أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زينب رشيد - ميلاد مجيد وعيد سعيد ولو كره المسلمون













المزيد.....

ميلاد مجيد وعيد سعيد ولو كره المسلمون


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 08:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن الرسول محمد قال: "لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فاذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه الى أضيقه".

هذا الحديث وبكل تفسيراته ومعانيه وبعد كل الاجتهادات والاختلافات والاتفاقات بخصوصه، وقراءته من كل الزوايا الشرعية التي ينظر من خلالها كل رجل دين من السلف أم الخلف، ومن المتزمتين والمنفتحين، ومن دعاة السيف ودعاة التسامح، ومن كل المذاهب الاسلامية على اختلافها وتنوعاتها، هذا الحديث وما أمر محمدا المسلمين به، يصبح الشغل الشاغل وموضوع الساعة في الفضائيات والمنتديات وغرف الشات، وهو وحده يصبح موضوع كل الخطب في المساجد والزوايا والتكايا في مثل هذه الاوقات كل عام بالتزامن مع احتفالات المسيحيين في العالم بعيد الميلاد واحتفال كل العالم تقريبا برأس السنة.

قاعدة لا اجتهاد في نص تقف عائقا بوجه القلة النادرة التي تريد لي عنق نص الحديث أو روحه من خلال تحميله معاني هو بريء منها تماما، والعائق الأكبر أن النص القرآني يحتوي على أوامر أبعد من مجرد عدم مبادأة اليهودي والنصراني السلام أو التضييق عليه، وتصل في آيات كثيرة الى المطالبة بقتاله وقتله.

في مثل هذا الجو المشبع حتى القداسة بالعداء للآخر، من الجائز أن نتوقع كل شيئ، فلا يصبح غريبا ولا مستهجنا قتل المصلين بالجملة بعد خروجهم من قداس عيد الميلاد كما حصل العام الماضي في نجع حمادي، أو كما حصل ليلة الأمس من حصد لأرواح عشرات الأبرياء أثناء خروجهم بُعيد منتصف الليل من كنيسة القديسيين في مدينة الاسكندرية.

ربما يكون بيان تنظيم القاعدة في العراق الذي هدد عبره بقتل أقباط مصر قد شكل عامل تحريض لارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء، ولكنه بالتأكيد ليس السبب الرئيسي لما حصل، وإلا ليدلنا رجال الدولة والدين الذي أحالوا سبب هذه المجزرة الى بيان القاعدة، عن سبب كل المجازر التي ارتكبت بحق المسيحيين قبل تاريخ ذلك البيان، ومن بين هذه المجازر، مجزرة نجع حمادي في العام الماضي، والهجوم بالسيف من قبل رجل مسلم على المصلين في ذات الكنيسة التي شهدت مجزرة الأمس حيث قتل أحد المصلين وجرح عددا آخر منهم، وغير هذه المجازر ضد المسيحيين وغيرهم في مصر والعراق وباكستان وبقية الدول التي يشكل المسلمون أغلبية عددية فيها.

طبعا الجماهير المشحونة بمثل الحديث المذكور أعلاه وغيره من النصوص، والتي دائما وأبدا يخرج المجرم الانتحاري من بين صفوفها، هو ومن يساعده ويؤمن له كل ما هو مطلوب لتنفيذ جريمته. هذه الجماهير وفي مفارقة عجيبة تستهجن الجريمة ولا تجد الا اسرائيل وأمريكا وربما اوروبا لتحملهم المسؤولية المباشرة عن كل المجازر التي ترتكب بحق غير المسلمين وحتى المسلمين من الطوائف الاخرى غير السنية، في وقت تؤكد هذه الجماهير على انه لا يمكن لها التزاما منها بما شرعه لها الله والرسول حتى أن تلقي السلام على هذا الآخر أو تهنئته بأعياده، وتذهب ذات الجماهير أبعد من ذلك عندما تفرح وتهلل وتزغرد وتقيم الافراح احتفالا بقتل الاخر مثلما فعلت عائلة وجيران وأبناء منطقة المجرم الفلسطيني رائد البنا الذي فجر نفسه في تجمع للشيعة قبل سنوات وقتل أكثر من مائة وثلاثون منهم.

