أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - فاز المالكي بخصمه لا على خصمه














المزيد.....

فاز المالكي بخصمه لا على خصمه


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاز السيد المالكي بحق تشكيل الوزارة لمرة ثانية. ورغم أن هناك من لم يعجبه ذلك الفوز ومن كان عمل ضده, ورغم ما يمكن تسجيله من ملاحظات نقدية حول طبيعة السجال, وطريقة إدارة التنافس, فإن فوز المالكي ذاك لم يكن مقدرا له أن يتم لولا الدعم الذي حصل عليه من منافسيه وأنداده السياسيين, وذلك بعد جولات وسجالات لا شك أنه أثبت من خلالها قدرات شخصية سياسية نافذة, ولا يمكن نكرانها أو تخطيها. إن طبيعة المعركة التي تلت الانتخابات كانت مشحونة بكل ما كان من شأنه أن يمد في عمر الأزمة ويجعل أمر الخروج منها صعبا جدا مما يؤدي بالنهاية إلى تداعيات خطيرة على مستقبل العراق ووحدة شعبه. إن النتائج الانتخابية المتقاربة بين القائمتين الرئيستين العراقية ودولة القانون كانتا سببا للأزمة القانونية, وزادها أن فقرة التكليف الدستورية لم تكن واضحة مما أدى إلى أن يكون الدستور ذاته جزء من المشكلة وليس مصدرا للحل..
ولنعترف بداية أن المالكي ما كان مقدرا له أن يحصل على التكليف لولا موافقة منافسيه السياسيين. ذلك لن يتقاطع مع مفهوم الديمقراطية ذاته, ففي أحيان كثيرة وخاصة في الحالة العراقية يمرالنجاح الحقيقي من خلال إقناع الخصوم وليس من خلال إقناع المناصرين الفئويين. إن الحالة (الديمقراطية) العراقية لم تتطور وتتبلور بعد بإتجاه مفهوم الأغلبية السياسية مما يترك لعناصر التأثير الأخرى دورا أساسيا في تحديد نتائج الصراع, لكن ذلك ذاته سيجعل النصر ناقصا في نفس الوقت, أو غير فعال, وحتى أنه قد يجعله بنتائج وتداعيات سلبية على الحالة الوطنية العراقية العامة. ففي المرحلة الأولى كان المالكي قد كسب تكليف حزبه ومن ثم حقق نجاحا جماهيريا حقيقيا في الوسط الشيعي الوطني ومن ثم أيضا كان إعتمد على التمحور المذهبي للحصول على الأغلبية الكتلوية التي تتيح له الحق الدستوري, وهو تمحور ما زال له قصب السبق في تحديد الخيارات السياسية في عموم العراق وقد اتبعته النسبة المطلقة من السياسيين وصولا إلى فوز انتخابي مضمون, غير إن كل ما حققه المالكي من انتصارات على تلك الجبهة ما كان بمقدوره أن يمنحه شرعية أن يكون رئيسا لوزراء كل العراقيين لولا دعم منافسيه وفي المقدمة منهم العراقية ذاتها.
فلو حدث أن ذهب المالكي إلى تشكيل الوزارة دون موافقة ودعم هذا الفريق لكان مقدرا أن يكون رئيسا لوزارة ضعيفة وفئوية وحتى قريبة جدا من التمثيل الطائفي وليس الوطني العام وسيكون نصره الفئوي أفضل طريقة لخسارته الوطنية.
نعم نحن نطمح إلى خروج الحالة العراقية من وضع المشاركة والتي هي لفظة محسنة للمحاصصة إلى وضع أغلبية البرنامج السياسي, ولكننا الآن نتعامل مع واقع كان أصعب من الجميع, ويجب علينا أن لا ننسى أن السيد المالكي نفسه كان حاول قبل الانتخابات أن ينحى خطوات نحو الزعامة الوطنية من خلال التركيز على شعار أغلبية البرنامج السياسي, لكن نتائج الانتخابات لم تساعده في الذهاب بعيدا في هذا الاتجاه, ولقد كنت من أولئك الذين تمنوا أن يكون هناك تحالفا بين دولة القانون والعراقية في مقالة لي كانت نشرت وقتها في إيلاف تحدثت عن مفهوم الدلتا العراقية وما زلت أعتقد أن ذلك التحالف لو تم من خلال أجندة عراقية وطنية لكان مقدرا له أن يؤدي إلى خلق وترتيب معادلات سياسية وتنظيمية من شأنها أن تؤدي إلى تشكيل وزارة أقوى وأقدر على الاقتراب من برنامج الأغلبية السياسية الذي لا يمكن بدونه الخروج من المأزق الطائفي والمحاصصاتي, والواقع أن الأزمة العراقية كان قد جرى حلها بشكل عكسي, أي من الخلف بدلا من الأمام مما جعل الفرصة كبيرة أمام قوى وظواهر ليست في مصلحة العراق أن تلعب دورها في تحديد النتائج, فعلى طريق الفوز بالمنصب كان قد جرى الذهاب إلى قوى أوجبت على المالكي التنازل عن كثير من عناصر قوته لتجعل منه رئيسا محدود الصلاحيات. غير أن العراقية تتحمل أيضا بمستويات معينة مسؤوليتها عن هذه التداعيات لأنها حصرت نفسها بلغة الأرقام وظلت في ذلك الوضع على الرغم من إتضاح الرؤيا بأن لغة الأرقام ذاتها بدأت تتحول إلى عنصر أساسي للأزمة وكان متوقعا بعد ذلك الشوط أن تكون هناك مبادرة كبيرة من أجل أن يدخل عنصر حسن النوايا الوطنية لتفعيل لغة الأرقام بإتجاه لا ينأى بعيدا عن تعقيدات الوضع السياسي.
إن طريق المالكي نحو زعامة عراقية وطنية شاملة تمكنه من إدارة حكومته بشكل أفضل وتساعده على الاقتراب من موضوعة أغلبية البرنامج السياسي والذي سيعطي للديمقراطية قدرة انتشال العراق من مأزق الطائفية والفساد, إن تلك الطريق ستبدأ حقا من خلال إيمانه أنه فاز بخصمه لا على خصمه, وسيساعده على تحقيق ذلك اقتراب العراقية منه اقترابا وطنيا من شأنه أن يخلق الدلتا الوطنية الموعودة .
خلاف ذلك ستكون الوزارة القادمة وزارة أزمة وليس وزارة لحل أزمة.
وسوف يكون من الصعب الحيلولة دون أن تتحول تلك الأزمة من أزمة وزارة إلى أزمة وطن.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!
- إرهاب وسباب وأسباب
- جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين و ...
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. صديقك من صَدَقَكْ..(2)
- تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة
- هل كان الحكم الملكي في العراق طائفيا
- عن بلجيكا والعراق
- متى يخلع العراق جلباب الضحية
- الدولة.. بين الدين والسياسة
- هومْ سِكْ ... سِكْ هومْ
- الجاليات العراقية في المهجر وضياع الهوية
- هذا ما قاله ساراتسين.. فما الذي يجب ان نقوله نحن
- حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*
- هروب إلى الخلف.. وهروب إلى الأمام
- إنهم يطبخون التاريخ.. أليس كذلك..؟!
- أمريكا.. لماذا نجحت في ألمانيا وفشلت في العراق.. ؟!
- مع القرآن.. ماذا سيحرق القس جونز
- الحادي عشر من أيلول.. ليس الأمريكان وحدهم الضحايا
- العراق بين حل الأزمة وأزمة الحل


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - فاز المالكي بخصمه لا على خصمه