عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 21:39
المحور:
الادب والفن
هناك مقطع تائه من الجنود ، أنقله من ورقة إلى ورقة ، تاركا للصحراء أن تفور بنيران عزلتها ، عسى أن تنبجس ، من بياض الأوراق ، أفكارٌ لا تقودني إلى الرمل ثانية .
لستُ أنوي الإقلاع عن سرابي الخاص ، فما هو مطلوب لا يتعدى الحفاظ على الهزيمة ، إن لم أتمكن من تعميقها إلى هزيمة أعمق .
احبُني في اليأس ، في معاكسة الظروف ، وفي تحويل الحقائق إلى ترهات صغيرة ، لأن الضحك ليس الفرح ، الألم ليس الدمع ، والشجاعة هي ما تنقص المنتصر ، فالخائب سلفا لا يخشى الوقوف عاريا أمام مرآة نفسه .
ما أحتاجه ليس الشيء بعينه ، وليس هو اللاشيء : إنه في العصي على القول ، في الممكن من اللاعيش . لقد صممتُ شكل انتقامي : أريده يأخذ شكلا خاليا من الشكل ، مثل ليل مُفرغ من الليل ، أو مثل جرح هجر الألمَ ، مستنكفا ، في نفس الوقت ، أن يكون ندبة .
أليس النصرُ شكلا من أشكال الخراب ؟
أصلُ بالجنود إلى آخر ورقة . أرى إلى نفسي بينهم ، ولا احرّك ساكنا :
مَن هذا ، في الاخير، سواي ؟ ومَن يفهمني في هذه اللعبة ، سواه ؟
أرسمُ ثكنة ، ثم أنسفها .
أرسم الجنود حولها .
آمرهم برفع الأنقاض .
أصيحُ بهم : نظـفوا الورقة .
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