالهن بصورة افضل .
ويعانى الاطفال ايضا عندما تقتل امهاتهم او والداهم او ينفصلون عن العائلة نتيجة النزاع. وغالبا ما تتولى قريبات الامهات اللواتى قتلن او يتولى الافراد الاناث فى المجتمع ذاته مسئولية رعاية هؤلاء الاطفال. وهذا بدوره يزيد من العبء الذى تتحمله النساء المهجرات اللواتى اضطررن الى القيام بدور اضافى فى رعاية الاطفال المصحوبين بالكبار او المنفصلين عن ذوويهم .
( 3 ) المزيد من خطر العنف الممارس ضد النساء خلال فرارهن وفى سياق التهجير :
النساء والاطفال هم الاشد تضررا جسديا ونفسيا خلال الهروب ونتيجة التهجير القسرى . وخلال الهروب , كانت النساء بوصفهن المسؤلات الاساسيات عن رعاية الاطفال , كن مسؤلات عن بقاء معوليهن على قيد الحياة , والاطفال هم الاكثر عرضة للاصابة بالامراض والانهاك اثناء الهرب , كما يمكن ان يضيعوا او ينفصلوا عن عائلاتهم . ويزيد ضعف الاطفال من خطر وقوع المزيد من الانتهاكات لحقوق امهاتهن او الاناث المسؤلات عن رعايتهن لانه يمكن ان يجعل البحث عن السلامة اطول او يمكن ان يزيد من تعرض المجموعة العائلية للخطر .
الآثار بعيدة المدى للعنف ضد المرأة :
من الاثار بعيده المدى :
( 1 )الزيجات المبكره :
لوحظ في بعض المخيمات الواقعه شرق تشاد انخفاض كبير في مهر العروس وقد حدثت هذه الظاهره في سياق نزاعات اخري اذ يخشي الاهل -نظرا لوجودهم في مخيمات لاجئين - انه سيستحيل عليهم السيطره علي بناتهم وسيحاولون تزويجهم علي عجل لانقاذ شرف الفتاة والعائله.
والزيجات المبكره تشكل بحد ذاتها انتهاكا لحقوق الاطفال وعلاوة علي ذلك فان الفتيات اللواتي يتزوجن في سن مبكرة يواجهن احتمال اقل في التمتع بحقهن في التعليم واحتمال اكبر في التعرض لمشاكل طبيه ونفسيه في حال حدوث حمل مبكر.
وغالبا ما تسبق هذا الزواج مباحثات مطولة بين العائلتين لذا يمكن ان يشكل آليه تمارس العائلتان عبرها درجه معينه من السيطره علي طرفي الزواج وان انهيار هذه الآليه الذي اشارت اليه جزئيا ذياده في الزيجات المبكره يشكل عاملا ضاغطا علي امن النساء والفتيات اللواتي يقدمن علي زيجات يتم الاتفاق عليها علي عجل.وقد يتم تدبير الزيجات المبكره في سياق مخيمات الاجئين بصوره متسرعه وربما تعرض الفتيات لخطر الازواج السئيين.
( 2 ) العائلات التي تترأسها الاناث :
تصبح معظم العائلات التي تعيلها النساء لا دخل لها كغيرها من العائلات التي تقيم في مخيمات او التي بها رجال.فاذا كان عده اشخاص مسؤلين عن العائله يمكنهم اقتسام فرص العمل ومهامه اذ يمكن لشخص ان يقف في طابور الاغذيه وآخر يجلب الماء وثالث يرعي الجرحي والمرضي من كبار العائله .اما العائله التي تترأسها النساء يستحيل عليها ان تؤدي كل هذه الادوار مجتمعه .
وفي اطار الموارد الشحيحه وانعدام الامن الغذائي تتعرض ايضا النساء اللواتي ليس لديهن ازواج للاذي والاستغلال.ويذداد احتمال تعرضهن واطفالهن لسؤ التغذيه ويقل احتمال تحصيلهم للتعليم وغالبا ما تجبر هؤلء النسوه او بناتهن لممارسه الدعاره للبقاء
العسكره المحتمله للمخيمات :
هناك قلق آخر اكثر عموميه من امكانيه تعرض النساء لمذيد من العنف اذا استمر النزاع في دارفور بالتفاقم.في مواقف مماثله ولا سيما في سياق الحرب التي دارت رحاها في جنوب السودان اجبرت النساء علي دعم الكفاح المسلح لتقديم اطفالهن كمقاتلين واجبرن علي تزويد القوات المسلخه بالطعام والمأوى وغالبا ما اضطررن الي تقديم معلومات حساسه لاغراض عسكريه وكل هذا وضعهن في موقف لم يكسبن منه اي سلطه رسميه او غير رسميه في عمليه صنع القرار,لكنهن اعتبرن اعداءا او مخاطر امنيه من جانب الطرف الاخر في النزاع .
ونادرا ما شاركت النساء مشاركه نشطه في النزعات المسلحه ولكن في حالات عديده استخدمن كاهداف في العمليات العسكريه واستخدمت مخيمات اللاجئين في النزاعات الاقليميه الاخري كقواعد امداد للمقاتلين واستخدمت الجماعات المسلحه المعونات الغذائيه احيانا لممارسه الضغط علي جهات اخري مشاركه في النزاع.
وقد نبه تقرير منظمه العفو الدوليه المشار اليه الي ضروره ان تتنبه المفوضيه العليا لشؤن اللاجئين والهئيات الانسانيه العامله في مخيمات اللاجئين والمهجرين داخليا بامكانيه العسكره التي قد تسبب اتهاكات لحقوق الانسان بما فيها انتهاك حقوق المرأة.
#منال_حمد_النيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