ماذا فعل لنا جارنا المسيحي حتى لا نسلم عليه ولا نهنأه بأعياده، وهو الذي لا يتردد لحظة بالقاء تحيته الدينية "سلام ونعمة" في ذهابه وايابه، ولا يدع فرصة لتقديم واجب العزاء والمواساة في أتراحنا وواجب التهنئة في أفراحنا وأعيادنا حتى تلك الأعياد التي تنتقص منه ومن دينه، وماذا فعل لنا شركائنا المسيحيين في العمل من زميلات وزملاء نتقاسم معهم ويقاسموننا كل شيئ من الهموم وصولا الى الساندويتش، وكيف نقبل أن نُبقي بين النصوص التي نؤمن بها نصا يدعو الى عدم القاء السلام والتضييق على مسيحي وقتاله وقتله وهو ربما يكون أفضل بأضعاف من كثير من المسلمون الذين نعرفهم، حتى لو كان هذا النص صحيحا وحتى لو كان قائله الرسول.

من بين آثار الحديث أعلاه وتداعيات الالتزام به وبغيره من النصوص الاستئصالية والاقصائية، مقولة لمرشد الاخوان المسلمون السابق محمد مهدي عاكف، بأن المسلم الماليزي أقرب اليه من المسيحي المصري، وهذه التلميحات العنصرية ضد ابناء الوطن هي وماشابهها تشكل التربة الخصبة التي يترعرع فيها المجرمون الذين يعتقدون ان بقتلهم للمسيحيين وغيرهم سينالون جنة ملؤها حور العين وانهار اللبن والخمر والعسل، فبئس الفعل وبئس الهدف.

أما أنا، فان اخوتي في الوطن من المسيحيين وغيرهم وأغلبهم أكثر أصالة وعمق تاريخي في الوطن من المسلمين، فانهم أقرب لي من أي مسلم، وعليه فان مسيحي فلسطيني يعني بالنسبة لي ربما أكثر من كل أمة محمد خارج فلسطين، واضافة لدعوتي الصريحة للعمل على ازالة أو تحييد كل النصوص التي تمس الآخر ومعتقده وكرامته وانسانيته سواء كانت قرآنا أم حديثا أم اجماعا أم قياس، فانني أدين مجزرة الامس الاجرامية وكل الجرائم ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وأعزي أهل الضحايا بفقدان أحبتهم، ولأخوتي المسيحيين بشكل عام أقول ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير ولو كره أخوتي المسلمون.

الى اللقاء



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون وممتلكاتهم أضاحي لعيد الأضحى
- دفاعا عن الله
- أين حملة كاميرون أطلق الأمير سعود؟
- هنيئا للتمدن بجائزة الحوار المتمدن
- اوباما..لا تطلق حميدان
- الأصل في الاسلام هو العنف
- لا يحدث إلا في ديار الاسلام
- نعم أنا فلسطينية
- كاميليا زاخر..حتى لا يكون مصيرها كمصير وفاء قسطنطين
- مسجد قرطبة النيويوركي..مسجد ضرار
- تنويعات على هامش الاسلام وتخلف المسلمين
- سوريا..الطغيان ما زال في صباه
- اسرائيل ونحن...بلا تشابيه
- هل أٌغتيل نصر حامد ابو زيد؟
- لسنا ملك يمينكم ولا يساركم
- عن سوريا وحاجتها الملحَة لأساطيل الحرية
- أردوغان..لعله يكون آخر الأنبياء
- حماس..نكبة النكبات
- لتكن القدس كما مكة قبل الاسلام
- أَيُّهُمَا العصر الجاهلي؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زينب رشيد - ميلاد مجيد وعيد سعيد ولو كره المسلمون