محمد حسن فلاحية
الحوار المتمدن-العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23 - 02:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هكذا تخلى وليد جنبلاط عن ثورة الأرزلكن هل شعر بالخوف على حياته إثر التهديد والإرهاب الذي تمارسه دمشق وطهران ضده وفي النهاية انكسر غصن شجرة الأرز أمام هول العاصفة ؟ أم في واقع الامر أنه حنّ الى طبيعته ؟ بالأمس كان حزب الله يتهمه بأنه يعالج في مستشفى للامراض العقيلة في باريس بعد تحالفه مع 14 أذار واليوم اعتبرالحزب الإلهي ومن وراءه دمشق بأنه رجل شجاع وقوي بعد تحالفه مع 8أذارفهل نحن أمام حالة شيزوفرني حزبي وطائفي في لبنان ؟!
هو قالها في مؤتمره الصحفي بأنّ حزبه يساري وينوي التمسك بمادئ الحزب كما قالها سابقاً بأن تحالفه مع أصدقاء واشنطن كانت خطيئة لاتغتفر، لكن ألا يوجد شخص ليطرح عليه سؤالاً هل أنّ حزب الله يساري لكي يقوم بالتحالف معه أم يميني؟ وما علاقته بالنظام السوري الذي اتهمه باغتيال والده وهل أن حزب بشار الاسد يساري وقومي أم أنه حزب يمارس كل الجرائم باسم العروبة والنضال الإشتراكي ولماذا في هذه المرحلة بالتحديد تغير مساره وماهي الصفقة التي تمت بينه وبين بشار و أية الله قيد الإعداد في لبنان حسن نصر الله ؟ لماذا تذكر وليد في مثل هذه الظروف أنه يساري ولماذا يريد العودة لليسار بعد تحالفه مع اليمين الـ "س- س" (حكومة اليمين المتحالفة مع اليمين ) بعد كل هذه السنوات .
إذن افترض جنبلاط معركة "كسر عظم" في هذه المرحلة بالتحديد ليتحول من "إمّعة " الى "مقدام " حسب ظنه ، فقام بسرد ممل لعدد من المبررات لإتخاذه مثل هذا القرار "قرار العودة الى جذوره" والتخلي عن الموالاة والتحرك صوب المعارضة لعله و عسى يحصل على منصب في الحكومة المقبلة وهو يملك مقاعد في البرلمان لايستهان بها فأكد جنبلاط "ثبات حزبه ووقوفه إلى جانب سورية والمقاومة", آملاً "أن تأخذ اللعبة الديمقراطية مداها بعيداً عن التشنجات والاصطفافات المذهبية" .
منتهزاً ظروف لبنان العصيبة التي يمر بها هذا البلد بسبب القرار الظني للمحكمة الدولية والتوقيت جاء في صالحه حيث تم يوم الاعلان عن القرار الظني الذي اعتبر فيه أن "المحكمة الدولية أخذت بعداً سياسياً بامتياز وتحولت إلى أداة تخريب وخرجت عن مسار العدالة", لكن لا نعرف هل سيتمكن جنبلاط بالسيطرة على نواب كتلته "اللقاء الديمقراطي" التي يرأسها (11 نائباً: بينهم أربعة ملتزمون بالحزب الاشتراكي) الذين سيصوتون لصالح مرشح المعارضة, وسط معلومات تشير الى أن 7 أو 8 أسماء باتت في حكم "الخارجة عن كتلته", فيما تشير معلومات أخرى عن 5 نواب فقط, بينهم جنبلاط نفسه, وبالتالي فإن الأكثرية في هذه الحالة تبقى مع "14 آذار".
فهل تغيّر موقف جنبلاط يعود اساساً للانشقاق الحاصل في كتلته أم لطبيعته المتقلبه بين الفينة والأخرى فقال جنبلاط أنه يريدها للتاريخ بأن يكون حزبه الإشتراكي في مسار نضاله اليساري أمانة موقفه صعب للغاية ، فالعواصف السياسية التي بدأت تعصف بلبنان يبدو أنها استطاعت لي غصون شجر الأرز، وهو يُتقن تغيير اتجاه اختياراته مع تغيرها حتى لا تطيح به، وبعد أن همدت، قرّر الانحناء للعاصفة التي تأتينا من دمشق وطهران لكن الى متى سيستمر هكذا ؟ يجب أن ننتظر ما سيحدث في قلب العاصفة في بلاد الارز .
#محمد_حسن_فلاحية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