|
إذهب الى الجحيم؟
سيمون خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23 - 15:23
المحور:
كتابات ساخرة
Go to the hall ΜΟΛΩΝ ΛΑΒΕ
" مولان لافي " إذهب الى الجحيم ، هكذا صرخ " ليونيداس " الإسبارتي قائد الثلاثمائة محارب ، في مواجهة قائد حملة الغزو الفارسي . في القرن الخامس قبل الميلاد . كان هناك رجل عجوز أعرج يغني ، " ما أجمل أن يموت الرجل الشجاع ، في الصف الأول من المقاتلين ، في سبيل أوطانهم ، ألا فليثبت كل إنسان في مكانه واقفاً على قدميه ، لا يتزحزح عن موقفه ، وليعض على نواجذه " . أيقظت أغاني العجوز روح الحماسة لدى الإسبارتيين ، قاتلوا حتى الموت . وتحولوا الى رمزاً لمعنى الدفاع عن الحرية ، والكرامة ، وحق الحياة . إذهب الى الجحيم ،ودفع " ليونيداس " بقدمة اليسرى أحد خونة الشعب نحو حفرة عميقة كانت مكباً للنفايات . في حينها أطلق الشاعر الإغريقي " إسخليوس " صرخته التاريخية " الحياة أحد أمرين ، الحرية أو العبودية ، وللحرية ثمن ، وجوهر الحرية ، حرية التفكير والعمل وحق الحياة " . هزمت إسبارتة نتيجة تخاذل حلفائها من أهل أثينا ، كانت الهزيمة دافعاً للجميع لتوحيد صفوفهم وهزم الغزو الفارسي في معركة " الماراثون " التاريخية . يرحل الإحتلال ، يرحل الحاكم ، ويبقى الشعب والقصيدة . تونس أيضاً تحتاج الى إنتفاضة شعوب أخرى معها الى " ماراثون " أخر ، يسجل نصراً على التاريخ. من قوانين " إسبارتة " كان هناك قانون شهير عرف بقانون " ليقورغ " الإغريقي ، وجوهره ، " إن الواجب يقضي على السياسي أن يجعل موته ، إذا إستطاع عملاً يخدم به شعبه " ..؟ " البوعزيزي " كان هو رسالة الماراثون الجديد لشعوب حان موعد يقظتها من رقادها الشتوي الطويل . ترى لو أن البقية الباقية من الحكام شدوا الرحال " سلماً " الى " جدة " .. أليس عملهم هذا خدمة لتلك الشعوب التي حكموها طيلة سنوات دهرية ، محاولين تحويل شعوبها الى أقنان لا تستطيع الدفاع عنهم ؟! من أمثالنا المحلية ، أن العاقل من إتعظ بغيره ، أو بمصير غيره ؟! هل مطلوب تعداد النماذج والسيرة الذاتية لكل ديكتاتور، لكن يبدو أن لا عقلاء لدينا ، بل مجموعة من الديناصورات المصغرة . التي تقزمت بفعل الزمن وتحولت الى تماسيح ، تذرف دموعاً مزورة ؟ تستجدي " كذب " العرافين من وعاظ السلاطين ، ترى ما هو مستقبلي كحاكم ؟! أبشر ياطويل العمر ، بطول العمر . أنت القائد الأوحد ملك الملوك ، وقاهر الثعابين . أنت " يوشع " الذي إخترع ديانة جديدة ، وشرعنت لأول إستيطان بشري في التاريخ ، أنت أيديولوجية الزمن ..على كل حال قد لا تنتهي قائمة التطبيل هذه . والطبل لا يصدر سوى صوتاً أجوفاً . ربما من فضائل " الرسول محمد " أنه أغلق الباب خلفه ، " أنا أخر الأنبياء " . شخصياً أحترم جداً هذه الفكرة الذهبية . قبل أن يأتي عصر الفضاء وفيزياء الكون . المهم أن وعاظ الملوك والحكام من جنرالات وغيره ، فاتهم أنه من الصعب التنبؤ بإتجاه سير حركة الجماهير ، وموعد صحوتها . كما أن البشر ليسوا تجربة لعالم يمكن أن يجري عليهم تجربته كما في مختبر . أو أن احزابهم الكاريكاتورية قادرة على التحكم بالصراع والحراك الإجتماعي . فلم يعد أحد يؤمن بطاعة الحاكم ، والتمسك بالصبر والسلوان حسب أخر منجزات الفتاوي الفضائية . والى أن يقضي " الإله " أمراً كان مفعولاً..؟ فقد نسي " الإله " الشعب وفشلت إرادة الفضاء في زحزحة حاكم طاغي واحد ، أو إقناعة بالإستقالة والرحيل الى " جدة " . أما حان موعد الحج الى " جدة " ؟ هكذا قال الشعب " الألباني " لحاكمه " سالي بريسا " منذ أيام فقط ، أجاب " الطاغية " سالي " في رسالة متلفزة : ألبانيا ليست تونس ..؟ وسقط أربعة قتلى .. في مواجهة دامية بين الشعب الألباني ، وبين قوات حرس الطاغية . المتهم بتزوير الإنتخابات ، وبسرقة أموال الشعب . لماذا كل الحكام الطغاة لصوص وحرامية ومزورين ؟ لأن أحدأ لم يصرح عندما تولى السلطة عن حسابه المالي أو البنكي ، فلا تقاليد ديمقراطية . في مصر أيام زمان كان هناك برنامج إذاعي يدعى " أبو لمعة " تحولت مقدمته الإذاعية الى أغنية شعبية تقول ياأبو لمعة سرقوا الصندوق ..؟ يجيب أبو لمعه ، لكن مفتاحه معايا " سرقوا الصناديق بيد أن المفاتيح كلها كانت في يد وزير الداخلية ؟. هذا نظام " وأطيعوا أولى الأمر منكم " . لذا يمكن أن يعدل الدستور بلحظات إرضاءاً لحاكم ، ويمكن القذف به الى المجارير ، نزولاً عند رغبة " السيدة الأولى " ، ويكمن أن يصوت الأموات ، يقال أن أبو الهول في أخر إنتخابات أدلى بصوته الإنتخابي ، حسب رأي صديق لي قال : أنه إعترض على وجود نموذج بشري له ..؟ ويمكن تغييرأي قانون بلا إستثناء، بفتوى من مفتي ، لا أحد يدري لماذا يفتح هذا " المفتي " فمه متثائباً بين الحين والأخر ..؟ هل تتذكر " التنين " الصيني الخرافي الذي ينفث اللهب ..؟ للحقيقة ليس خرافياً ، فقد أثبت العلم وعلماء الأثار وجوده في الصين " الشعبية " سابقاً ، لكن في بلادنا نحن أيضاً لدينا أكثر من " تنين " ليس أصفراً ، بل أسوداً على بني ، على أخضراً ، على أي لون تشاء . بإستثناء " الأحمر " والعياذ به ؟! فهو لون الغضب الشعبي . إذهب الى الجحيم .. لكن ليس فقط الحاكم أو زوجته التي حملت أخطاء نظامهم السياسي ، بل ليذهب الى الجحيم كل النظام السياسي وعسسة وصحافيه المأجورين . أليس معيباً أن يكون المرء " صحافياً " ومنافقاً ، أو ماسحاً لأحذية جنرال موميائي ؟. على كل حال وحسب رأي صديق لي ، أنه ربما على كافة الحكام تطليق زوجاتهم ، بإستثناء ملك اليمين من برلسكونيات ، وبلغاريات ، وتشافيزيات ، وبشيريات ، وسركوزيات . لكي يتهم النظام بالفساد العائلي والأخلاقي . في بلادنا هناك مثل شعبي يقول : إثنان لا يدري بهم أحد ، موت الفقير ، وتعريص الغني والحاكم . شخصياً أدعو بطول العمر لصديقي العزيز " توفيق عبد الحي " ربما قد يأتي اليوم الذي يستعيد فيه غراميات أيام الشباب ، لكن لا أدري إذا ما كان هذا اليوم غداً أو بعد غد ؟ ومن حق المؤمن " الرضاعة " حتى لو كانت زوجة حاكم . كما أن من حق الحاكم الزول " الإنفاق " على زوجات بعض رعاياه بعد ترحيل معيلها الى رحمته .. الموضوع عادي جداً ، وأتمنى أن لا يستغرب أحداً ذلك ، كل يدفع " زكاته " حسب طريقته الخاصة . في مطلق الأحوال ، التغيير قادم إما سلماً أو على جثث الشعب ، الذي من محبة " الإله " له إبتلاه بكل هذه المصائب ؟؟ ألا يقال أن " الإله " إذا أحب عبداً إبتلاه ..؟ فسبحان هذه المحبة ، التي فاقت حدودها ، أو أن من الحب ما قتل . ؟ أيها النظام الحاكم ...GO TO THE HELL..
#سيمون_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار الإلكتروني - الجذري - والوصايا العشر
-
أيها الحاكم ..إرحل فوجودك ..عار علينا ..
-
وددت ، لو أحببتك منذ الولادة .. لكان العمر أجمل .
-
حان موسم / شراء الفرح ..؟!
-
نبحث عن - إله - / لا يعتبر العلمانية عدواً له ..؟!
-
مات - الإله - عندما أصبح الإنسان وكيلاً عنه ، ونائبه الأرضي
...
-
أي غد لأوربا ..وأزمة البحث عن الهوية والمستقبل ..؟
-
هل يتحول الإتحاد الأوربي / الى نادٍ للكبار فقط ..؟
-
لماذا صاح الديك / هلولويا ..هلولويا ؟
-
في عيد - الملائكة - / حتى الشيطان رقص وشرب خمراً
-
الناخب اليوناني يوجه / صفعة قوية لأحزابه ..؟!
-
الدجاجة التي باضت بيضة مربعة ..؟!
-
هروب أحد - الملائكة - / الى خمارة - تو كوتوكي -
-
خربشات - مرغريتا - الصغيرة ..!
-
هل - الإله - مؤلف كتب ..أم خالق الحياة ..أو قاتل للإيجار ..؟
...
-
موقع الحوار المتمدن / هذا الملاك الجميل ..
-
من بحر عكا.. الى بحر أثينا ؟
-
صراع - القات - والأيديولوجية / في اليمن - الديمقراطية - ؟!
-
من يستيقظ أولاً ...يصبح بطلاً قومياً ..؟!
-
سقوط أخر سلالة - الملكة بلقيس - / هيلاسيلاسي .. أسد أفريقيا
المزيد.....
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|