أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - شالوم (10) שלום














المزيد.....


شالوم (10) שלום


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 15:32
المحور: الادب والفن
    


( مجدل شمس )
يرتفع علم إسرائيل على سفح مجدل شمس بالجولان ، وسط ظلام الليل الدامس ، صمت عميق يسود المكان ، يقطعه بين حين وآخر نباح الكلاب .. ضوء أحمر خافت ، يظهر شالوم واقفاً بزيه العسكري ، رأسه للأعلى ، وعيناه تسبحان في صفحة السماء مع حركة القمر والنجوم
شالوم ( متأملاً بعمق): عيناها كبريق النجم الساطع ووجهها كصفحة القمر المتلألئ، إلهي ! أتحبني أم لا ؟.
( مطرقاً برأسه، يجثو على ركبتيه )
شالوم ( يحمل حجراً من الأرض ) : وأنت أيها الحجر ، ألا تريد أن تخبرني ، إن كانت تحبني أم لا ؟ ( صمت عميق .. يقطعه نباح الكلاب ) ما بك أيها الحجر ، ألا تريد أن تنطق ( يقذف الحجر بعيداً) فلتسكت بصمتك الأرعن نباح الكلاب الضالة .
( ينبطح أرضاً .. صمت عميق ، يدخل شاؤول بثيابه المدنية )
شالوم ( ينهض مرتعداً ): مَن هناك ( يشهر مسدسه) قف مكانك .
شاؤول ( مقهقهاً ) : هه هه هه .. لا تقلق يا صديقي .
شالوم ( يضع المسدس في جنبه الأيمن ) : شاؤول ، ما الذي أتى بك إلى هنا ، ألست في إجازة ؟.
شاؤول ( يجلس على الأرض ) : بلى .. ولكنني آثرت البقاء هنا ، فلا وقت لدي للنزول إلى حيفا .
شالوم ( يستلقي ) : حقاً إن المكوث على تلة هذا السفح الوديع ، أفضل بكثير من ضوضاء المدن .
شاؤول : هذا بالنسبة لك ، أما بالنسبة لي فالأمر مختلف تماماً .
شالوم : وما وجه الخلاف فيما أقول ؟.
شاؤول : لم أقل خلاف .. الفرق شاسع بين الخلاف والاختلاف ، فلا خلاف بيننا البتة ، أما الاختلاف فهو على ما تحبه وما أحبه .
شالوم : وما الذي يحببك بهذا المكان ؟.
شاؤول ( ساهماً ) : الماضي .. أجل الماضي الذي حمل أجدادنا إلى هذه البقاع ، ففي كل لحظة أمضيتها هنا ، كنت أتخيل فيها ، كيف كانوا يزرعون ويحصدون الغلال ، حبي لهذا المكان ، نابع من عشقي للماضي ، ماضي أجدادنا الذي أبحث عنه واقتفي أثره .
شالوم : كم أنت مثالي يا شاؤول ؟.
شاؤول : قل عني ما تشاء، لكن لن أبدل عشقي للماضي بكنوز الدنيا وجواهرها .
شالوم : وماذا لو طرق بابك قلب فتاة حسناء ؟.
شاؤول ( مستغرباً): فتاة حسناء .. سأفتح قلبي لها ، وحبي لها لن يفوق حبي للماضي ( بدهاء ) وأنت لمن ستفتح قلبك ؟.
شالوم ( مرتبكاً ) : أنا .. ( مقهقهاً) هه هه ، لا أدري إن كان سيفتح أم لا .
شاؤول : الحب في حياتنا العسكرية يختلف أشد الاختلاف عما هو عليه في حياتنا المدنية ، ومع ذلك يجب أن لا يغيب أبداً .
شالوم ( يذرع السفح جيئة وذهاباً ) : شاؤول .. لم أعرف الحب قط ، مثلما عرفته الآن .
شاؤول : الآن .
شالوم : أجل الآن ، لقد طرق قلبي طرقاً أشد من طرق الرصاص والقذائف ( يضع يده على قلبه ) آه .. يا إلهي ! كم هو مؤلم وعذب هذا الذي يسمونه الحب ؟.
شاؤول ( يقف قبالة شالوم ) : شالوم .. صديقي العزيز ، أأنت عاشق بحق ؟.
شالوم ( يومئ برأسه ) : غارق في العشق .
شاؤول : منذ متى والعشق طارق قلبك ؟.
شالوم : منذ أن قدمت إلى هذا السفح .
شاؤول : مجدل شمس .
شالوم ( يومئ برأسه ) : بلى .
شاؤول ( يخمن ) : زميلاتنا المجندات في المعسكر ، عددهن قليل جداً ( بفضول ) ترى مَن تكون صاحبة الحظ السعيد ؟.
شالوم : لسن من المجندات .
شاؤول ( مستغرباً ) : إذن من تكون ؟.
شالوم ( يشير بيده ) : انظر .. أترى ذلك البيت القصي أسفل الوادي ؟ إنها من قاطنيه .
شاؤول ( مندهشاً ) : من العرب .
شالوم ( يحدق بعيني شاؤول بيأس ) : أجل .
شاؤول ( مستغرباً ) : أمجنون أنت ، أم تراك فقدت عقلك ؟.
شالوم : لا أدري ما الذي شد قلبي إلى قلبها .
شاؤول : وهل هي تحبك ؟.
شالوم : لا أدري .. ربما تحبني ، نظراتها الوادعة تقول ذلك .
شاؤول : ألا تعلم أن شريعتك ليست على هوى شريعتها ، وأن قومها على خصومة معنا ؟.
شالوم : بلى .. ولكن الحب لا يعرف الخصومة ولا يقف عند حدود الشريعة .
شاؤول : حسناً .. سأصدق كل ذلك ، لكن ألا تعلم ما هي عقوبة مَن يخالف تعليمات القيادة العسكرية ؟.
شالوم : أعلم ذلك جيداً ، ومع ذلك سأظل أحبها ما حييت ، كما أحب إسرائيل .
شاؤول : حبك المجنون ، سيجلب لك الويلات ، واعتقد أنك بغنى عنها .
شالوم : كلا يا صديقي .. الحب والسلام يكملان بعضهما الآخر ، فهما من رحم واحد ، ولا يحيا الإنسان من دونهما .
شاؤول ( ممتعضاً ) : حقاً إنك أنت المثالي ، وليس أنا ( يخرج ) .
شالوم ( يستلقي على ظهره ) : لا بأس .. لا بأس ( بشغف ) يحيا الحب .. يحيا ( يغمض عينيه ) .
* * *
إظلام



