أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - النجيفي .. مشروع دكتاتورٍ صغير














المزيد.....

النجيفي .. مشروع دكتاتورٍ صغير


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليتذكر الشعب العراقي جلسة مجلس النواب يوم الخميس 11/11/2010 ، يجب ان لا ينسى ، مَنْ قامَ بإثارة البلبلة ، وتغذية الانقسام ، وشق الصفوف ... بإسلوبٍ بعثي نعرفه نحن العراقيين جيداً ، من كُثرة ما شاهدناه خلال اربعين عاماً 1963 / 2003 . شاءتْ ظروف العراق بعد تخبط الإحتلال الامريكي وإنتهاجهِ سياسةً مشبوهة في العراق ، ان تصعد قُوى من مُخلفات الحكم الدكتاتوري السابق ، بعد ان أفسح الامريكان ، المجال لهم ، لاسيما في الموصل وبعض المحافظات الاخرى . ولَعّلَ بروز النُجيفي منذ اواخر 2003 وإستقطابه لمعظم الضباط الكبار في الجيش الصدامي السابق ، وضباط الامن والمخابرات السابقين وكبار البعثيين ، في التشكيلات التي أوجدها مثل تجمع الحدباء وعراقيون ، خير مثال على ذلك . من الطبيعي ان الامريكان ، لم يكونوا غافلين ، عن تحركات النجيفي المحلية والاقليمية ، وإرتباطاته مع كُل من سوريا وتركيا ، لكنهم شجعوهُ ضمناً على ذلك ، كجزءٍ من سياستهم الرعناء في خلق توازنٍ مزعوم ، بالضد من النفوذ الايراني على الاحزاب الشيعية في العراق .
قبل جلسة البرلمان ، حُسمَ توزيع الرئاسات الثلاث من خلال إجتماعات رؤساء الكتل السياسية ، فكان من الطبيعي أن يُجّهِز كُلٌ منهم " خطابه " مُسبقاً ، ومن المُتَوقع ان يقوم مستشارو الرؤساء الثلاث ، بالعناية الفائقة بصياغة البيان او الخطاب ، لكي يعكس النية لبدء مرحلة جديدة من تأريخ العراق وتجاوز العراقيل والصعوبات . وكانت كلمة الطالباني ، كذلك فعلاً ، وأثارتْ روح التفاؤل والأمل ، وهذا ما يحتاجه وما يستحقه الشعب العراقي بالضبط . ولكن كلمة النجيفي المُكفهر الوجه والعصبي المزاج ، والذي يريد نكأ الجراح ، والتشدد والتطرف ، كانتْ مُحبِطة للجميع ، وأكملها النائب "محمد تميم" زميله في العراقية ، والمتطرف من كركوك ، الذي نهض بنفس الستايل البعثي المتهور ، وطلب ضمناً ان يتم الإستثناء الفوري لبعض المشمولين بقرارات المسائلة والعدالة . أكمَلها كبيرهم علاوي ، بأنه لم يقرأ الورقة التي وّقعَ عليها مع البارزاني والمالكي ، وانسحب هو ورهطه ، من قاعة البرلمان في إستعراضٍ مُخزٍ ، مُستهتراً بمشاعر وآمال ملايين العراقين المنتظرين لِما ستؤول اليه الأمور .
- في خطابهِ قال اسامة النجيفي ، ان العديد من النواب ، ربما لن يلتزموا بما يُقرره قادة الكتل التي ينتمون اليها . وهذا أمرٌ جيد ومطلوب ، ونادينا به منذ سنوات ، ولكن كلامه هو كلمة حق يُراد بها باطل ، والدليل على ذلك هو عدم إلتزام كتلته بالتصويت لصالح جلال الطالباني . الأمر المهم الآخر : تحّدثَ عن السنوات السابقة وإنتقد النواقص والسلبيات وطالبَ بمحاسبة المُقَصرين ، وذلك ايضاً كلامٌ جميل ، ولكن أغراضه سيئة ومشبوهة ، فكل العراقيين الشرفاء ، يُريدون محاسبة المُسيئين وبأثرٍ رجعي ، لكنه لم يتطرق مُطلقاً الى أهم وأخطر الظواهر التي طبعتْ السنوات الماضية ، وهو الإرهاب .
