أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأم هي أول مدرسة














المزيد.....

الأم هي أول مدرسة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 12:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأم هي المدرسة الأولى التي يتخرج منها كبار الموسيقيين وكبار الفنانين وكبار السياسيين والملوك ورؤساء الجمهوريات , والعامل والجندي , والهامل والكامل والطيب والشرير,وهي المدرسة الوحيدة الجامعة لكافة التخصصات السياسية أو الثقافية وإذا كانت الأم اجتماعية مع الناس فإن أبناءها يصبحون مثلها اجتماعيون وإذا كانت انطوائية ومنعزلة عن الناس والمجتمع فإن أبناءها يصبحون مثلها أو يتأثرون بالجو المحيط بهم وتصبح حياة العُزلة بعد مضي السنين نوعاً من التبربُر والهمجية أو صراعاً بين الأصالة والمعاصرة والاغتراب كما هو الحال في رواية (ماركيز:مائة عام من العزلة) وأنا شخصياً يصبح عندي شعور بأنني غجري وقادم من كوكب آخر غريب وبعيد عن كوكب الأرض إذا مثلا عزلتُ نفسي عن الناس أسبوعا واحداً أو شهرا على أبلغ تقدير وأشعر بأن قلبي بدأ يمرض ونفسيتي تتعقد وتكتئب وأنظر في المرآة فأرى وجهي عبوسا أسودا ومملا فأبدا بمحاولة التعرف على الناس والاقتراب منهم فتخضرُّ نفسي من جديد وتطلع الأعشاب من فروة رأسي- طبعا من حسن حظي هو أن أُمي كائن اجتماعي من الطراز الأول مع الناس ولا تحب العُزلة -هذا طبعا في مدة أقصاها شهرا كاملا ولكن ما رأيكم بالذي يعزل نفسه عن العالم والناس عشرون عاما أو خمسون عاما؟ هذه الشرائح من الناس موجودة بيننا وبكثرة ..وما الذي يحدث لأي شخص آخر غيري سواء أكان أنثى أو ذكرا إذا مثلا عزل نفسه عن العالم والناس مدة 20 سنة؟من المؤكد أنه سيصبح بربريا,نعم, بربرياً لا يعرف كيف يخاطب الناس أو يمازحهم أو يجادلهم في حياتهم وسيفقد بعد فترة قدرته في التكيّف مع المجتمع المحيط به , خطرت هذه الفكرة في خاطري عندما كنت أقرأ عن بعض الأدباء المحبين للعزلة والمحبين لأمهاتهم ,فبالرغم من أنهم أدباء وكتاب مبدعون غير أنهم اجتماعيا غير أليفين يكرهون الناس والناس تكرههم دونما أي سبب, وشاهدت في حياتي 3 شخصيات من هذا النوع الأول هو (العقاد)وكان محباً لأمه متعلقٌ بها والثانية (امرأة) من طبقة الكُتاب والإعلاميين, وهي محبة لأمها ومتعلقةٌ بها , والثالث(شاعر)وأعتقد بأنه أكثر شخصية عرفتها محباً لأمه ومتعلقٌ بها طبعا الشخصية الأولى وهي (العقاد) كان السبب في حبها للعزلة هو أم الشخصية بحيث كانت تقول للناس على مسمع ابنها (لالالا كله كوم وعباس ده كوم تاني) والشخصية الثانية كانت الأم طبعا هي السبب في تكبرها على الناس لأنها كانت تقول لها دائما (أنت طراز آخر من البنات ..أنت ما فيش لا قبلك ولا بعدك..أنت لازم يخطبونك الملوك والأمراء) طبعا ما زالت تنتظر الأمير الذي يأتي ليس على حصان أبيض بل ممتطيا سيارة (جاغوار) الجبلية.

والشخصية الثالثة والأخيرة رجل أعرفه كما أعرف نفسي وتربطني به علاقة سطحية وكانت أمه أيضا هي السبب بحيث كانت دائما ما تقول له على مسمع أذني ( أكم مره قلت لك لا تلعبش مع هذاك الولد ..مش أي ناس لازم تلعب معهم ) وكانت تتحدث للجارات عن ابنها عادل وتقول: (إنسان حساس, ومش بس عادل إنسان حساس أنا كل أولادي هيك ) فكنا ونحن أطفال نلعب كلنا مع بعضنا ما عدى عادل كان ينزوي وينطوي على نفسه ,وحين ماتت تلك الأم بقي كل الأولاد مصرين على ما كانت تقوله عنهم والدتهم فجميعهم هو وإخوته حتى اليوم لا يحبون الجلوس مع الناس ولا يحبون مشاركة الناس في حياتهم الخاصة والعامة وبالرغم من أن جميعهم متعلمون ويحملون الشهادات العليا في الطب والهندسة غير أنك إذا ما اقتربت منهم للتحدث معهم ستشعرُ فورا أنك أمام شخص قادم من عالم أفريقيا المجهول أو من الغابات الاستوائية , وأيضا أنت أو أنا إذا ذهبتَ إليهم وطرقت باب دارهم فإنهم يبقونك على الباب يتحدثون معك دون أن يقولوا لك كلمة تفضلْ مهما كانت شخصيتك وذلك ليس كرها بك بل لأنهم خجولون لا يعرفون كيف سيتحدثون معك أو أي موضوع يفتحونه .

من هنا أقول ليس شرطا أن يكون صحيحا المثل القائل(الولد سر أبيه) بل غالبا ما يكون الولد سر أمه وخصوصا إذا كان متعلقاً بالأم ,فالأم هي المدرسة الأولى التي يتخرج منها الطفل ومعه شهادة لغوية وسلوكية موقعة من صدر الأم , شخصية (الأم) هي التي جعلت ابنها شخصية انعزالية تكره الناس وتتكبر عليهم وهذه الشخصية هي شخصية العقاد .كانت أمه زنوبة شديدة الاعتداد بنفسها وكانت متكبرة متعالية على الناس من هنا ربما أن العقاد قد ورث عن أمه هذه العادات السيئة وكانت أم العقاد زنوبة تدلل العقاد من صغره وتقول (لا لالاكله إلا عباس كله حاجه وعباس ده حاجه تانيه.) لذلك كان العقاد يشعر بأنه شخص آخر أفضل من الناس لذلك نشـأ العقاد محبا للفردية حتى أصبح شخصية بربرية لا يعرف كيف يجالس الناس أو يحادثهم فكان كثير الابتعاد عن الحياة العامة والجلوس على القهاوي معتدا بنفسه لا يرى للناس فضلا عليه,لقد أكتسب العقاد شخصية سوداوية عمياء من أم متكبرة على الناس...حقده على الرأسماليين جعله يهاجمهم ويهاجم حياة القصور غير أنه سلك مسلك كل الذين انتقدهم بشدة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسات
- أصوات مزعجة
- كل عام والعالم بخير
- من يمثل الفكر الإسلامي!
- الانسان مثل الساعة
- روح الفنان
- مفاهيم مقلوبه
- سقوط أمي
- اقرأ تفرح جرّب تحزن
- مواطن أمريكي
- انحلال الشعور(1)
- الفصام السخيف
- وجوه جديدة وأصناف جديدة
- التجار يحكمون المدينة
- أزياء الحراميه
- أسعار تشجيعية
- المرأة العربية لاجئة سياسية
- يسافرون للعلاج!
- الطلاق بالثلاث
- في الجلجثة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأم هي أول مدرسة