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شالوم (9) שלום
- شالوم (8) שלום
- شالوم (7) שלום
- شالوم (6) שלום
- شالوم (5) שלום
- شالوم (4) שלום
- شالوم (3) שלום
- شالوم (2) שלום
- طل الملوحي .. فجر الثورة والحرية
- شالوم (1) שלום
- العقل المادي واللا مادي في الإسلام
- تمرد العقل عن سياق الوحي
- العقلانية واليقينية في النص القرآني
- العقل الإسلامي كمعطى ثابت
- تجريد العقل (الفطري) الإسلامي
- العقل وتحكيم القضايا الإلهية
- حدود التصورات العقلية في الإسلام
- العقل ( كجوهر ) إسلامي
- إسلام بلا عقل !
- عقل بلا إسلام !


المزيد.....




- تضارب الروايات.. هل أعطت حماس -الضوء الأخضر- لاتفاق غزة؟
- -فلسطين.. شعب لا يريد الموت-.. كتاب جديد لآلان غريش
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 177 مترجمة للعربية معارك نارية وال ...
- الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية و ...
- جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار ( ...
- جمال سليمان يوجه رسالة بعد عودته لدمشق عن جعل سوريا بلدا عظي ...
- إبراهيم اليازجي.. الشخصية التي مثّلت اللغة في شكلها الإبداعي ...
- -ملحمة المطاريد- .. ثلاثية روائية عن خمسمائة عام من ريف مصر
- تشيلي تروي قصة أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي ...
- حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل أعضاء لجنة الأوسكار وتتسبب في ت ...


المزيد.....

- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - شالوم (10) שלום