أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يونس حنون - حتى تكون اسعد الناس














المزيد.....

حتى تكون اسعد الناس


يونس حنون

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 21:39
المحور: كتابات ساخرة
    


سبق ان كتبت عن الداعية السعودي عائض القرني والذي الف كتابا اسمه (اسعد امرأة في العالم) يخاطب فيه المراة المسلمة ويذكرها كم هي محظوظة وسعيدة لانها ولدت في بلاد المسلمين لان ذلك يجعلها تلقائيا وبلا اي مجهود مؤمنة ، متصدقة ، صائمة ، قائمة متحجبة، طائعة لزوجها ، خائفة من ربها ، متفضلة على جيرانها ، رحيمة بأبنائها.... بعكس المراة الغربية حيث يدعي القرني ان كل امراة تعيش في الغرب ستكون لامحالة وحسب ما قال بالنص :جاهلة ، سخيفة ، عارضة أزياء سلعة منبوذة ، بضاعة رخيصة تعرض في كل مكان، لا قيمة لها ، لا عرض ولا شرف ولا ديانة .....
اي ببساطة ... الغرب عبارة عن بيت كبير للدعارة
وكان اعتراضي على الكتاب يتمحور حول سؤال هو: اذا كانت جميع نساء الغرب بهذا الوصف الا يجعل ذلك من ابنائهن رجالا ونساءا بلا استثناء اولاد عاهرات ......ولما كنا نعتمد في كل امور حياتنا وادوات عملنا ومستلزمات راحتنا وعلاجاتنا وادويتنا ومناهج جامعاتنا على اولاد العاهرات سكان الغرب.......فماذا سنكون نحن؟
قبل ايام ارسل لي من يبدو انه احد مريدي السيد عائض القرني رسالة الكترونية قصيرة بدأها بالسلام على من اتبع الهدى وجملة واحدة تقول : اقراهذه النفائس بعقل مفتوح عسى ان يهديك الله
ومع الرسالة رابط لموقع عنوانه
الشيخ عائض بن عبدالله القرني : كتب ومحاضرات
http://www.saaid.net/Warathah/qarni/index.htm
اي ان المرسل لا يتوخى ان اغير رأي بالقرني او حكمي على ما يكتبه ، بل يتمنى ان يهديني الله باعتبار ان من ينتقد كلام القرني انسان ضال بحاجة الى الهداية ، وان الطريق الى مرضاة الله والخروج من ملة المهددين بالغضب السماوي ان اقرا كتب عائض القرني واستوعبها
ولأني لا اتردد في ان اراجع نفسي عندما يرشدني شخص الى اخطاء في حكمي فقد حاولت ان اوفر بعض الوقت لفتح رابطين او ثلاثة من العناوين التي احتواها الموقع ، وكان ان وقع اختياري على كتاب اسمه (حتى تكون اسعد الناس ) ......ولم يخب ظني فيما توقعت
65 صفحة من اقوال انسان بطران يتخيل انه يلقي دررا مكنونة من اعلى برج عاجي على بشر ربما يعتبرهم منغوليين او متخلفين عقليا فيحتاجون الى عبقري من مستواه يزودهم بنصائح رهيبة مثل هذه المجموعة التي اخترتها على سبيل المثال :
" تذكر أن ربك واسع المغفرة يقبل التوبة ويعفو عن عباده , ويبدل السيئات حسنات " (اول مرة اسمع ان ربي واسع المغفرة !!)
"توكل على الله وفوض الأمر إليه , وارض بحكمه "
(الحمدلله ...فقبل قراءة نصيحتك كان المسلمون يتوكلون على معمر القذافي )
"كرر [لا حول ولا قوة إلا بالله ] فإنها تشرح البال وتصلح الحال , وتحمل بها الأثقال "
( شكرا لهذا التذكير ، فنحن المسلمون كنا فعلا" لا نكرر الحوقلة الا 50 مرة في اليوم فقط)
"تفاءل ولا تقنط ولا تيأس , وأحسن الظن بربك وانتظر منه كل خير وجميل "
(وهذه النصيحة مختلفة تماما عن مثل كانوا يقولونه لنا ونحن في الروضة وهو اضحك تضحك لك الدنيا)
"أكثر من الأستغفار , فمعه الرزق والفرج والذرية والعلم النافع والتيسير "
( فمثلا ابناء العراق وهم اكثر الناس استغفارا وطلبا للتوبة من اثامهم السابقة واللاحقة ترونهم اليوم اسعد الناس في الشرق الاوسط!)
