أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - الجماهير تهز عروش الاسلام السياسي والقوميين !














المزيد.....

الجماهير تهز عروش الاسلام السياسي والقوميين !


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هروب بن علي حادثة ذات دلالة تأريخية وسياسية عميقة. فلاول مرة في التأريخ المعاصر للانظمة القومية العربية تطيح الجماهير باحد رؤوس الانظمة وتجبره على الهرب الى الخارج وتعلن الاحكام العرفية في البلاد. ولكن ذلك لن يبعث ألأمل في نفوس ”ديمقراطيي“ العراق الجديد الذين نصبوا بالحرب الامريكية الاجرامية وحملات القصف الوحشية والقتل الجماعي وتفتيت المجتمع الى اديان وقبائل وطوائف متصارعة سموها "الموزاييك"، بل انه مبعث قلقهم، بالتأكيد.

ان هرب بن علي وحدوث الانتفاضة الجماهيرية الثورية لقلب النظام لم يكن هذه المرة بمؤامرة انقلابية عسكرية ولا اخرى مولتها امريكا ومخابراتها ولا ”انتفاضة اسلامية“ هندستها جمهورية الاعدامات والرجم في ايران بملايين الدولارات، بل هي انتفاضة شعبية اشعل شرارتها شاب كان يبيع الفاكهة بعربته في الشارع وحين تم الاعتداء عليه ومعاملته بوحشية من قبل البوليس، قام بحرق نفسه احتجاجا على الاوضاع المتردية.

ولكن الثورة غالبا ما تلهبها قدحة صغيرة. فكما ان نتائج لانتخابات في الجمهورية الاسلامية قد الهبت انتفاضة ثورية عارمة في كل مدن ايران ضد الحكومة الاسلامية مؤدية الى تطورات متسارعة واحدثت صدع لن يلتئم داخل الجمهورية الاسلامية برمتها، فان انتحار الشاب التونسي احتجاجا على الظلم الهبت هي الاخرى الجماهير والهمتهم الانتفاضة والانقضاض على الحكومة وقواتها الاجرامية مؤدية الى هرب رئيس البلاد.

ان الانتفاضة الثورية لجماهير ايران والانتفاضة الثورية لجماهير تونس حدثان مترابطان. انه انقضاض الجماهير على رموز الهمجية في المنطقة؛ الاسلام السياسي والقوميين العرب. ان الجماهير تستفيد مما لديها من فرص وهي تتحرك وفق ما لديها من مساحة. ان ما جرى ويجري يتجاوز اهداف توفير فرص عمل او تحسين الاقتصاد او زيادة الدخول للفئات المحرومة الى اهداف تحررية اعمق بكثير. انه رغبة عارمة بالقضاء على كل ما هو سائد وكائن. ان انتفاضة الجماهير في تونس وقبلها انتفاضة الجماهير الثورية في ايران راديكالية لا اصلاحية. وهي بهذا احتجاجات موجهة بالاساس ضد نهج وفلسفة وممارسة حركات سياسية بعينها تسلطت سنين طويلة وادت الى ترسيخ واقع مرير من القمع والاظطهاد والبؤس والتمييز؛ انهما حركة الاسلام السياسي والقومية العربية.

انتفاضة الجماهير الثائرة في ايران و تونس (وغدا في مناطق اخرى) تحطمان مقولة ان جماهير المنطقة لها تراثها الخنوع الخاص بها. او انها جماهير بليدة او خانعة للقوميين العرب او لقوى الاسلام السياسي. ان الجماهير تضع علامة استفهام كبرى حول التأريخ نفسه. فاحداث تونس تنقل الصدع الاجتماعي الى موقع جديد بين الطبقات الاجتماعية المتناحرة: بين الطبقة العاملة وعموم الجماهير المحرومة من جهة والطبقة البرجوازية المترفة الطفيلية من جهة اخرى. لم يعد الخلاف اليوم بين مؤيدي امريكا من القوميين العرب (يسميهم الاعلام الغربي بشكل مغرض بالليبراليين) ومؤيدي ايران والقاعدة وقوى الاسلام السياسي الجهادية الاخرى. واضح ان الانقسام اليوم يزاح الى خطوط تماس جديدة بين جبهة جماهير مليونية وجبهة حفنة رجعية قابضة على مقادير السلطة.

هذا التصدع يرسل برقيات عزاء مستعجلة لحكام المنطقة وطبقاته الحاكمة. وفي العراق سيستلم "الديمقراطيون" الاسلاميون والقوميون والعشائريون من المالكي وعلاوي والحكيم والصدر وبقية شيوخ وملالي الاسلام والقوميين الكرد والعرب تلك الرسائل ويدركوا ان الف كلمة ديمقراطية يطلقونها على حكمهم لن تقدر على ستر وحشية ومرارة الواقع الذي تعيشه جماهير العراق.

من يقول ان عصر الثورة قد ولى عليه ان يملي النظر بنضال الجماهير في تونس وايران ومصر والجزائر والعراق وان يرى ان الامر يتجاوز الجوع والفقر الى الرغبة بالحرية؛ الحرية من الاسلام السياسي والحرية من القوميين العرب والحرية من تلكم الايديولوجيات التمييزية والمتخلفة والهمجية والعاجزة كليا عن حل اي معضلة في المجتمع ونشود بدائل انسانية لقوى اشتراكية متمدنة وانسانية؛ بدائل تضع الانسان والانسانية في جوهر فكرها وممارستها وتقوم على تحقيق اوسع اشكال الحرية والمساواة والرفاه والتمدن ولجميع البشر.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تشكيل الحكومة والاتفاق السياسي بين الكتل النيابية الفائز ...
- كلمة عصام شكري في مراسيم ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمة 1917
- حول ارتكاب السلطة لجرائم الاعدام
- قمع السلطة الميليشياتية للتظاهرات وتقرير منظمة ”مراقبة حقوق ...
- تيري جونز – اوباما: حرية للاديان ام حرية من الاديان ؟!
- وداعاً جنيفر!
- كلمة عصام شكري بذكرى رحيل منصور حكمت
- انتبهوا من ”النتلة“ القادمة !
- مواجهة الفقر في العراق مسألة سياسية !
- بايدن واغاثة القومية العربية!
- فوكوياما واندحار ايديولوجيا اليمين الامريكي
- دعوة الى سيمنار بنيويورك - اليسار وافاق الديمقراطية في الشرق ...
- كيف ينقذ المجتمع من أسهموا في دماره ؟!
- من قتلَ مدينة ؟
- ثمن التفرج على مهرجي ”الديمقراطية“ !
- اقصاء ومصالحة
- الانتخابات، البعثيين، وجواب الازمة !
- نجاح الثورة الايرانية سيصعد الحركة الثورية في العراق
- الانحطاط السياسي في العراق
- احسان فتاحيان - اعدام مواطن *


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - الجماهير تهز عروش الاسلام السياسي والقوميين !