أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشويلي - قراءة نقدية في الأيام العشرة للقاص راضي المترفي














المزيد.....

قراءة نقدية في الأيام العشرة للقاص راضي المترفي


كاظم الشويلي

الحوار المتمدن-العدد: 3257 - 2011 / 1 / 25 - 23:17
المحور: الادب والفن
    


كاظم الشويلي قراءة نقدية في الأيام العشرة للقاص راضي المترفي

إلى أرواح الشهداء الذين حاولوا الهروب نحو الحرية فنالت منهم المقاصل ، بهذا الإهداء الحزين و الكلمات المختزلة قدم القاص المبدع راضي المترفي قصته القصيرة الموسومة ( عشرة أيام تكفي ) هدية لشريحة كبيرة من أرواح الشهداء الخالدين في جنات النعيم الذين سبقونا لملاقاة الله بوجه حسن ...

يشرع المترفي بوصف لحظات الفراق والرحيل والحالة النفسية للشخصيات الرئيسية ، حيث نشاهد ان المترفي استطاع ان يرسم لنا حالات الخوف لشخصية المرأة الضعيفة وهي تواجه مجموعة عوامل ، فقد رسم لنا في هذا المقطع الأول من قصته القصيرة الرائعة ، عامل الخوف والرهبة والفراق ، نطالع :

( تحرك القطار وهي واقفة تلوح بيدها لوجهه الذي التصق بالنافذة الزجاجية وبدأت ملامحه بالتلاشي وتمسح بيدها الثانية دمعة انحدرت على خدها الذي ازدادت حمرته بسبب الاحتقان جراء الضغط النفسي لرحيله .. اخذ شبح القطار بالتلاشي فأنزلت يدها وجلست وحيدة على رصيف المحطة باحثة في حاجيات حقيبتها عن شيء يعيد لها رباطة جأشها فلم تجد غير حبة أسبرين تناولتها من غير أحساس بالدوار او الصداع ... ) .
وبهذا الوصف الدقيق والسرد المتأني ، تعرفنا على شخصية مضطهدة مسلوبة الإرادة ، جاءت لتوديع زوجها بالدعاء والدموع ... وكما شاهدنا في البدء ان المترفي ركز على عامل الفراق والألم ، نلاحظه انه قد سلط الضوء في المشهد الثاني من قصته على طموحات وآمال الشهيد ، وهو يحاول الهجرة ربما بدافع (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا ...) ولعله أراد ان ينجو بمبأدى مقدسة في ضميره ، نعم ان القاص أشار الى ان البطل رحل للبحث عن الإنسانية ، نقرأ السرد الرائع للمترفي :
( أرخى رأسه المتعب على مسند المقعد ونام كمن لم ينام عمره كله .. حلم انه استعاد آدميته وانه يتحرك بأمان في بلد لا تعمل شرطته السرية اكثر من اربعة وعشرين ساعة في اليوم ووجد فرصة العمل التي كان يحلم بها منذ أكمل تعليمه . )
وهاهي عدسة المترفي تنتقل مرة أخرى بين شخصيات القصة ، وكأنه يكتب سيناريو لفيلم يوثق فيه قصة تراجيدية لمأساة عراقية ، هاهو يرسم العامل الأخر من العوامل الضاغطة على هذه المرأة الضعيفة ، انه عامل الرهبة من السلطة ، وكأن المترفي يريد أخبارنا ، ان العائلة العراقية في الزمن البائد كالدار المخلوع بابها ، نطالع :
( دخلت غرفة نومها وألقت بجسدها على السرير وسط العتمة واسلمت نفسها للنوم بعد ان لعبت الوساوس برأسها وقت لا تعرف مداه ولم تصحو من النوم الا على طرقات عنيفة متسارعة على باب البيت .. لملمت نفسها وتحركت ببطء نحو الباب المخلوع فوجدت ثلة من الرفاق والشرطة السرية موجهين ماسورات بنادقهم نحوها وخاطبها صوت خشن اجش قاسي النبرات :عليك ان تحضري غدا الى مديرية الامن وتبرري سبب غيابكم عن البيت ثلاثة ايام متواصلة والا ....فأنكم خير من يعرف ما يحصل ثم بصق على الباب وادار لها ظهره فتبعه الآخرون ...
صحا من النوم فوجد القطار قد وصل النقطة الحدودية وشرطة الحدود يفتشون حقائب المسافرين ويدققون في اوراقهم وعندما وصله الدور انزل حقيبته واخرج اوراقه .. فتح الشرطي الحقيبة فوجد بداخلها كتابين وكيس مليء بالتراب اضافة للملابس ثم نظر لها وامره بالترجل ومعه الحقيبة فسأل عن السبب ؟ .
رد الشرطي : الاجابة عند ضابط التحقيق . )
وهكذا تستمر عدسة المترفي وهي تلتقط مشاهد الأحداث التي واجهت الزوج الهارب نحو الحرية والمرأة التي تحاول مناصرة زوجها والوقوف معه رغم كل مضايقات مديرية الأمن وفراق الزوج والحنين اليه والتطلع نحو غد جديد ، لكن يبدو ان الرياح تسير بما لا تشتهي السفن ، وقد حاول البطل الانفلات من الواقع المأساوي ، لكنه سقط بين أيديهم الملوثة بدماء الأبرياء ، نقرأ المقطع الأخير من قصة المترفي بعد ان حققت مديرية اللا امن في العهد البائد مع زوجة الشهيد ( واخبروها ان محكمة الثورة أصدرت حكما بحق زوجها وأعطوها نسخة من ذلك القرار الرهيب .
قرأت فحوى القرار الذي كان نصه :
( نظرا لتجسسه للأعداء ومحاولة تهريب وبيع تراب الوطن لجهة أجنبية قررت محكمة الثورة ... إعدامه شنقا حتى الموت ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة ) .
سألت بدهشة : متى وكيف ؟ . جاء الجواب قبل عشرة أيام . سألت ثانية : هل يحق لي توكيل محامي للدفاع عنه ؟ . جاء الجواب بالنفي وعليك استلام جثته من المشرحة . ) !!

وبهذه اللحظة التنويرية التراجيدية وهذا السرد المتألق يختتم القاص المبدع راضي المترفي قصته الحزينة والتي تؤرخ لشهداء العراق الذين سقطوا فداء لتراب هذا الوطن المعطاء ، تحية للقاص راضي المترفي وهو يقدم لنا عملا أدبيا هادفا على شكل قصة قصيرة ، يحيي فيه ذكريات شهدائنا ...



#كاظم_الشويلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البراعة السردية للقاص رياض الاسدي
- ما بين السخرية والمرارة في بيبسي للقاصة بان الخيالي
- بقعة ضوء على الرؤوس المتطايرة للقاص حمودي الكناني
- الزيلفون
- الخيالات الصادقة للقاص أنمار رحمة الله
- نظرة سريعة لإبداعات القاص جعفر المكصوصي
- الوجوه البيضاء للقاص خزعل المفرجي
- أحلام القاص عبد الفتاح المطّلبي
- لمحة نقدية لقصص المبدعة سنية عبد عون رشو
- القاص جيكور ... عندما يتحفنا بروائعه
- الشاعرة رغد صدام ...وعلى الدنيا السلام
- قُتل الإنسان ما أكفره ....
- تايتانيك عراقية ...
- شتاء جهنم ..... قصة قصيرة
- اقراط سوسن ..... قصة قصيرة
- أين أنت ...... يا نجمة الصباح


المزيد.....




- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشويلي - قراءة نقدية في الأيام العشرة للقاص راضي المترفي