التجربة و ما بعدها - نص

عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 16:19
المحور: الادب والفن
    

التجربة وما بعدها
عبد الفتاح المطلبي
(1)
(التجربة)
في مختبره الذي خصصه لي
على قدر جسدي النحيل
يصبّ علي حامض النقمة الحريف
وقطرتين من ماء النعمة النادر
يخضني بزجاجة قدرَهِ الغامض
مطليةً بظلامٍ فذّ
ذلك المصنوع من أجلي
يفعل بي ما يشاء من أجل أن أشع ّ ضوءاً
أقل من التماع أي انفجار صغير
على كتفي هذه الأرض المشاع
الممنوحة للأشرار بلا وازع
الذين يأكلونني تباعا باسم الرب
و يضيف علي قليلا من فوسفيد الرعب
لينظر ماذا أفعل
و في موجة سأم مني يرميني
الى أتونه المكفهر
دون غضب
ودون حزن
أفٍ لي
ما أبغضني حين الومض
يثقب رأسي
(2)
( بعد التجربة)
إفتح يا سم ....سم
أفتح عيني على بلدٍِ
يتحصن بخرقة عاهرة ميتة
يرفع فخذيها
يسِلّ الخرقة خلسة
يتوالى الرفعُ و النصبُ و الجرُّ
في منطقة خضراء
ضاع ضادها الوحيد
تحت زحام الأرجل هناك
و نحن جميعا مرفوعون
تحت الخرقة حتى تجفّ
تخفق علما ننشد نشيد الأنشاد
على أنغام الخفق
ونمجد الفقر
لقرابته من حب الله
و لكي تسنح لك الفرصة
لتستهجن بوحي
و تسخر من حروفي الساذجة كبطيخ فجّ
و انت تتسكع في كاليفورنيا
تهاتف ذويك في وطن الخرقة هذا
مبتهجا تهاتفهم لتقول
(( أنا في المنفى))
تأكل البرغر الكندي
تحكي للأطفال في الحي الزنجي البهيج
عن الصمغ العربي
و عن نزوة مضغ القات
في جنّات عدن
و شرعية هدر الوقت الممدود
على أرائك ، تحت القطوف
تتكلم بجدية مخجلة
عن علكٍ مرٍّ يتفقأ من أجساد العشائر
المنشغلة بأصالتها عصر اليوم
و عمن يفوز بقمامة بغداد
عبر عبث خارق
يبتكرون مدنا جديدة للصفيح الملون
الآتي من كل البلدان
ومن أجل استصدار بطاقة تدجين
بختم فسفوري
مختصرا مأساة مواطني أمريكا الأصليين
(3)
الشاعر
الله ... الله
يصرخ أصحاب الرس
و اصحاب الأخدود
و إذا بالشاعر يغتصب قصائده
دون مبالات بالثقب الأسود
المتبصبص في كتف المجرة
ثم يجشمهن السبي
من اجل آراء عروة في زق الخمر
و فطنة خزاعة في المقايضة
و حين يجنّ الليل
و تتلوى مخلوقات الغيب
و يتلمظ هذا( الويب)
أصرخ أنا
لا تجبروا قصائدكم على البغاء
و هذا النور على صفحات( الويب) كبا
قبل مغيب الشمس بقليل
نتهامس نحن(هنود حمر) هذا العصر
عيب ....والله عيب.....
نبحث عن جندب بساق واحدة
بعين واحدة
نعلمه فن القفز على المعنى
لكي نحضى
برضا سلطان صغير
يا للعار
يا للعار
كحمار يحمل أسفارا
وطني
منتظرا غودو
و بمخيلته عشب

#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات