أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ديمة كرادشة - المرأة والبوصلة














المزيد.....

المرأة والبوصلة


ديمة كرادشة

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 00:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إن حالة التوازن التي يسعى الانسان الى تحقيقها مع ذاته، لا يمكن أن تتأتى من خلال التجربة والخطأ فقط ،بل لابد من أخذ الدروس المستفادة من كل التجارب الجيدة منها والسيئة وهنا جد الوصفة السرية لتحقيق التوازن .
إن نضال المرأة الحقيقي لن يؤتي ثماره إلا بتحقيق التوازن مع انفسنا قبل أن نطالب به المجتمع المحيط بنا. وها يكمن التحدي أمام حركات التحرر التي تطالب بالعدالة والمساواة للمرأة ، والتي لابد لنا نحن النساء من الخوض بها بعد تحقيق التحدي الاكبر وهو التوازن والتصالح مع الذات .فقد مرت الموجات النسوية منذ بداياتها بمراحل متنوعة ومختلفة المطالب والاهداف وذلك ليس لضعف في هذه الحركة الاجتماعية بل هو التطور الطبيعي لهذه الفئة من النساء التي كانت ترفض ذاتها وانوثتها كنوع من التمرد، فقد نلاحظ أنه في فترة الستينات ظهرت النساء بقصات شعر رجالية (وكانوا يدعونها البوي) ولبسوا بنطلونات الجينز وتركوا حيزهم الخاص كالمنزل والمطبخ – وأدل على ذلك تلك التوجهات التي تبناها رجال في مجالات الطبخ وتسريحات الشعر وغيرها وأبدوا بها ليوما هذا، ومضى كل ذلك الى أن ادركت المرأة ان هذا الحيز الخاص لا يعيبها ولا ينقص من شأنها فعادت له وبقوة ومتسلحة بأدوات التغيير من الخارج الى الداخل وبدأت لعبة إعادة توزيع الادوار وظهورالجندرية في كافة المجالات وما الى ذلك من مفاهيم تؤكد على أن انوثة المرأة هي قوة وليست ضعف وبدأت تصل الى حالات التوازن في الحراك الاجتماعي الى أ وصلت الى ما هي عليه اليوم.
ومن هنا لابد لنا نحن النساء في مناطقنا العربية الاستفادة من خبرات الغرب وليس استنساخ تجاربهم ، والبدء بأنفسنا ولنتمكن فيما بعد من أن نؤتي ثمار جهودنا على أرضية صلبة وراسخة.
إن علاقة المرأة بالبوصلة هي من النوع الخفي والسري وذلك لارتباطها بحالة التوازن التي يصل اليها الانسان خلال مسيرته النضالية مع الحياة وتحدياتها ، ودور البوصلة في تحديد اتجاهاتها، فالانسان مهما تعثرت خطواته وتحطمت اشرعته فلابد للبوصلة من أن توجهه للمسار الصحيح وبالتالي تشعره بالامان والراحة طالما بقيت تعمل في داخله.
إن رحلة البحث عن البوصلة ومنها الى حالة التوازن لابد وان تمر بحالة من الفوضى والضبابية ليتم بعدها العبور بمراحل متسلسلة تبدأ في اكتشاف الذات، بمعنى أن يكتشف الإنسان ملامح شخصيته من خلال الاحتكاك والتفاعل مع المواقف الحياتية السارة والمحزنة معاً ، ويبدأ بقبول نقاط القوة ونقاط الضعف ، ولكن التحدي الاكبر هو في قبولنا لنقاط ضعفنا كطبيعة بشرية والتي نبقى في معظم حياتنا نرفضها وننكرها لنحافظ على صورة "البطل" في أذهاننا ، الى ان نقع في الهاوية والتي تنهار فيها صورتنا الحقيقية من حياتنا ونفقدها مع رياح الزمن التي تنزعنا من جذورنا، فلا يعود هناك طعم للحياة ؛فنفقد مشاعر الفرح والحزن معاً؛ ولا نجد لون لاتجاهاتنا وتصرفاتنا فكلها تصدر كردود افعال دون تفكيروبلا وعي،الوان باهتة قاتمة، ولا نعرف ماذا نحب وماذا نكره، وتقتل حينها المبادرة والإبداع والمتعة في البحث والتحليل ونصبح عبارة عن ادوات تسيرها الحياة دون خيارات او مواجهات اشخاص يحركها القدر وتتكلم بلغة الصم والبكم..... فتبدأ الاعراض تظهر في اجسادنا بامراض نفسجسدية وبأعراض سلوكية غير مفهومة ، فكثيرا ما نجد من يقول لقد تصرف معي هكذا ولا اعرف السبب أو لقد قمت بهذا دون أن اعرف لماذا ، ولماذا اخترت هذه الفتاة او لا اعرف لما تزوجت هذا الشاب ...وغيرها من العبارات التي تنم عن الفوضى التي نعيشها بحياتنا ...لقد فقدنا البوصلة .
لذا أعود وأوكد على ضرورة قبول ذواتنا بضعفها وقوتها ، وننظر الى ان جوانب الضعف لابد وان نسعى الى تقويتها ما أمكن ، ومواجهتها بتحدي أكبر وهو التصالح من انفسنا ورسم لوحة جميلة تبرز ملامح شخصيتنا بالوانها القاتمة والمشرقة معاً لتعطي بالنهاية لوحة ولا أروع . لوحة رسمتها أيدينا نحن وليس احد غيرنا ، لوحة إخترنا الوانها بأعيننا لا بأعين الأخرين ، لوحة تعكس تطلعاتنا الى المستقبل لا تطلعات يفرضها علينا الغير مع العلم انها لوحات ليست للبيع!!!....



#ديمة_كرادشة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (6)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد الاناوات...نقمة أم نعمة
- رحلة اللاعودة
- الاغتصاب الاخلاقي


المزيد.....




- شاهد كيف تسللت امرأة من دون تذكرة على متن طائرة متجهة من نيو ...
- حكم الدستورية باسترجاع الأب مسكن الحضانة .. يهدد استقرار الأ ...
- بيان توضيحي صادر عن منصة شريكة ولكن
- دعمك جالك أخيراً.. رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- تغييرات صغيرة تساعد النساء على تقليل آثار الشيخوخة
- نساء البلديات: كيف سيؤثر إعطاؤهن حق الترشح ببلداتهن الأم على ...
- البحرين.. صورة البناية التي سقطت من شرفتها امرأة تحاول النجا ...
- ستارمر يرحب بتعريف القضاء للمرأة بأنها أنثى بالغة
- شاهد.. الجزيرة نت ترافق امرأة غزية في مهمة إعداد وجبة طعام
- النازحون في السودان يطالبون المنظمات الدولية بإنقاذ الاطفال ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ديمة كرادشة - المرأة والبوصلة