- اسامة النجيفي ، الذي " حجزهُ " الارهابيون في الموصل أواخر 2003 ، وطالبوا بفدية ، دفعها على الفور أخوه أثيل النجيفي وكانتْ ( 350 ) ألف دولار امريكي . وبعدها صار وزيراً للصناعة في 2004 ، ثم عضوا في البرلمان طيلة الدورة السابقة . أي انه كان ضمن الحكومة والعملية السياسية التي يُسميها الارهابيون [ عميلة للأمريكان ] ، وتقوم " دولة العراق الاسلامية " وأُمراءها في الموصل بقتل الجنود والشرطة البُسطاء ويعتبرونهم عملاء ، بينما يسرح اسامة واخوه أثيل في انحاء الموصل من غير ان يتعرض لهم او لأحد من اتباعهم ، أحد !.
- كما هو معروف ، فان ( زهير الجلبي ) المسؤول عن ملف المُصالحة الوطنية ، قال قبل شهرين : ان الارهابيين يستحصلون حتى اليوم خمسة ملايين دولار شهرياً ، كأتاوة من الموصل !. السؤال هو : هل يدفع لهم اسامة النجيفي مبلغاً شهرياً منذ 2003 ؟ هل ان محافظ الموصل اثيل النجيفي والذي هو رئيس الحكومة المحلية منذ سنتين ، والذي لم يتعرض الى أي " إزعاج " من قبل ارهابيي الموصل ، يدفع لهم ايضاً ؟ " في حين ان اثنين من محافظي الموصل اُغتيلا في السنوات السابقة وتعرض الثالث الى عدة محاولات إغتيال ؟" .
هل لهذا السبب لم يتطرق اسامة النجيفي في خطابه في البرلمان ، من قريبٍ ولا من بعيد الى السبب الرئيسي للوضع العراقي المتأزم ، والمُتمثل بالإرهاب ؟
- قبل سنتين ، إتهم اسامة النجيفي ، الكُرد ، بانهم وراء قتل وتهجير المسيحيين من الموصل . قال ذلك علناً في البرلمان وفي مؤتمراته الصحفية . ألم يكن من المفروض ، ان يُطالب السياسيون الكُرد ، في حينها ، بنزع الحصانة البرلمانية عنه وتقديمه للمحاكمة ، لأنه أخّل بِقَسَمِه الدستوري وعمل على تفتيت الوحدة الوطنية ودق اسفيناً بين مكونات الشعب ؟ لو فعلها الكُرد في حينها بمؤازرة الشرفاء من النواب الاخرين ، لِما إستطاع اليوم ان يتصدر المشهد السياسي .
- ربما لم يكن النجيفي ، مسؤولاً في حزب البعث السابق ، لكنهُ بالتأكيد ، يحمل نفس القِيَم الكريهة ، ويتصف بالعنجهية ، والصلف . الدقائق القليلة التي ظهرَ فيها وهو " يُمارس " مهامه كرئيس لمجلس النواب ، كانتْ كافية ، لتُظهِر معدنهُ التسلطي والفوقي الفارغ ، ف " يأمر " هذا بالسكوت وذاك بالجلوس ... كأنهُ آمر لواء والبقية جنود تحت اُمرتهِ ..أو انه مُدير روضة أطفال ! . للأسف انه مشروع دكتاتورٍ صغير .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق التظاهر في اقليم كردستان
- الرابحون .. والخاسرون
- بينَ موتٍ .. وموتْ
- قمة أربيل ... ولبن أربيل
- إسلاميو البصرة وسيرك مونت كارلو
- دهوك ... مُجّرد أسئلة
- مرةً اُخرى ..تأخُر إستلام الكتب المدرسية في اقليم كردستان
- ضراط السياسيين مُخالف للقوانين البيئية !
- الرئيس الألماني المسكين
- للنساء ... للرجال
- من دهوك الى بغداد
- نفوس العراق 45 مليون نسمة !
- أنتَ تنتَقِد .. إذن انتَ غير مُخْلص !
- هل المطالب الكردية عالية السقف ؟
- احزاب الاسلام السياسي والتضييق على الحريات
- حكومة قوية ..معارضة قوية ، وليس حكومة مُشاركة
- إعتراف ... عدم إعتراف !
- أثرياءنا ... وتطوير البلد
- البعثيون يخافون من التعداد السكاني العام
- اُم كلثوم وتشكيل الحكومة العراقية !


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - النجيفي .. مشروع دكتاتورٍ صغير