الكتاب بكامله مليء بترهات من هذا النوع الذي يفسر الماء بعد الجهد بالماء ويقدم للسذج خلاصة التصرفات اليومية المعتادة لابناء امة محمد والتي دأبوا عليها منذ مئات السنين كاستغفار الله على ذنوب ارتكبناها ولم نرتكبها..... فاي من هذه السلوكيات الني هي جزء من شخصياتنا سيجعلنا اسعد الناس علما" اننا نمارسها في الصحو واليقظة منذ 1400 عام ومازلنا اكثر البشر تعاسة ؟
وتزداد النصائح بلاهة صفحة بعد صفحة لتصل الى ترديد ابسط بديهيات السلوك الانساني وكانها اكتشافات توازي اكتشاف الجينوم و الاستنساخ الوراثي ، فأي نوع من البشر لايعرف ان عليه ان يكسب الرزق الحلال ويتجنب الحرام ؟ ومن هو المغفل الذي يحتاج الى تنبيهات مثل "وزع الأعمال ولا تجمعها في وقت واحد بل اجعلها في فترات وبينها أوقات للراحة ليكن عطاؤك جيدا" .....باعتبار اننا ولفرط نشاطنا نسارع لاداء كل ماعلينا ولا نعطي لانفسنا اي مجال للراحة مما يضطر حكوماتنا الى اعطائنا اجازات اجبارية حفاظا علينا من الاعياء
ما درجة احترام مؤلف هذا الكتاب لعقول مريديه كي يعطيهم مثل هذه النصائح والارشادات الثمينة ؟
وعدا عن النصائح التاريخية يحوي الكتاب استنتاجات رهيبة علينا ان نشكر الله الذي هيأ لنا عائض القرني ليرشدنا اليها مثل :
"خير الأصحاب من تثق به وترتاح وتفضي إليه بمتاعبك ويشاركك همومك ولا يفشي سَّرك"
ما اروع هذا التنبيه .....تصوروا كم واحد منا كان يتوهم ان خير الاصحاب هو الذي لانثق به ولانرتاح معه ؟
ومن الحكم البليغة الاخرى التي انعم بها الله علينا في هذا الكتاب اخترت لكم:
" الغنى والأمن والصحة ركائز السعادة، فلا هناء لمعدم ولا مريض , بل هم في شقاء" !!!!! "
ياللهول ....هل خطر على بال احدنا ان المعدم والمريض في شقاء؟ .... انا عن نفسي كنت اعتقد انهم اسعد البشر!!!!
وهذه الحكمة الحصاوية
" لا تشكو المتاعب فإن الحمار يحمل الأثقال ولا يئن "
يعني الاخ يريد ان نجعل الحمار قدوتنا ، فكلما زادت اعداد الحمير باع نسخا" اكثر من كتابه
اما اعظم جملة في الكتاب فكانت :
"الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم, والأصم يتمنى سماع الأصوات, والمقعد يتمنى المشي خطوات, والأبكم يتمنى أن يقول كلمات "
ياعيني عالعلم ...ليش مانكملها ونقول ايضا : والنعسان يتمنى ان ينام ، والجائع يتمنى وجبة طعام ، والذي اكل فاصوليا يتمنى ان يخرج من بطنه الغازات ...... والذي قرأ كتابك التافه يتمنى لو يظفر برقبة المتخلف الذي ارسله اليه.



#يونس_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدانمارك والمهاجرون .....مرة اخرى
- طب الاباعر ....مرة اخرى
- برقية شكر من جهنم
- عندما يرد الدجالون
- غض بصرك ...تصبح مليارديرا- (2)
- غض بصرك..... تصبح مليارديرا- (1)
- اكتشافاتنا المذهلة!!!!!
- ايتها المسلمة …. افريقيا تناديك
- قريبا ...اسباكيتي اسلامي
- إلى من عرّضت نفسها للعنة الله!
- ايها المسلمون ....انقذوا الغرب
- الامبريالية والصهيونية......وانف عائشة
- مفاسد قيادة المرأة للسيارة
- عندما تنتفض ناقصات العقل
- نحن نحب حكامنا....وايد وايد
- عندما يوضع الفكر الليبرالي والفكر السلفي في سلة واحدة
- عنترة.... في ادنبرة
- هل سنخسر قادتنا قريبا؟
- كيف يتعامل كفار الدانمارك مع المهاجرين المؤمنين
- الصبر ....على الهبر


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يونس حنون - حتى تكون اسعد الناس